人民网 2018:04:19.17:27:19
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : هزات ارتدادية عبر أوروبا بعد غبار الضربات الغربية على سوريا

2018:04:19.17:29    حجم الخط    اطبع

بروكسيل 19 إبريل 2018/ رغم أن الغبار الذي أثارته الغارات الجوية والصاروخية الغربية على سوريا آخذ في التناقص، ولكن الهزات الارتدادية تتواصل في القارة الأوروبية.

لقد انبرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لتحمل الحكومة السورية مسئولية الهجوم الكيماوي المزعوم على دوما في 7 إبريل الحالي، وشنت يوم السبت هجوما اتخذت قراره بنفسها، ثم ادعت بعد الهجمات أنها حققت "نجاحا في مهمتها".

ولكن الحقيقة هي أن مناطق واسعة من أوروبا، نظرت إلى هذه الضربات بعدم الارتياح .

ومن خلال الدروس والعبر المستقاة من التدخل الغربي في كل من العراق وأفغانستان وليبيا، وهي ذكريات مؤلمة مازالت تقض الذاكرة، تساءل الكثير من الأوروبيين عن مبررات هذه الضربات وفعاليتها، وأدانوا أيضا النفاق الغربي.

ضربات جوية غير مبررة

قال انتونيس ستايليانو، بروفيسور القانون في جامعة نيقوسيا في قبرص، لـ((شينخوا)) إن استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية مبرر في حالتين فقط هما: عندما يتم التفويض من مجلس الأمن الدولي، أو عندما تستخدم هذه القوة للدفاع عن النفس. وأضاف "وكلا الحالتين ليست السبب وراء استخدام القوة العسكرية ضد سوريا."

وهذا الرأي لا يقتصر على أكاديمي فحسب، بل أن الرئيس التشيكي ميلوس زيمان أدان هو أيضا، الغارات الجوية والصاروخية على سوريا يوم السبت الماضي، قائلا "إن الخيار العسكري في مثل هذه الحالة، يجب أن يكون آخر شيء نفكر به."

وألقى الرئيس الكرواتي السابق إيفو يوسيبوفيتش بظلال من الشك على شرعية مثل هذه الغارات الجوية، وقال في مقابلة مع ((شينخوا)) "اعتقد أنه من المفترض أن لجنة تحقيق دولية ينبغي أن تقوم بتحقيق بالمزاعم حول استخدام السلاح الكيماوي."

وأضاف "العمل الجماعي ينبغي أن يكون بعد التحقق التام من أن الأسلحة الكيماوية قد استخدمت فعلا ."

ومن الملاحظ هنا أن الحلف الثلاثي الذي قادته الولايات المتحدة لشن الغارات على سوريا، قد سارع لشن هجماته في اليوم الذي وصل فيه فريق تحقيق من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى سوريا، ولم ينتظر هذا الحلف تقرير تقصي الحقائق.

فعالية مشكوك فيها

وإلى جانب عدم شرعية أو مبررات هذه الضربات، فإنها قوبلت أيضا بموجات من النقد لعدم فعاليتها.

لقد أعلنت القوات الأمريكية أنها أطلقت 150 صاروخا ضد 3 منشآت سورية، وسببت كبحا لبرنامج سوريا في التطوير الكيماوي لعدة سنوات.

ولكن وزارة الدفاع الروسية كشفت يوم الاثنين عن أن القوات السورية المزودة بأنظمة دفاع صاروخي من فترة الاتحاد السوفيتي السابق، قد اعترضت 71 صاروخا من إجمالي الصواريخ التي تم إطلاقها من قبل الحلف بقيادة الولايات المتحدة.

وحتى قبل الكشف الروسي، أعرب العديد من الزعماء الأوربيين عن شكوكهم بنجاعة الضربات، وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو إن الهجوم لن يحل أي شيء ، ولم يكن له سوى "صبغة عقابية".

وفي مقابلة مع إذاعة ((يلي)) الوطنية يوم السبت، ذكر نينيستو بأن هجوما مماثلا العام الماضي، لم يسفر عن أي أثر.

وفي اسكتلندا، قال الوزير الأول نيكولا ستورجيون "إن الضربات الجوية لم تعالج الوضع في سوريا حتى ألان ، ولا شيء قد أقنعني بأنها ستفعل ذلك."

إضافة لذلك، كشف استطلاع للرأي أجرته يوم الأحد مؤسسة بريطانية مختصة، أن 40% من البالغين البريطانيين يعارضون مشاركة حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الضربات الجوية، بينما قال 36% إنهم يؤيدونها، وقال 24% إنهم "لا يعرفون".

وبالنسبة للمحللين العسكريين، فإن هذه الضربات لا تعدو كونها دعائية أكثر من عمل عسكري له معنى.

وأشار توماس ناغي ، وهو محلل في معهد ((غلوبسيك)) للسياسات ومقره في براتيسلافا في سلوفاكيا، إلى أن ترامب يريد أن يكون أكثر فعالية في الأزمة السورية، ولكن هذه الضربات محدودة الأفق ، و"أثرها الإعلامي أكبر كثيرا من أي معنى استراتيجي عسكري حتى الآن ."

النفاق الغربي

قال خبير صحفي مخضرم إن هناك الكثير مخفي تحت غطاء الضربات الجوية، وأبرز العوامل هنا هو النفاق الغربي.

وأشار باتريك كوكبورن، الإعلامي المعروف الحائز على جائزة الكتابة في صحيفة ((اندبندنت)) البريطانية، وكان يغطي أخبار الشرق الأوسط منذ الثمانينات، وتوقع عام 2014 بروز الجماعة الإرهابية "الدولة الإسلامية - داعش" قبل أن تصبح معروفة بالعالم، إلى أن إنهاء الحرب في سوريا هو الطريقة الوحيدة لتقليل الخسائر بين المدنيين، وكل ما عدا ذلك هو نفاق وتظاهر كاذب.

وأكد "إن ما يقتل الناس حقا في سوريا هو الحرب التي ظلت القوى الغربية تغذيها سنة بعد أخرى ، حتى لا يخرج أحد الأطراف منتصرا".

وأضاف أنه لو أظهر الزعماء الأجانب أي قلق حقيقي خلال السنوات السبع من عمر المذابح في سوريا، لبذلوا جهدا أكبر في الماضي من أجل إنهاء هذه المآسي الفظيعة.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×