أنقرة 18 إبريل 2018 /أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء عن دعمه لأندرو برونسون، القس الأمريكي الذي يحاكم في تركيا بتهمة التجسس والعلاقة مع حركة غولن، وسط تزايد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وكتب الرئيس الأمريكي في أول تغريدة له عن تركيا، الحليف بالناتو "القس أندرو برونسون، رجل لطيف ومسيحي بارز في الولايات المتحدة، يحاكم في تركيا بلا سبب."
وأضاف "يقولون إنه جاسوس، ولكنني جاسوس أكثر منه. آمل بأن يسمح له بالعودة إلى بلاده وإلى عائلته الجميلة حيث يعيش."
ويعيش هذا القس الأمريكي البالغ من العمر 50 سنة، في تركيا منذ 20 عاما، وهو متهم بمساعدة حركة فتح الله غولن التي تتهمها أنقرة بأنها وراء الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2016. ويواجه هذا القس، إذا أدين، عقوبة السجن لـ35 عاما.
وبادر حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان ، بالرد على تصريحات ترامب هذه، وقال المتحدث باسم الحزب، ماهر أونال، خلال مقابلة مع قناة (أن تي في) الإخبارية الخاصة "لقد اعتدنا الآن على تغريدات ترامب، وهو يتصرف كما لو أنه لا يوجد نظام قضائي في تركيا."
وأضاف "لدينا محاكمنا هنا وهي التي ستقرر حول قضية القس، وكلنا سنحترم قرارها. الأمر ليس لترامب، بل للمحكمة التي تقرر حول هذا القس."
وظل برونسون منذ نحو 20 عاما يرعى كنيسة للبروتستانت في أزمير، ثالث أكبر المدن التركية.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية هي الأخرى بيانا جاء فيه "إن جميع الحكومة تتابع عن كثب قضية السيد برونسون"، مشيرة إلى "نأمل في أن يعالج النظام القضائي في تركيا هذه القضية بطريقة مناسبة وسريعة وعادلة وشفافة."
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا خلال لقاء مباشر له مع نظيره التركي في واشنطن في مايو العام الماضي، إلى إطلاق سراح برونسون، وفقا لما أعلنه البيت الأبيض حينئذ.
ولكن أردوغان قال حينها إن مصير القس قد يكون مرتبطا بالداعية المسلم فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. وتطالب تركيا بتسليمها هذا الرجل، ولكن الولايات المتحدة غالبا ما ترفض هذا الطلب بسبب ما تقول إنه نقص في الأدلة.
وقال أردوغان في سبتمبر "يقولون لنا أعيدوا لنا القس، ولكن لديكم قس آخر هو غولن، أعيدوه لنا."
وأضاف "عندها سنحاكم (برونسون) ونعيده لكم."
يذكر أن غولن ينفي أي علاقة له بالمحاولة الانقلابية عام 2016، التي قتل خلالها 250 شخصا. وأعلنت تركيا من حينها حالة الطوارئ بالبلاد .
وجدير بالذكر هنا أن الولايات المتحدة وتركيا في خلاف أيضا حول الدعم الأمريكي للقوات الكردية في شمالي سوريا، لأن تركيا تعتبر هذه القوات منظمة إرهابية، وشنت حملة عسكرية ضدها في أواخر يناير، الأمر الذي رفع مستوى المخاوف من احتمال تصادم بين القوات التركية والأمريكية على الأراضي السورية.