وزير خارجية قطر يتوقع وضع حد للأزمة الخليجية في قمة مجلس التعاون المقبلة بالكويت

الدوحة 3 ديسمبر 2017 / توقع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم (الأحد) أن تفضي قمة دول مجلس التعاون الخليجي المقبلة المقررة في الكويت إلى حل للأزمة القائمة بين بلاده وأربع دول عربية.

وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في أثناء محاضرة بعنوان "الأزمة الخليجية في سياق إقليمي" في الدورة الرابعة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية بالدوحة "من المفترض أن تتمخض هذه القمة عن آلية واضحة لوضع حد لهذه الأزمة التي استمرت الآن إلى ستة أشهر".

ومن المقرر أن تستضيف الكويت قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وأضاف وزير الخارجية القطري "نتمنى أن تُحل الأزمة الخليجية في إطار مجلس التعاون وبرعاية الوساطة الكويتية فمن غير المقبول أن يستمر حصار قطر، ونعول على حكمة أمير الكويت"، معتبرا أن محاصرة دولة خليجية بلا أسباب وبشكل مفاجئ تصرف غير مقبول.

وأكد أن بلاده مستعدة لمناقشة كل الملفات أثناء القمة الخليجية في إطار الاحترام المتبادل، قائلا " مستعدون لمناقشة كل مخاوف دول الحصار وتفنيدها بالكامل .... كنا الطرف الذي تم الاعتداء عليه في الأزمة الخليجية وكنا الطرف الذي دعا للحوار ولطالما دعونا للحوار وبدأنا بأنفسنا ونرى أن أي خلاف لا يمكن حله عسكريا".

وذكر أن الأزمة الخليجية ليست هينة كما يدعي البعض ولها تداعيات تؤثر على الأمن الإقليمي، وهناك حروب بالوكالة تعصف بالمنطقة من كل جانب، لافتا إلى أن "هناك عوامل مشتركة بين الأزمات في المنطقة، ومن ضمنها الأزمة الخليجية".

وأفاد أن الإجراءات التمييزية التي اتخذت ضد الشعب القطري تؤكد أن الأزمة ليست صغيرة، وبأن هناك "تهورا سياسيا والمنطقة تفتقر إلى الحكمة وتشهد تدخلا في الشؤون الداخلية بحجة الأمن الجماعي"، مشددا على حق بلاده في الدفاع عن نفسها ضد حملة "الشيطنة" التي تشن ضدها.

لكنه جدد التأكيد أنه رغم الأزمة فما زالت قطر متمسكة بالحفاظ على مجلس التعاون الخليجي، قائلا "لن نكون معول هدم لمنظومة مجلس التعاون وسنحافظ عليه إلى آخر مدى".

وتابع "منظومة مجلس التعاون الخليجي ستظل هي الأهم بالنسبة لنا"، معربا عن أمله بأن يكون هناك شكل جديد لمجلس التعاون أقوى مما هو عليه ويلبي تطلعات شعوب المجلس.

وحذر الوزير القطري من أن خروج قطر من منظومة مجلس التعاون يعني انفراط عقده ونهايته، مشيرا إلى أن بلاده تمتلك "رؤية مختلفة" عن دول المجلس وأنه كان ينبغي النظر إلى هذه الرؤية بـ "صورة إيجابية".

وقال في هذا الصدد "نحن نرفض سياسة التحزب والتعصب لاتجاه معين ونسعى للسلم بصورة حضارية.... ما فعلناه أننا سخرنا إمكانياتنا لصالح الإنسانية ولذلك فنحن دولة ناجحة".

وتفجرت الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي عندما أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه قطر بشدة.

وتلعب الكويت دور الوسيط في هذه الأزمة، ولم يدخر أميرها الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح جهدا في مساعيه لإنهائها واحتواء الخلاف، لكن تلك الجهود لم تسفر عن حل حتى الآن.