الأمم المتحدة 24 يناير 2018/ أعرب مسؤولان أمميان يوم الأربعاء عن قلقهما الشديد إزاء الوضع الأمني والإنساني القاتم في جنوب السودان.
فعلى الرغم من توقيع اتفاق وقف العداءات يوم 21 ديسمبر وتنفيذه بعد أيام لاحقا، بقى الوضع الأمني متقلبا مع تواصل الانتهاكات المتعددة للاتفاق، وفقا لما ذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جون بيير لاكروا.
وقال إن هذه الانتهاكات من جانب الطرفين وتواصل الدعاية العدوانية ضد بعضهما الآخر تدعو للقلق وذلك لأنها توضح عدم احترامهما لالتزاماتهما، وتقوض الجهود الدولية والإقليمية لإعادة إحياء عملية السلام.
وأعرب لاكروا عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع مستوى انتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات على المدنيين ولاسيما النساء والأطفال، قائلا " إن فداحة العنف الجنسي المرتبط بالصراع تبعث على الأسي وتشكل حالة طوارئ بحد ذاتها".
ووثقت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان 111حادث عنف جنسي متصل بالنزاع في 2017، وفقا لقوله، مشيرا إلى أن الرقم قد يكون أكثر بكثير نظرا لعدم قدرة البعثة عل القيام بمهامها للتحقق من الانتهاكات وتدخل المؤسسات الحكومية وصعوبة الوصول، معربا في الوقت نفسه عن قلقه إزاء حالات الإفلات من العقاب والحصانة من هذه الجرائم.
في الوقت نفسه قدمت ارسولا مولر مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية إحاطة لمجلس الأمن الدولي عن الوضع في نفس الاجتماع . وأعربت عن قلقها أي إزاء العنف الجنسي في جنوب السودان.
وقالت إن الشركاء الإنسانيين يقدرون أن 1.8 مليون امرأة وفتاة معرضات لمخاطر العنف القائم على نوع الجنس في 2018.
واستعرضت مولر الظروف الإنسانية الصادمة في الدولة.
ويقدر تحليل الأمن الغذائي الأخير نحو 5.1مليون شخص يعانون من الانعدام الغذائي الحاد ويواجه نحو 1.5 مليون شخص منهم حالة الطوارئ على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ونحو 20 ألف شخص يتضررون بالفعل من المجاعة، وفقا لها.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن الموسم الضعيف المقبل، الذي يبدأ في مارس، من المحتمل أن يشهد تدهورا في الأمن الغذائي وقد يشهد تفشي ظروف المجاعة في مواقع جديدة في أنحاء البلاد، مؤكدة أن الوضع بالنسبة للنساء والأطفال، الفئات الأكثر ضعفا، قد يشهد تدهورا، متوقعة أن يعاني ما يقدر بـ250 ألف طفل من سوء التغذية الحاد في 2018.
وقالت مولر إن المستويات المقلقة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ترتبط بشكل وثيق بعدم قدرة السكان على الزراعة وحصد المحاصيل بسبب استمرار القيود المفروضة على الحركة.
ويبقى الوصول الإنساني في الدولة الممزقة بسبب الحرب يمثل تحديا، الأمر الذي يؤدي إلى تأخير وتعويق الاستجابة الإنسانية، وفقا لمولر، مشيرة إلى مقتل 28 عاملا إنسانيا على الأقل على خط الخدمة والإبلاغ عن 1100 حادث أخر في العام الماضي، وهو أعلى معدل سنوي منذ بدء الصراع
من بين هذه الحوادث أعمال القتل والخطف والهجوم على الأصول الإنسانية والتعويق البيروقراطي.
وقد أطلقت الأمم المتحدة خطة للاستجابة الإنسانية لجنوب السودان في العام الحالي تدعو إلى توفير 1.7 مليار دولار لمساعدة 6 ملايين شخص أي أكثر من نصف عدد السكان.
وسقط جنوب السودان في وحل الحرب الأهلية بعيد استقلاله عن السودان في 2011. ويقدر بأن حوالي 300 ألف شخص قتلوا منذ أواخر 2013. وفر أكثر من مليونين إلى الدول المجاورة ونزح 1.9 مليون داخليا.