24 يناير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعد العلاقات العربية الصينية إحدى أقدم العلاقات الحضارية في العالم، حيث تعيدها بعض المصادر التاريخية، إلى ماقبل 2000 عام. وإذا يهتم الكثير من الباحثين بدراسة هذه العلاقات، سيما أبعادها السياسية والإقتصادية، قليلا مايهتم الباحثين من الجانبين بدراسة إنطباعات كل ثقافة عن الأخرى. وفي مايلي نقدم لكم جملة من الإنطباعات عند أشهر المؤرخين والعلماء والرحالة العرب والمسلمين القدامى عن الصين، وهي تعكس الشيء الكثير عن العلاقة بين هاتين الحضارتين القديمتين. وتكتسي رمزية هامة لحاضر ومستقبل العلاقات العربية الصينية، ومصدرا هاما في دراسة تاريخ العلاقات العربية الصينية.
ياقوت الحموي، 1179- 1229م : "معجم البلدان"
"ملك الصين، وهو ملك الرعاية والسياسة واتقان الصنعة، وليس في ملوك العالم أكثر رعاية وتفقّدا من ملك الصين في رعيّته وجنده وأعوانه، وهو ذو بأس شديد، وقوّة ومنعة، له الجنود المستعدّة، والكراع والسلاح، وجنده ذو أرزاق."
الراغب الإصفهاني، توفي 1108 م: "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء"
"أهل الصين أصحاب الأعمال، كالسبك والصياغة والإفراغ والإذابة والأصباغ العجيبة، والخرط والنحت والتصاوير، والخطّ والنسج ورفق الكف في كل ما تناولوه، وكانوا يباشرون العمل فلا يعرفون الملل، لأنهم فعلة".
ابن الوردي 1292 - 1349م : "تاريخ ابن الوردي"
"وَأهل الصين أحسن النَّاس سياسة وَأَكْثَرهم عدلا وأحذقهم فِي الصناعات... وهم حذاق بالنقش والتصوير يعْمل الصَّبِي مِنْهُم مَا يعجز أهل الأَرْض."
جلال الدين السيوطي1445 - 1505 م : "حسن المحاضرة"
"جعل(الله) الصناعة عشرة أجزاء؛ فتسعة منها في الصين وواحد في سائر الناس".
ابن بطوطة، 1304 - 1377 م: " رحلة ابن بطوطة"
"بلاد الصين آمن البلاد وأحسنها حالاً للمسافر، فإن الإنسان يسافر منفرداً مسيرة تسعة أشهر وتكون معه الأموال الطائلة فلا يخاف عليها، وترتيب ذلك أن لهم في كل منزل ببلادهم فندقاً عليه حاكم يسكن به في جماعة من الفرسان والرجال، فإذا كان بعد المغرب أو العشاء الآخرة جاء الحاكم إلى الفندق ومعه كاتبه فكتب أسماء جميع من يبيت به من المسلمين وختم عليها، وأقفل باب الفندق عليهم، فإذا كان بعد الصبح، جاء ومعه كاتبه فدعا كل انسان باسمه، وكتب بها تفسيراً، وبعث معهم من يوصّلهم إلى المنزل الثاني له ويأتيه ببراءة من حاكمه أن الجميع قد وصلوا إليه، وإن لم يفعل طلبه بهم، وهكذا العمل في كل منزل ببلادهم من صين الصين إلى خان بالق".
سليمان التاجر السيرافي، القرن التاسع الميلادي: "رحلة السيرافي"
"أهل الصين اتفقوا على أن في الدنيا المعروفة في ذلك الوقت أربعة ملوك، وحسبوا أن أعظمهم ملك العرب أي خليفة بغداد، لأنهم اعترفوا بلا نزاع ولا تردد بأنه أكبر الملوك في العالم لثروته الواسعة ولعظمة قصره الشاهق، ولشوكته العسكرية"...."بلاد الصين أنزه وأحسن وأقل مرضاً وأطيب هواءً، ويندر أن يجد المرء فيها أعمى أو أعور ولا من به عاهة...وأشبه بالعرب في اللباس."..."طعامهم الأرز وربما طبخوا معه الكوشان، فصبوه على الأرز فأكلوه فأما الملوك منهم فيأكلون خبز الحنطة واللحوم من سائر الحيوان..لهم نوع من الحشائش يسمى الساخ (الشاي) يطبخونه مع الماء ثم يشربونه"...."ولا يزوج أحد منهم قريباً ولا ذا نسب فلا تتزوج القبيلة من قبيلتها، ويدّعون أن ذلك أنجب للولد".
أحمد اليعقوبي، القرن التاسع الميلادي: "كتاب البلدان"
"الصين بلاد واسعة إذا أراد أحد السفر إليها بحراً عليه أن يجاوز سبعة أبحر، يختلف كل واحد منها في اللون والرائحة والأمواج وغيرها من المخلوقات البحرية والأول من هذه البحار بحر فارس... والبحر الثاني هو بحر لاروى وهو بحر كبير فيه جزائر وأقواق وسكانها من جنس الزنج... والثالث بحر هركند... والرابع بحر كلاه بار والماء فيه قليل والأفاعي فيه عظيمة وتوجد به أشجار الكافور بكثرة، والخامس بحر سلاهط وهو بحر عظيم كثير العجائب وفير الغرائب، والسادس بحر كتدرنج، والسابع بحر صنخى، الخ".
المسعودي، 896 - 957 م: "مروج الذهب ومعادن الجوهر"
"(ملوك الصين) ذوو آراء ونحل، إلا أنهم مع اختلاف أديانهم غير خارجين عن قضية العقل والحق في نصب القضاة والحكام وانقياد الخواص والعوام على ذلك وزعموا أن المُلك لا يثبت إلا بالعدل فإن العدل ميزان الرب وأن من العدل الزيادة في الإحسان مع الزيادة في العمل". ويقول أيضا "وان أهل الصين أحذق خلق الله من كفا بنقش وصنعة، وكل عمل لايتقدمهم فيه أحد من سائر الأمم. والرجل منهم يصنع بيده مايقدر أن غيره يعجز عنه. فيقصد به باب الملك يلتمس الجزاء على لطيف ما ابتدع. فيأمر الملك بنصبه على بابه من وقته ذلك إلى سنة، فإن لم يخرج فيه أحدا عيبا أجاز صانعه، وأدخله في جملة صنّاعه. وإن أخرج فيه أحد عيبا، طرحه ولم يجزه. وان رجلا منهم صور سنبلة سقط عليها عصفور في ثوب حرير، لايشك الناظر إليها أنها سنبلة سقط عليها عصفور، فبقي الثوب مدة. وأنه اجتاز به رجل أحدب فعاب العمل. فأُدخل إلى الملك وأُحضر صاحب العمل، فسأل الأحدب عن العيب، فقال: المتعارف عند الناس عامة أنه لايقع عصفورا على سنبلة إلا أمالها. وصور المصور هذه السنبلة فنصبها قائمة لاميل فيها، وأثبت فوقها العصفور منتصبا. فأخطأ وأصاب الأحدب، ولم يُثب صاحبها بشيء. وقصْدهم بهذا شبه الرياضة لمن يعمل هذه الأشياء، ليضطرهم ذلك إلى شدة الإحتراز (الحذر)، وإعمال الفكر في مايصنعه كل واحد بيده. "
الأدريسي، 1099- 1160م : "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"
"اليغبوغ يقال له ملك الملوك وهو ملك حسن السيرة وعادل في رعيته، رفيع في همته، قادر في سلطانه مصيب في رأيه حازم في اجتهاده شهم في إرادته لطيف في حكمه، حليم في تحكيمه... ومع ذلك فإنه مجتهد في دينه مقيم للشريعة كثير الصدقة على الضعفاء ودينه عبادة البدود - البوذية".