واشنطن 18 يناير 2018 /يبدأ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اليوم (الجمعة) جولة في منطقة الشرق الأوسط، تتضمن زيارات إلى مصر والأردن وإسرائيل. ومن المرجح أن تشهد الجولة المرتقبة مسارا وعرا دون أن تفعل شيئا يذكر لتهدئة الغضب المتزايد في المنطقة حيال سياسة أمريكا تجاه الفلسطينيين، وفقا لما ذكره خبراء.
-- جولة مؤجلة
أعلن البيت الأبيض يوم الاثنين أن الزيارة التي تستغرق خمسة أيام ستتيح لبنس لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع التركيز على مواضيع رئيسية مثل مكافحة الإرهاب وتحسين الأمن القومي الأمريكي.
وقد تم تأجيل الزيارة الشهر الماضي بعد أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وأعلن أن السفارة الأمريكية ستنتقل إلى هناك. وما يزال هناك غضب واسع في عموم المنطقة إزاء إعلان ترامب.
وخلال زيارته، لن يزور بنس الضفة الغربية أو يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي طلب طرح قرار ترامب في مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه في العام الماضي، وألغى اجتماعا مع بنس احتجاجا على سياسة ترامب تجاه فلسطين.
وفي وقت سابق، وافق البرلمان الإسرائيلي على مشروع قانون "القدس الموحدة" الذي يهدف إلى فصل الأحياء الفلسطينية من القدس.
وينص التشريع الجديد على أن أي قرار حكومي بتسليم أجزاء من القدس إلى السلطة الفلسطينية في المستقبل يحتاج إلى موافقة 80 من أصل 120 عضوا في البرلمان. ويُنظر إليه على نطاق واسع بأنه ضربة أخرى لمحادثات وضع القدس.
ويشعر العالم العربي أيضا بالغضب إزاء القرار الأمريكي الأخير بوقف مساعدات بقيمة 65 مليون دولار أمريكي للاجئين الفلسطينيين.
كما هددت واشنطن في شهر نوفمبر الماضي بعدم تجديد تصريح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن لمواصلة أعماله.
-- دور الولايات المتحدة في مبادرة السلام آخذ في الانحدار
وبينما تعهدت الدول العربية بمواصلة دعمها لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، فإنه من المتوقع أن يرى العالم ضعفا في دور الوساطة الأمريكي في المنطقة نتيجة لقرارها المثير للجدل بخصوص القدس.
وقال دان ماهافي، كبير نواب رئيس مركز الدراسات التابع للكونغرس والرئاسة ومدير السياسات فيه، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن جولة بنس في الشرق الأوسط أُطيح بها من مسارها إثر الإعلان الأمريكي حول القدس.
وأضاف "لا يوجد طريقة يمكن أن تقبل بها القيادة الفلسطينية نقل السفارة، حتى لو كان ذلك يعني قطع الدعم الأمريكي".
فيما أشار داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكنغز، ومقره واشنطن، إلى أن "الفلسطينيين يشعرون أن الولايات المتحدة متحيزة في سياساتها في الشرق الأوسط وليست عادلة".
وحذر المحللان من أنه في حال عقد ترامب العزم على المضي قدما في خططه حول الشرق الأوسط في تجاهل للتطلعات العربية، فسيكون هناك احتمال ضئيل للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.