الدوحة أول أبريل 2018 / دعا منتدى الدوحة الدولي السادس للسياسات والاستراتيجيات مساء يوم الأحد الدول الكبرى إلى فرض ضغوط على الدول التي تقاطع قطر لإنهاء الأزمة الخليجية والحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي.
وقال البيان الختامي الصادر عن المنتدى إن المشاركين فيه طالبوا الدول الكبرى بـ "ممارسة نفوذها فــي المنطقة وفرض ضغوط على دول الحصار لإنهاء الأزمة الخليجية الحالية التي أضرت بمصالح الجميع بما يضمن الحفاظ على وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وأضاف البيان الذي حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه أن مجلس التعاون بات " يتداعى تحت تأثير استمرار هذه الأزمة وآثارها الاجتماعية والإنسانية المؤلمة"، داعيا النخبة المثقفة فــي دول الخليج إلى القيام بدور إيجابي لمنع التأثير السلبي للأزمة الخليجية على الذهنية الشعبية وحماية التواصل بين الأقارب.
وشدد على أهمية الانتباه للتغيرات الحاصلة في خريطة العلاقات السياسية والاقتصادية بين دول الخليج العربية وانعكاس ذلك على خريطة التحالفات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط لاسيما وأن المعادلات الاستراتيجية تتغير بحذر.
كما أشار إلى أهمية الانتباه للتحولات التي تشهدها السياسات الاقتصادية لبعض الدول والتي تمثل تراجعا وتحديا للسياسات الاقتصادية العالمية وحرية التجارة والعولمة.
وفيما يتعلق بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط، طالب البيان المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته حيال إنهاء الصراعات المؤلمة والمتفاقمة في المنطقة، محذرا من أن الأضرار الناتجة عنها لن تستثني أحدا لطبيعة تهديداتها العابرة للحدود وما تقتضيه مواجهتها من إجراءات جماعية مشتركة.
وشدد في هذا السياق على ضرورة الحفاظ على وضع القدس القانوني والديني والتصدي لمحاولات تهويدها وإنهاء أي خلافات من شأنها تشتيت الجهود مع ضرورة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر.
وبالنسبة للتحديات العسكرية في المنطقة، ذكر أن المؤسسات العسكرية يتعين عليها الاستجابة للتحديات الجديدة للجيوش النظامية مثل حروب المدن وقتال الميليشيات وحروب الطائرات بدون طيار والحروب السيبرانية.
وأكد الحاجة الملحة لتطوير تقنيات جديدة وإنشاء إدارات متخصصة في المؤسسات الأمنية والعسكرية للتعامل مع ما يسمى بـ "الجيوش الإلكترونية" الموجهة التي باتت خطرا على المجتمعات وخاصة الشباب.
وقد شارك في منتدى الدوحة الدولي السادس للسياسات والاستراتيجيات، الذي عقد تحت شعار "الشرق الأوسط: الواقع والتحديات"، نخبة من المتخصصين والخبراء وواضعي السياسات والمحللين للأحداث من مختلف دول العالم.
وعلى مدار يومين، ناقش المنتدى الذي نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع القطرية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الأزمة الخليجية وآثارها الاجتماعية والاقتصادية.
كما ناقش أبعاد الاصطفافات الجديدة في محيط الشرق الأوسط والتحديات العسكرية والمهددات الأمنية واستراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، وما يمكن أن تخلقه من تحديات للشرق الأوسط خاصة من خلال ما يسمى بـ"مشروع صفقة القرن" ومآلاته.
وكانت الأزمة الخليجية قد اندلعت بعد قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر منذ 5 يونيو الماضي على خلفية اتهامها بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم وتمويل الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
وفرضت الدول الأربع على الدوحة مقاطعة دبلوماسية واقتصادية وأغلقت منافذها البرية والبحرية والجوية معها ضمن إجراءات عقابية أخرى.
وقد فشلت كل جهود الوساطة التي قامت بها الكويت والولايات المتحدة الأمريكية والدعوات التي أطلقتها دول عربية وإقليمية ودولية في إنهاء هذه الأزمة./ نهاية الخبر/