سفير: تعميق التعاون بين الصين والمجر من أجل تحقيق نتائج مثمرة

بودابست 26 نوفمبر 2017 /قال السفير الصيني لدى المجر، دوان جيه لونغ، إن "الصين والمجر تشهدان تبادلات مكثفة وإنجازات مثمرة في تطوير العلاقات الثنائية في مجالات مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والمالية والعلوم الإنسانية".

وقال دوان، في مقابلة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) معه مؤخرا، إنه تم قد إنتاج أول دفعة من الحافلات الكهربائية في مصنع شركة ((بي واي دي)) الصينية لصناعة السيارات في مدينة كوماروم شمالي المجر، وهو ما أظهر بوضوح أن مبادرة الحزام والطريق وآلية التعاون "16+ 1" قد دفعتا العلاقات الصينية المجرية للارتقاء إلى مستوى جديد.

وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، إلى بناء شبكات من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا عبر مسارات طريق الحرير القديمة وخارجها. وتضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21.

ولفت السفير إلى أن الاستثمارات الحالية للصين في المجر وصلت إلى 4.1 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل نحو نصف إجمالي الاستثمارات الصينية في وسط وشرق أوروبا، مما أدى إلى خلق حوالي 10 آلاف فرصة عمل محلية.

وأشار إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 68 عاما "دائما ما كانت الصداقة والتعاون هي الموضوع الرئيسي للعلاقات بين البلدين".

وقال دوان إن العلاقات بين الصين والمجر دخلت أفضل فترة في تاريخها من خلال زيارات متكررة رفيعة المستوى وثقة متبادلة في التعاون العملي، مشيرا إلى مذكرة التفاهم بشأن مبادرة الحزام والطريق التي وقعها البلدان في يونيو عام 2015.

وذكر دوان أن المجر هي أول دولة أوروبية أقامت وأطلقت آلية مجموعة عمل الحزام والطريق مع الصين، مما يدل على الانخراط الناجح للمبادرة الصينية مع سياسة "الانفتاح على الشرق" المجرية.

وفي مايو الماضي، قرر الرئيس شي ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الارتقاء بالعلاقات الصينية المجرية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة، وفقا لما أفاد به دوان.

وتعد الصين أهم شريك تجاري للمجر خارج أوروبا، بينما لا تزال المجر ثالث أكبر شريك تجاري للصين في وسط وشرق أوروبا.

وفي العام الماضي، وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 8.89 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 10.1 في المائة على أساس سنوي. وفي النصف الأول من هذا العام، بلغ حجم التجارة البينية 4.85 مليار دولار أمريكي بزيادة نسبتها 17.3 في المائة عن نفس الفترة من العام السابق.

كما خلق تعميق التعاون المالي بين البلدين أيضا ظروفا مواتية للشركات الصينية للاستقرار في المجر.

وفي عام 2015، فوض بنك الشعب الصيني -- البنك المركزي الصيني -- بنك الصين ليعمل كبنك مقاصة لليوان الصيني في المجر، وهو أيضا أول بنك مقاصة لليوان الصيني في منطقة وسط وشرق أوروبا.

وقال السفير إنه "منذ ديسمبر عام 2016، بدأت المعاملات المباشرة بين اليوان الصيني والفورينت المجري في سوق النقد الأجنبي ما بين البنوك في الصين".

وأضاف السفير أنه في إطار آلية التعاون "16 + 1"، شاركت المجر بنشاط في صندوق التعاون الاستثماري بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا. وقد عززت سلسلة من مبادرات التعاون المالي بشكل فعال التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.

وتعد آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، المعروفة باسم "16 + 1"، منصة أنشئت في إبريل من عام 2012 من قبل الصين و16 دولة في وسط وشرق أوروبا.

وأعرب دوان عن اعتقاده بأنه بفضل الجهود المشتركة من كلا الطرفين، فإن المزيد من الشركات الصينية ستأتي إلى المجر لإيجاد فرص تجارية وتحقيق منافع متبادلة ونتائج مربحة للجانبين.

وفي معرض حديثه عن التعاون الثنائي في مجال العلوم الإنسانية، قال دوان إنه "منذ عام 2006، أقامت الصين أربعة معاهد كونفوشيوس في المجر"، والتي لعبت دورا نشطا في دفع التبادلات الثقافية الثنائية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المدرسة الابتدائية والثانوية ثنائية اللغة المجرية - الصينية، والتي تديرها الحكومتان بشكل مشترك، هي المدرسة العامة الوحيدة في وسط وشرق أوروبا التي تستخدم لغتين، حسبما أفاد السفير.

وحول الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى المجر ومشاركته في القمة السادسة لزعماء الصين ودول وسط وشرق أوروبا، قال الدبلوماسي إنه ضمن سياق نجاح المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي والذكرى الخامسة لإقامة آلية التعاون "16 + 1"، ستكون هذه الزيارة حدثا دبلوماسيا مهما لمنطقة وسط وشرق أوروبا من قبل قادة الحزب والدولة في الصين.

وأضاف السفير أنها ستكون أيضا أول زيارة يقوم بها لي للمجر منذ إقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، وستكون ذات أهمية بالغة لتطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي ودفع بناء الحزام والطريق وتعزيز آلية التعاون "16 + 1".

وأكد أنه في ظل خلفية إقامة شراكة إستراتيجية شاملة بين الصين والمجر، فإن تعميق التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والعلوم الإنسانية سوف يستمر بالتأكيد.