الجزائر 31 مارس 2018 /تبدي شركات صينية متخصصة في عمليات التنقيب والنقل والنفط والغاز، اهتماما بالفرص الاستثمارية التي يوفرها هذا القطاع في الجزائر.
وشاركت نحو 40 شركة صينية في المعرض الدولي الثامن لصناعة النفط والغاز في شمال افريقيا (ناباك 2018) الذي انعقد بمدينة وهران شمال غرب الجزائر في الفترة ما بين 25 و28 مارس الجاري.
وشكل المعرض فرصة لشركة ((شينمى وانلى للتطور الصناعى)) لاجراء اتصالات للحصول على عقود ثابتة في الجزائر.
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الشركة المتخصصة في المنتجات الكيميائية في مجال المحروقات، في معرض الجزائر.
وقال المدير الاقليمي للشركة جاكي تشانغ، لـ ((شينخوا)) "قمنا باتصالات ونأمل أن نحقق مشاريع جيدة فى المستقبل فى هذا البلد الشمال افريقى، وأعتقد ان معرض الجزائر هو افضل فرصة".
واعتبر جاكي أن الجزائر منفتحة الآن على المحروقات غير التقليدية والشركة الصينية ملتزمة من جانبها بتقديم خبرتها.
وبدأ التعاون في مجال الطاقة بين الجزائر والصين يتجسد أكثر فأكثر في السنوات الاخيرة.
وفي نوفمبر 2017، وقعت (سوناطراك) عملاق الصناعة النفطية الجزائرية مع الشركة الصينية للهندسة والبناء والنفط (سي بي او سي سي) على عقد بقيمة تقدر بـ 414 مليون دولار لتحديث مصفاة نفط في العاصمة الجزائر.
ويستهدف تحديث المصفاة رفع قدرات التكرير فيها بنسبة 35 بالمائة، خصوصا وأن الجزائر تخطط لوقف واردات الوقود البالغة سنويا ملياري دولار مطلع 2020.
وتستورد الجزائر سنويا اربعة ملايين طن من الوقود لتلبية حاجياتها.
ولدى ((سوناطراك)) علاقة تجارية مع شركة ((فينغباو)) لصناعة الأنابيب وهي الشركة الثالثة في مجال مد خطوط الأنابيب في الصين.
وتعمل ((فينغباو)) في الجزائر منذ خمسة أعوام، بحسب ما صرح به مدير مبيعاتها سوني زهوو.
وفي النسخة الأخيرة لمعرض (ناباك 2018)، حضرت ضمن الوفد الصيني شركات كبيرة مثل شركة ((سينوبك)).
والى جانب سينوبك، شاركت شركات أصغر أيضا لأول مرة.
وقال مسؤول جناح الصين في معرض الجزائر زوي زووه "إن الشركات الصينية ترغب في المشاركة بالدورة المقبلة للمعرض بعد أن شعرت بالارتياح للطريقة التي جرت بها الدورة الحالية".
وأضاف زوي لـ ((شينخوا)) أن نحو 40 شركة شاركت في دورة هذا العام، مشيرا الى أن العدد يرتفع من عام إلى عام.
وجاءت المشاركة الصينية في المعرض بالمرتبة الثانية من حيث الحجم بعد فرنسا، بحسب مدير المعرض جعفر ياسين.
وقال ياسين لـ ((شينخوا)) "لدينا شريك صيني جلب 37 شركة صينية كبيرة الحجم، والمشاركة الصينية في المعرض من حيث الحجم هي الثانية بعد فرنسا".
وتابع "من عام لآخر، تتعاظم المشاركة الصينية، والشركات الصينية لها مصلحة كبيرة في الاستثمار في الجزائر، إنها بلد جذاب".
وأكد أن الصينيين يفرضون منافسة في مجال النفط والغاز "وبعضهم لديهم خبرة في الجزائر".
ورأى ياسين أن اهتمام الشركات الأجنبية بالمعرض يكمن في المقام الأول، بالرغبة في اجراء اتصالات مباشرة مع المتعاملين، والتعرف على ما يحدث في سوق شمال إفريقيا للدخول في شراكات.
وتعتزم الجزائر استثمار 56 مليار دولار بقطاع النفط خلال خمس سنوات، بحسب ما أعلنت ((سوناطراك)) في فبراير الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة عبدالمؤمن ولد قدور ان هذه الاستثمارات ستكون للفترة الممتدة من 2018 - 2022 لتطوير قطاع الطاقة.
وقررت سوناطراك، المملوكة بنسبة 100 في المائة للحكومة والمحتكرة لصناعة النفط في الجزائر، التنازل عن أسهم لصالح شركات أجنبية كاستراتيجية اقتصادية من أجل استقدام شركاء والتقاسم معهم مخاطر الاستثمار من دون التنازل عن حقول طاقة.
ووقعت الصين والجزائر في أكتوبر 2017 على اتفاقية لتعزيز التعاون الصناعي بينهما وتنفيذ مشاريع مشتركة وجلب استثمارات صينية.
وتنص الإتفاقية التي أطلق عليها (اتفاقية تعزيز القدرات الإنتاجية بين الصين والجزائر) على إعادة هيكلة العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال وضع إطار تنفيذي وقاعدة للشراكة الصناعية والتكنولوجية بين البلدين.
ويتعلق الأمر بمجالات عدة من بينها الصناعة التحويلية واستغلال الموارد والطاقات (الغاز والنفط) والصناعة البتروكيمياوية والطاقات المتجددة وتحويل المواد المنجمية.