تقرير إخباري: توقيع عقد تشغيل أول خط سياحي نهري بين مصر والسودان

القاهرة أول أبريل 2018 / أعلنت القاهرة يوم الأحد، توقيع عقد تشغيل خط سياحي نهري يربط بين مدينتي أسوان المصرية ووادي حلفا السودانية، في خطوة هي الأولى من نوعها، تشكل نواة لمشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط عبر نهر النيل.

وقال وزير النقل هشام عرفات، في تصريح صحفي، إنه " تم توقيع عقد تشغيل خط سياحي نهري اليوم بين أسوان ووادي حلفا بالسودان عبر نهر النيل، تقوم بتشغيله هيئة مصرية سودانية هي هيئة (وادي النيل للملاحة النهرية) مع شركة (فواياج سورلونيل)"، مؤكدا أن "توطيد العلاقات بين مصر والسودان هو الهدف الرئيسي" من هذه الخطوة.

وأضاف أن " دفء المشاعر بين مصر والسودان لمسه الجميع في زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر الشهر الماضي، وتوقيع تشغيل الخط السياحي بين البلدين جاء في إطار تفكير الجانبين في إيجاد كل ما هو جديد للربط بينهما".

وتابع أن "سياحة الدهبيات (أي المراكب) بين مصر والسودان تتجاوز مرحلة تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين إلى تعزيز التبادل والعلاقات السياحية".

وأكد "أهمية سياحة الدهبيات لأنها تستخدم الشراع وليس الوقود الضار بالبيئة، وذلك في إطار سعي البلدين لتطبيق ما يسمى بالنقل الأخضر والموانئ الخضراء الصديقة للبيئة".

من جانبه، قال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، إن توقيع عقد تشغيل خط سياحي بين مصر والسودان يأتي في إطار "الحلم المصري بأن يكون نهر النيل قاطرة تنمية ورخاء لجميع دول حوض النيل".

وأوضح أن " تشغيل الخط السياحي يعد نواة لمشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط" عبر نهر النيل.

وتعد بحيرة فيكتوريا أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم، وتطل عليها ثلاث دول هي كينيا وأوغندا وتنزانيا.

بدورها، أشادت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة بتوقيع عقد تشغيل الخط السياحي بين مصر والسودان، واعتبرته " أداة لتنشيط السياحة النهرية التي تتميز بها مصر".

وقالت " إن مثل هذه المشروعات من شأنها تعزيز حالة النمو التي تشهدها السياحة في مصر خلال الأشهر الأخيرة بعد فترة من التراجع".

من جهته، توقع محافظ أسوان مجدي حجازي أن يؤدي تشغيل الخط السياحي بين مصر والسودان إلى تحقيق " طفرة في النقل بين البلدين، لأنه لأول مرة يصبح هناك نقل نهري خالص بين البلدين".

وأشار إلى أن الهدف ليس فقط ربط مصر والسودان عبر نهر النيل بل ربط مصر بأفريقيا كلها.

على الجانب الآخر، قال السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم إن هناك "عددا من الرسائل التي حملها تشغيل خط سياحي نهري بين مصر والسودان".

وأوضح أن من بين هذه الرسائل "حيوية وتكامل المصالح بين مصر والسودان، وسعي مصر والسودان لإيجاد حلول لهيئة (نهر النيل للملاحة النهرية) للتغلب على ما واجهته من مشكلات".

وتابع أن " السياحة تعكس مدى السلام والاستقرار اللذين تتمتع بهما البلدان، وكذلك قدرة البلدين على استحداث شراكات ناجحة تدفع العلاقات بينهما لمزيد من التقدم".

بينما رأى وليد البطوطي ممثل الاتحاد الدولي للمرشدين السياحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن توقيع عقد تشغيل هذا الخط السياحي بين مصر والسودان " إضافة للسياحة المصرية".

وقال البطوطي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن " مصر لها عشاقها من السائحين، الذين يزورونها عدة مرات، ويرغبون في رؤية الجديد، وهذا الخط السياحي يمثل عنصر جذب لهم".

وأوضح أن تشغيل هذا الخط "خطوة إيجابية تساعد على تنشيط السياحة"، كما أنه " يعزز التقارب بين مصر والسودان".

وتابع أن " مصر تستعيد دورها في أفريقيا بمنتهى القوة، وهذا الخط خطوة للربط النهري بين مصر والقارة السمراء".

وجاء توقيع عقد تشغيل الخط السياحي بعد أيام من زيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة، حيث عقد جلسة مباحثات مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، ثم شاركا في حفل "الأسرة المصرية".

وتعد هذه الزيارة التي جرت في 19 مارس الماضي، الأولى للبشير إلى القاهرة عقب مرحلة من التوتر في العلاقات بين البلدين، على خلفية مطالبة السودان بمنطقة حلايب وشلاتين، وتباين المواقف حيال ملف سد النهضة.

وأكد البشير خلال الزيارة أن " هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين بل والتعاون في كافة القضايا البناءة"، مضيفا " ليس لدينا أي خيار إلا أن نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض".

بينما أعلن السيسي، الاتفاق على تفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، وأكد اعتزام البلدين تعزيز التعاون في مجالات الربط الكهربائي والربط البري والجوى والبحري والبنية التحتية. /نهاية الخبر/