لانتشو 30 نوفمبر 2017 /ستجري هيئات البحوث العلمية الصينية بالتعاون مع نظيراتها في قازاقستان ومنغوليا وإسرائيل دراسات حول تكنولوجيا إبداعية خاصة بمعالجة التصحر.
ويشرف معهد شمال غربي الصين لدراسة الموارد البيئية الإيكولوجية التابع لأكاديمية الصين للعلوم على إجراء هذا التعاون، في إطار "المشروع البحثي والنموذجي للتكنولوجيا الجوهرية لتثبيت الرمال وإعادة الغطاء النباتي في الدول الواقعة على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير".
ومن المعلوم أن كثيرا من الدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق، تعاني تهديدات التصحر والجفاف على نحو مختلف، بما فيها قازاقستان وقرغيزستان وباكستان ومصر وغيرها من دول ومناطق في وسط آسيا وجنوبها والشرق الأوسط .
وسيستقبل معهد شمال غربي الصين لدراسة الموارد البيئية الايكولوجية عددا من التكنولوجيا المتقدمة خلال دراساته لتنفيذ مشروعات في مناطق شمالي الصين، خاصة في مجالات معالجة التصحر وإثبات الرمال.
في الجلسة الـ13 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي عقد في مدينة أوردوس بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بشمالي الصين في أواسط سبتمبر العام الجاري، بدأ تشغيل آلية التعاون للوقاية من ومعالجة التصحر للبلدان والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق، حيث شاركت في الآلية الصين والجزائر وكمبوديا.
وفي نفس الجلسة، كشف تشانغ جيان لونغ، رئيس مصلحة الدولة الصينية للغابات أن الصين هي أكبر دولة من حيث مساحة الأراضي المتصحرة وعدد السكان المنكوبين بهذه المشكلة، غير أنها تمكنت من كبح اتجاه تدهور الأرض من خلال جهودها الدؤوبة، لتتمكن من تقليص مساحة الأراضي المتصحرة بمقدار 10.4 ألف كيلومتر مربع سنويا في نهاية القرن الماضي إلى 2424 كيلومترا مربعا سنويا في الوقت الحالي، فيما تحقق هدف زيادة الصفر لمساحة الأراضي المتصحرة.
وفي التقرير الذي ألقاه شي جين بينغ خلال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في أكتوبر الماضي، لافت إلى الإنجازات العظيمة المحققة في بناء الحضارة الإيكولوجية ، مضيفا أن بناء الحضارة الإيكولوجية هو مشروع حيوي طويل المدى للتنمية المستدامة الأبدية للأمة الصينية.
وقال شي " إنه يلزمنا ترسيخ وتطبيق فكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، والتمسّك بسياسة الدولة الأساسية القاضية بتوفير الموارد وحماية البيئة، والاعتناء بالبيئة الإيكولوجية بمثل اعتنائنا بحياتنا، والتخطيط الشامل لإدارة الجبال والمياه والغابات والحقول الزراعية والبحيرات والمروج بشكل منظّم، وتنفيذ أصرم نظامٍ لحماية البيئة الإيكولوجية من أجل تشكيل نمط تنمية وحياة خضراء، والمثابرة على السلوك بثبات لطريق التنمية الحضارية المتصف بالإنتاج المتطور والحياة الميسورة والبيئة الإيكولوجية الطيبة، وبناء الصين الجميلة لخلق بيئة إنتاجية ومعيشية طيبة للشعب، وتقديم إسهامات في الأمن الإيكولوجي العالمي" .
في مايو 2013، في جلسة دراسة مع أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول البناء الإيكولوجي ، وقال شي إن "البيئة الايكولوجية السليمة قاعدة أساسية للتنمية المستدامة للبشر والمجتمع...ويجب أن تركز جهود حماية البيئة وإعادة تأهيلها على حل القضايا الواضحة التي تضر بصحة المواطنين".
وفي الأعوام الخسمة الماضية، تعني الصين ما تقولها، وتعمل على أن تتحول فكرتها إلى إجراءات ملموسة لأجل مساعدة الدول والمناطق الأخرى التي تعاني من التصحر "سرطان الأرض" بما تملكه من التكنولوجيا والأكفياء . ورأى الخبراء أن مبادرة الحزام والطريق لا بد أن توفر فضاء واسعا للتعاون من حيث النجاح الاقتصادي المشترك والبناء الايكولوجي .
وبهذا الصدد، عبر إريك سولهايم، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن مفهوم وتجارب الصين في بناء الحضارة البيئية الايكولوجية يقدم مثلا وحلا صينيا للعالم كله في مجال التنمية المستدامة، وإن مبادرة الحزام والطريق الصيني بدورها ستساعد في دفع عمليات معالجة التصحر العالمية.