مقالة : التزام الصين بالعولمة والابتكار يدفع باتجاه خلق عالم أفضل

غوانغتشو، الصين 8 ديسمبر 2017 / سيحفز دعم الصين الثابت للعولمة والابتكار بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وخلق عالم أفضل.

هذه هي رسالة منتدى فورتشن العالمي لعام 2017، الذي جرت فعالياته في الفترة ما بين 6 و8 ديسمبر الحالي، وجمعت شخصيات تجارية وأكاديمية بارزة فضلا عن صناع سياسات من جميع أنحاء العالم.

وقال الحضور إن الإنجاز، الذي حققته الصين في تعزيز الاقتصاد المفتوح والابتكار، يتيح فرصا كبيرة لبقية العالم، وسيمكّن المزيد من الدول من دفع تنميتها على المسار السريع.

-- الثقة في النمو والابتكار

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة تهنئة في افتتاح أعمال المنتدى يوم الأربعاء الماضي إن الصين لن تغلق بابها أمام العالم، بل ستصبح منفتحة على نحو متزايد فقط ، بحيث ستكون بيئة العمل فيها أكثر انفتاحا وشفافية وتنظيما.

وأضاف الرئيس شي أن الصين ستواصل العمل على صياغة شراكات عالمية، وتوسيع نطاق المصالح المشتركة مع الدول الأخرى ، وزيادة تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار.

ولقيت الرسالة المشجعة ترحيبا من قبل كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات متعددة الجنسيات، الذين أعربوا عن تفاؤلهم بشأن النمو الاقتصادي في الصين ودعمها السياسي المطمئن في هذا الصدد.

وقال جاك ما، مؤسس ورئيس شركة (علي بابا)، عملاق التجارة الإلكترونية في الصين، خلال مقابلة على المسرح في المنتدى، "إنني واثق جدا في هذا البلد إذا ما زال الحديث عن العولمة وسياسة الانفتاح وريادة الأعمال".

وأهم جزء يخص العولمة، وفقا لما ذكره ما، هو "كيف يمكننا أن نجعلها أكثر شمولا عبر دعم الشباب ودعم البلدان النامية ودعم الشركات التجارية الصغيرة".

ووافقه الرأي بورجي إيكهولم، رئيس شركة (إريكسون) للشبكات والاتصالات ، التي تتخذ من السويد مقرا لها، الذي يسعده رؤية طموح الصين لتعزيز الشراكة العالمية من خلال المزيد من الانفتاح والابتكار.

في عام 2016، نما الاقتصاد الرقمي الصيني بنسبة 18.9 في المائة وأسهم بـ 22.6 تريليون يوان (3.35 تريليون دولار أمريكي) في اقتصاد البلاد، وفقا لتقرير صادر عن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة (أبل) الأمريكية للتكنولوجيا، على أهمية الصين لشركته، سواء باعتبارها مكانا رئيسيا لتصنيع أجهزة "آيفون" و"آي باد" أو سوقا لمنتجاتها، قائلا إن عامل الجذب رقم 1 في الصين بالنسبة للتصنيع هو "نوعية الأشخاص".

وأشاد بروح الابتكار التي أبدتها الصين على مدى السنوات الماضية، مشيرا إلى أن هذه البلاد بالفعل "ابتكارية بشكل لا يصدق في العديد من المجالات".

وحققت الصين اختراقات في عدد من مجالات الاتصالات، وأمست رائدة في مجالات تتراوح بين الدراجات التشاركية إلى الدفع عبر الهواتف الذكية.

وقال كوك إن "هناك تطبيقات ونماذج أعمال يمكن فقط إنشاؤها هنا".

-- مساع من أجل تنمية مشتركة

وعُقد المنتدى في وقت تمضي فيه الصين قدما في التنمية الشاملة وفقا لخطة تم رسمها في المؤتمر الوطني الـ 19 التاريخي للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي.

وبصرف النظر عن تقدمها الاقتصادي والتكنولوجي، فإن الصين ملتزمة دائما بتهيئة الظروف المواتية لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وهو مفهوم طرحه الرئيس شي في عام 2013.

ويجري الآن وضع المفهوم موضع التطبيق من خلال مبادرة الحزام والطريق، وهي عبارة عن منصة للتعاون بين البلدان المعنية لتحقيق تنميتها المشتركة.

وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي تضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، إلى بناء شبكة من التجارة والاستثمار والبنى التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على امتداد المسارات التجارية لطريق الحرير القديمة وخارجها.

وتظهر إحصاءات رسمية أن الشركات الصينية ساعدت حتى الآن في بناء 75 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في 24 بلدا على طول الحزام والطريق، مما ساهم في توليد أكثر من 209 آلاف فرصة عمل.

وقال جون ستانتون، الرئيس التنفيذي لشركة (وير غروب) الهندسية العامة المحدودة، ومقرها اسكتلندا، إن السياسات الجديدة، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق، والتحول المستمر للاقتصاد الصيني، يخلق فرصا كبيرة للشركات للمشاركة في النمو.

فيما أفاد أندرو روب، وزير التجارة الأسترالي السابق، إن مبادرة الحزام والطريق يمكن أن تتوافق مع إستراتيجية أستراليا لتطوير منطقتها الشمالية على أساس التعاون المربح للجانبين.

وقال روب للصحفيين الصينيين إن المبادرة "لعبت دورات مهما في مساعدة أستراليا على تطوير منطقتها الشمالية".

ولفت رئيس وزراء بابوا نيو غينيا، بيتر أونيل، إن بلاده، شأنها شأن دول أخرى، سوف تستفيد من طريق الحرير البحري للقرن الـ 21، كونه سيربط "أعمالنا بشكل كامل مع الصين والسوق العالمية الأوسع".