الرباط 21 فبراير 2018 /حذر المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو)، عبد العزيز بن عثمان التويجري، اليوم (الأربعاء) بالرباط ، من كارثة إنسانية وشيكة في مناطق النزاعات المسلحة بكل من سوريا واليمن والصومال، خاصة وسط الأطفال.
وقال التويجري، الذي كان يتحدث في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي للوزراء المكلفين بالطفولة، إن الوضع غير المستقر في هذه الدول يؤدي إلى تهديد الاستقرار والسلم الاجتماعي وتقويض جهود التنمية الشاملة المستدامة.
واضاف أن الأرقام التي تشير إليها تقارير المنظمات الدولية والإقليمية بشأن تزايد العنف المسلح ضد الأطفال بكل أشكاله في بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مقلقة إلى حد كبير، مما يجعل العمل على توفير الحماية للطفولة أولى الأولويات.
وفيما أشاد بالتدابير التي اتخذتها غالبية الدول الأعضاء في الإسيسكو والإنجازات التي حققتها لفائدة الطفولة، أشار إلى الضعف المحرز في بعض الدول الأعضاء في التصدي لعدد من الظواهر والمشكلات التي يعاني منها الأطفال مثل ظاهرة العنف والتشغيل والاستغلال وسوء المعاملة والتمييز وضعف الحماية وتدني الخدمات الصحية.
من جهتها قالت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية بالمغرب بسيمة الحقاوي، ان الأطفال هم أول ضحايا الأوضاع الهشة أو غير الآمنة أو النزاعات والنزاعات المسلحة التي يشهدها عدد من البلدان، والتي تلقي بظلال مآسيها عليهم، مما يتطلب صياغة أجوبة تجابه هذه التحديات الجديدة القديمة.
واستحضرت الحقاوي الجهود التي تبذلها البلدان العربية والإسلامية لتوفير بيئة تحقق للطفل العيش بأمان وترعى جميع حقوقه بدون استثناء، سيما في ظل التحولات القيمية والمجتمعية التي تعرفها هذه البلدان، وما أفرزته من حاجات جديدة ملحة ترتبط أساسا بتحديات الحماية.
من جهته، سجل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، أنه على الرغم من أن اتفاقية حقوق الطفل قد أقرت الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها الأطفال في كل زمان ومكان، ودون تمييز، إلا أن تحقيق هذا الهدف ما يزال بعيد المنال.
وأضاف في كلمة تلاها نيابة عنه، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية والثقافية والاجتماعية هشام يوسف، أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها أطفال العالم الإسلامي تفرض تعزيز نظم حماية الأطفال، وبذل المزيد من الجهد للوصول إلى النازحين واللاجئين، خاصة الأطفال الذين يعيشون في مناطق محاصرة أو مناطق تخضع لسيطرة منظمات إرهابية أو متطرفة، ودعم الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية.
ويتضمن برنامج المؤتمر، الذي يستمر ليومين، تقديم مشروع دراسة حول مظاهر العنف ضد الأطفال، وتقرير مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية عن وضع الأطفال في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب مشروع وثيقة حول ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم الإسلامي وسبل التصدي لها.