دافوس، سويسرا 24 يناير 2018 / دافعت فرنسا وألمانيا يوم الأربعاء بالإجماع عن موقفهما الجماعي بشأن أوروبا أكثر قوة وسط مخاوف من ظهور مزيد من الانقسامات بين جانبي المحيط الأطلسي حيث من المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولأول مرة منتدى دافوس.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة رئيسية ألقاها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام إن "فرنسا عادت. فرنسا عادت في قلب أوروبا، لأننا لن نحقق أي نجاح بدون نجاح أوروبي".
وأضاف أن "كل هذه المبادرات والإصلاحات لها نظير طبيعي وهو إستراتيجية أوروبية"، داعيا إلى مزيد من "الطموح" في الاتحاد الأوروبي.
وذكر إن "أولئك الذين لا يريدون التحرك للأمام لا ينبغي عليهم جعل أكثر الطموحات حبيسة مكانها".
وأشار إلى أنه "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يجد دوره في عالم معولم ويضع التماسك الاجتماعي فوق هاجس نمو تكثر ملاحظته"، مؤكدا على ضرورة وضع إستراتيجية مدتها عشرة أعوام للأهداف المشتركة للاتحاد الأوروبي في مجالات البيئة والطاقة والتماسك الاجتماعي والدفاع .
تعتبر فرنسا وألمانيا من الناحية التقليدية القوة الدافعة وراء الوحدة الأوروبية، إلا أن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصعود اليمين المتطرف في القارة ألقيا بظلالهما على جهود هاتين الدولتين إلى حد ما.
كما تحدث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في خطابها يوم الأربعاء عن رؤيتها بالنسبة لمستقبل أوروبا، قائلة إن الاتحاد الأوروبي "بحاجة إلى تحمل المزيد من المسؤولية، ونحن بحاجة إلى نتولى بأنفسنا زمام مصيرنا".
وقالت إن "التعددية مهددة فهل تعلمنا حقا دروسا من التاريخ؟ نحن لم نفعل ذلك حقا"، داعية إلى تعاون أوثق في الاتحاد الأوروبي لحل المشكلات في أوروبا.
ودعت ميركل على وجه التحديد إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن الرقمنة بدلا من "مناقشة القضايا الفلسفية"، قائلة إن مسألة تقرير كيفية التعامل مع البيانات الكبيرة مسألة تسير ببطء للغاية في الاتحاد الأوروبي، وهو ما جعل أوروبا متخلفة عن الركب.
وذكرت "علينا الآن إعادة توجيه السياسات الاقتصادية وخلق سوق رقمي واحد"، مشيرة إلى أن أوروبا تتعرض لضغوط شديدة بسبب وجود شركات أمريكية كبيرة.
ومن ناحية أخرى، دعت ميركل أيضا إلى بذل جهود لمعالجة سوق رأس المال المتجزء من خلال تأسيس اتحاد لأسواق رأس المال، فضلا عن استكمال الاتحاد المصرفي، وذلك لمواجهة الأزمة في مرحلة مبكرة.
فبعد سلسلة من الأحداث غير المتوقعة على المسرح العالمي بما فيها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، يتركز اهتمام العالم على فرنسا وألمانيا ويتساءل عن الطريقة التي ستتعاملان بها مع ظهور الشعبوية والحماية والمشاعر المناهضة للعولمة في أوروبا.
وعلى الرغم من التصريحات التي تنم عن نوايا طيبة بين باريس وبرلين، إلا أن بعض وسائل الإعلام حذرت من أن ماكرون وميركل قد يكون لهما تصورات لهياكل مختلفة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يضع البلدين في خلاف.
وكانت مجلة ((دير شبيغل)) الأسبوعية الألمانية قد ذكرت في وقت سابق أن ماكرون يتطلع منذ وقت طويل إلى اتحاد يمنح بروكسل سلطات أكبر بدلا من رؤية برلين وهي تقوم "بتوجيه عجلة القيادة".
وكان النجم الجديد على الساحة السياسية الأوروبية قد اقترح في وقت سابق إنشاء منصب وزير مالية أوروبي وميزانية لمنطقة اليورو، وهو أمر ينظر له على نطاق واسع بأنه محاولة لنقل المزيد من السلطات من الحكومات الوطنية إلى الاتحاد الأوروبي وقد يثير الدهشة في برلين.