تستخدم الصين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ، بما في ذلك نمط التعرف، لتحديد المستخدمين الذين يعبرون عن أفكار انتحارية على موقع التدوين المصغر (ويبو) بغية منعهم من الإقدام على محاولة الانتحار.
تشو تينغ شاو، الباحث بالأكاديمية الصينية للعلوم، أجرى دراسة استمرت لعامين حول الأفكار الانتحارية على الإنترنت وأنشأ حسابا يعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمد يد العون إلى من تسيطر عليهم هذه الفكرة.
وقال تشو "الخطوط الساخنة ومراكز التدخل لمنع الانتحار هي الوسائل الأكثر شيوعا لمواجهة فكرة الانتحار، إلا أن 20 بالمئة فقط من الأشخاص ذوي الميول الانتحارية هم الذين يسعون للحصول على مساعدة، ومن ثم تنبع أهمية البحث عبر الإنترنت".
وبحسب ورقة نشرت في ديسمبر الماضي في دورية بحوث الإنترنت الطبية، فإنه في عام 2016 قام فريق تشو بالاستعانة بـ 4222 مدونا كانوا قد عبروا عن أفكار انتحارية، سعيا للوقوف على الأساليب اللغوية التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلم منها.
وأضاف تشو "نستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل المعالجة اللغوية الطبيعية والتعلم العميق لجمع الأساليب اللغوية من مستخدمين لديهم ميول انتحارية. ثم يقوم حسابنا الذي يعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتوجيه رسائل مباشرة إليهم عبر الإنترنت، عارضا التخفيف عنهم وإسداء النصح لهم مع حماية خصوصيتهم".
ويقوم العديد من الأشخاص الذين تراودهم فكرة الانتحار بتبادل ما يقلقهم على الإنترنت بدلا من اللجوء إلى شخص متخصص.
وأوضح تشو أن حسابه مفيد تماما في تحديد الأشخاص الذين يعبرون عن أفكار انتحارية على الإنترنت.
وتمكن الحساب من الوصول إلى أكثر من 20 ألف مستخدم لديهم أفكار انتحارية، وأسدى لهم النصح عبر الإنترنت منذ يوليو 2016.
وقال تشو "نريد تعقب الأرواح المضطربة أولا ثم الوقوف على مدى خطورة وضعهم النفسي. وبالنسبة لهؤلاء الذين لديهم ميول قوية للانتحار، نخبرهم بما يمكن أن تكون مشكلتهم الحقيقية ونرسل لهم قائمة بالخطوط الساخنة ومراكز التدخل المهنية".
وقد أثبتت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هذه نجاعتها ، إذ غالبا ما يتلقى العلماء ردودا تشكرهم على تقديم يد العون في الأوقات العصيبة.
وأوضح تشو أن فريقه قام بتحديث أدوات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أربع مرات وسيقوم بفتحها أمام المزيد من الأشخاص في المستقبل.
وأضاف "كثيرون لا يعرفون أن لديهم مشاكل نفسية، وبعض الاختبارات النفسية على الإنترنت غالبا ما تكون مضللة. ونأمل أن تتمكن هذه الأداة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مساعدة المزيد من مستخدمي (ويبو)، وليس فقط من تراودهم فكرة الانتحار".