تقرير إخباري: الصين تحث على الامتثال لقواعد منظمة التجارة العالمية وتعارض الحمائية التجارية

بكين 19 أبريل 2018 /قالت الصين اليوم (الخميس) إن الأحادية والحمائية التجارية ستضران حتما بالآخرين دون تحقيق مكاسب خاصة بمن يتبناها، لأن الاقصاد العالمي مترابط على نحو عميق.

صرحت بذلك المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في تعليق طلب منها على تقرير لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي صدر أمس الأربعاء.

وبحسب التقرير، المعروف باسم الكتاب البيج، فإن الشركات في أغلب أنحاء الولايات المتحدة أبلغت عن زيادات كبيرة في أسعار منتجات الصلب والألومنيوم بسبب التعريفات الجمركية التي فرضت على واردات هذه المنتجات.

وأضاف التقرير أن الشركات في قطاعات متعددة، منها التصنيع والنقل، أعربت عن قلقها بشأن تأثير زيادة التعريفات.

واستشهدت هوا بتقرير صدر عن مؤسسة بروكينجز يقول إن الحرب التجارية الأمريكية-الصينية ستؤدي إلى خسارة أكثر من 2.1 مليون وظيفة في 2700 محافظة أمريكية.

وفي مارس، وقع 107 أعضاء جمهوريين في الكونجرس خطابا يحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم المضي قدما في خطته الخاصة بفرض التعريفات.

وقال المشرعون في الخطاب "نحثكم على إعادة النظر في فكرة فرض تعريفات أوسع لتجنب عواقب سلبية غير مقصودة على الاقتصاد الأمريكي ومن يعملون به."

وفي غداء عمل مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يوم الاربعاء، قال ترامب إن كلمة "متبادل" ستكون الكلمة الأساسية التي ستستخدمها الولايات المتحدة.

وتابع ترامب "الصين، على سبيل المثال، عندما يرسلون سيارة إلينا، تبلغ نسبة الضريبة المفروضة عليها 2.5 بالمئة. وحينما نرسل نحن لهم سيارة، أولا، هم لا يأخذونها، وثانيا، تكون نسبة الضريبة 25 بالمئة."

وحينما طلب منها الرد على تصريحات ترامب، أجابت هوا بالحقائق:

أولا، تفرض الولايات المتحدة تعريفات تبلغ نسبتها 2.5 بالمئة على السيارات المستوردة، لكنها تفرض 25 بالمئة على الشاحنات.

ثانيا، حددت الصين الحد الأقصى للتعريفات المفروضة على المركبات الكاملة بنسبة 25 بالمئة، لكنها فرضت 10 بالمئة فقط على قطع الغيار.

ثالثا، معظم السيارات الأمريكية التي يتم بيعها للصين تنتجها فروع لشركات سيارات أمريكية في الصين.

وأوضحت أن شركة جنرال موتورز باعت نحو 4 ملايين سيارة في الصين عام 2017، وباعت كاديلاك سيارات في الصين أكثر مما باعت في الولايات المتحدة.

وتابعت "ما يتعين قوله هو أن شركات السيارات الأمريكية حققت ربحا هائلا في الصين."

على الجانب الآخر، صدرت الولايات المتحدة أكثر من 280 ألف مركبة إلى الصين في 2017، فيما صدرت الصين إلى الولايات المتحدة 53 ألف مركبة فقط، وفقا لما قالت.

وأوضحت أنه من غير المعقول أن نقارن بين معدلات الضرائب على الواردات للمركبات الكاملة الصينية والأمريكية.

أما بالنسبة لكلمة "متبادل"، قالت هوا إنه فيما يخص التعريفات، ليس لدى منظمة التجارة العالمية مبدأ تبادلية التعريفة ولدى أعضاء منظمة التجارة العالمية مستويات مختلفة من التعريفات.

وقالت إن التبادلية والعدالة لا يمكنهما التحدث عن أنفسهما، لذلك لا يمكن صياغة معايير وفقا لمصالح وحاجات لجانب واحد.

وتابعت بقولها "بدلا من ذلك، يجب علينا أن نعتمد على مشاورات متساوية لصياغة قواعد ومعايير دولية موحدة. ويجب علينا جميعا احترامها."

وأكدت أن ممارسة التجارة تحت الإجبار لن تكون بأية حال أمرا تبادليا وعادلا، وحذرت من أن الإجراءات التي تخدم المصالح الذاتية قد تنتهي بمعاناة العواقب الوخيمة.

وفي إجابتها على سؤال بشأن ما إذا كانت مبادرات الانفتاح الأخيرة التي شهدتها صناعة السيارات في الصين تأتي استجابة للضغوط الأمريكية، قالت هوا إن الصين ستعزز الإصلاح والانفتاح بما يتفق مع الأهداف والسرعة المنشودة لها.

وأضافت أن التحرير الكامل للصناعات التحويلية في الصين دليل واضح على معارضة الصين للحمائية في التجارة والاستثمار.

وأكدت أن الصين تدعم التنمية المكثفة والعميقة للعولمة الاقتصادية وتدعم أيضا الشركات الصينية والأجنبية في تحقيق التنمية المشتركة على أساس المنافسة العادلة.

وتابعت بقولها "نرحب بمشاركة كافة البلدان في فرص الانفتاح والتنمية في الصين."

وأشارت إلى أن من يمارس الحمائية ضد الصين يغلق بالتالي باب مروره إلى الصين.