يعتبر الصينيون كرز شيلي الكبير الحجم والأحمر اللون والحلو المذاق والكثير العصير "علامة تجارية" من هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية. والآن، يعمل موردو الفاكهة في شيلي على جذب الزبائن الصينيين بنكهات جديدة.
يقول كريستيان تاغل مدير التسويق في "أغريكولا غارسيس"، وهي أكبر شركة مصدرة للكرز في شيلي، إن "الزبائن الصينيين يبحثون دوما عن أشياء جديدة".
وتحاول شركة التصدير الآن الانفتاح على سوق هذا البلد الآسيوي العملاق من خلال إدخال المزيد من المنتجات بدءا من العنب حتى التوت الأزرق والأفوكادو والنكتارين (نوع من الخوخ).
ويأتي العرف الصيني المتمثل في تقديم الفاكهة كهدايا في الأعياد مثل عيد الربيع المرتقب الذي تحرص فيه الأسر الصينية على تجميل طاولاتها بفاكهة من أنحاء العالم، يأتي كنعمة خاصة لشركة التصدير هذه.
-- اشتياق للكرز
إن شركة أغريكولا غارسيس، التي تشحن ما يتراوح بين 80 و85 في المائة من إنتاجها عبر المحيط الهادئ، مسؤولة بقدر كبير عن ولع الصينيين بالكرز الشيلي.
فقد بدأت الشركة عملية التصدير إلى الصين قبل 20 عاما، في وقت كان فيه المنتجون المحليون ينظرون لهذا الأمر باعتباره أمرا لا يمكن تصوره. والآن، صار الكرز الشيلي عنصرا رئيسيا على طاولة الصينيين في وجبة العشاء في الفترة من نوفمبر إلى مارس، وقد شهد هذا الموسم صادرات قياسية.
"قبل عامين، قمنا بشحن 100 ألف طن، ولكن هذا العام سنسجل صادرات قدرها 160 ألف طن"، هكذا توقع تاغال المدير التجاري للشركة، مضيفا بقوله "في 12 يناير، اجتزنا الحاجز المتمثل في شحن 30 مليون صندوق إلى الصين. وهذا حدث تاريخي تماما. ويساعدنا في الحفاظ على أن تظل العلامة التجارية نشطة في ظل المكانة الراسخة لصورة (كرز شيلي)".
وذكر تاغل الذي يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة الشيلية للكرز، وهي فرع من رابطة مصدري الفاكهة الشيلية، أن "شيلي ستعرف بالكرز أكثر من أي شيء آخر. فالإسهام الذي قدمه الكرز لصورة شيلي كدولة مذهل حقا".
ولفت تاغل إلى أن الأداء القوي للكرز الشيلي في الصين كان مدفوعا بحقيقة أنه ينظر له باعتباره هدية راقية وخاصة في العام الصيني الجديد، قائلا "ونرى أن الكرز الشيلي سيمد السوق الصينية باحتياجاتها من الكرز حتى إلى ما بعد العام الصيني الجديد الذي سيحتفل به يوم 16 فبراير.
-- النكتارين سيتبع الكرز
بناء على نجاح الكرز، تتطلع شركة أغريكولا غارسيس إلى تصدير منتج آخر إلى السوق الصينية: إنه الخوخ.
وتعول الشركة على هذا النوع المختلف من الخوخ، حيث تنتج شيلي أفضل فواكهها خلال فصول الصيف في نصف الكرة الجنوبي في الوقت الذي تكون فيه الصين في عز وقت الشتاء. وسيبدأ شحن حوالي ثلاثة ملايين صندوق من الخوخ إلى الصين هذا الشهر.
وذكر تاغل "نتشوق للغاية إلى معرفة كيفية تقبل السوق لهذا النكتارين.. وتحدوني الثقة بأن السوق الصينية ستفيدنا، ولكن الأمر يرجع لنا في تقديم منتج جيد ومستمر ويتمتع بمذاق جيد".
وأشار إلى أن جزءا من هذا الجهد سيشمل حملة ترويجية لأن النكتارين جديد على بعض أنحاء الصين.
وتابع بقوله "إنها ثمرة مألوفة في المدن الشرقية الكبرى من الصين، ولكن في الداخل لا يزال النكتارين المستورد منتجا غير معروف. وتجرى حاليا دراسة الجهود الرامية إلى الترويج للنكتارين الشيلي ونأمل في أن نحصل على نتيجة جيدة".
ولفت إلى أن "الجزء الأكبر من النكتارين سيباع بعد العام الصيني الجديد، أي في الفترة ما بين فبراير ومارس. وسنرى كيف ستكون فعالية هذه الحملة"، مضيفا أن "هذ العام سيكون حاسما في معرفة ما إذا كان بإمكان الصين استيعاب هذا النوع والقدر من الحجم".
-- نكهات جديدة ستصدر للصين
"إذا ما توافرت مجموعة متنوعة من(الفواكه) على مدار الـ12 شهرا من العام، سيصبح الأمر مملا. ولكن لدينا بعض الأصناف المستوردة من شيلي لا تتوافر سوى لأسبوعين فقط. ويقبل الزبائن على شرائها لأنها لن تتواجد في الأسبوع التالي"، هكذا أوضح.
وإلى جانب ثقته بأن جاذبية النكهات الجديد ستلقى قبولا كبيرا بين الزبائن الصينيين، أعرب تاغل أيضا عن تفاؤله إزاء انفتاح الصين على إبرام مزيد من برتوكولات الفاكهة للمنتجات الشيلية.
فقد تم فتح برتوكول النكتارين في عام 2016، وكانت هذه بمثابة لحظة كبيرة بالنسبة لشركة أغريكولا غارسيس حيث منحها ذلك منصة أخرى في السوق الصينية. وأعرب تاغل عن اعتقاده بأن شيلي أثبتت نفسها وسيتم التصديق على البرتوكولات المستقبلية بصورة أسرع.
وأضاف أن "باب دخول الكرز والعنب والتوت الأزرق والأفوكادو مفتوح بالفعل. وننتظر دخول الكمثرى. وبعد الكمثرى، سيكون لدينا الفواكه الحمضية وهي البرتقال والكليمونتين واليوسفي".
وبالإضافة إلى ذلك، يعد التكامل الطبيعي بين الصين وأمريكا اللاتينية عاملا آخر يساعد في توسيع التجارة.
"ففصل الصيف في بلادنا يحل في الوقت الذي يحل فيه الشتاء في الصين، لذلك لا ينظر لنا كمنافسين مباشرين. أما الولايات المتحدة، بقدرتها على إنتاج الفاكهة وما لديها من مواسم متشابهة معنا، فينظر لها على أنها منافسا أكبر بكثير"، هكذا اختتم تاغل حديثه.