تقرير إخبارى: 5 أحزاب تونسية تشارك في الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية في بكين

تونس 26 نوفمبر 2017 / تشارك خمسة أحزاب تونسية حاكمة وأخرى ممثلة في مجلس نواب الشعب (البرلمان)، في مؤتمر الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية الذي ستنطلق أعماله في نهاية الشهر الحالي في بكين.

وأكدت حركة نداء تونس التي فازت في إنتخابات 2014 بـ86 مقعدا برلمانيا، والنهضة (69 مقعدا)، وحزب آفاق تونس(8 مقاعد)، والإئتلاف الحزبي اليساري "الجبهة الشعبية" (15 مقعدا)، وحركة مشروع تونس (23 مقعدا) المشاركة بوفود رفيعة المستوى في هذا المؤتمر الذي ستتواصل أعماله لغاية الثالث من شهر ديسمبر القادم.

وتتطلع الأحزاب التونسية إلى أن يُساهم هذا المؤتمر في مزيد توطيد علاقاتها مع الحزب الشيوعي الصيني، والإطلاع على مُخرجات المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، إلى جانب ربط علاقات تعاون مع بقية الأحزاب العالمية، خدمة للمصالح المشتركة، وبحثا عن أفكار جديدة لمعالجة التحديات الاقتصادية، وصعوبات التنمية التي تُواجه المجتمعات في دولها، وفي أرجاء العالم.

وقال الوزير التونسي الأسبق سمير العبيدي، رئيس المجلس الأعلى للكفاءات بحزب "حركة نداء تونس"، لوكالة انباء (شينخوا)، إن حزبه سيشارك بوفد في هذا المؤتمر المهم.

وأكد أنه سيسافر رفقة الوزير السابق أنيس غديرة إلى بكين، للمشاركة في هذا المؤتمر بإسم حزب "حركة نداء تونس"، واصفا هذه المشاركة بأنها "تُمثل إرادة قوية للتباحث والتحاور مع الحزب الشيوعي الصيني، ومختلف الأحزاب السياسية من أجل العمل الجاد للوصول إلى قواسم مشتركة لبناء عالم جديد".

وقال "نتطلع إلى عالم له مصير مشترك، عالم يتجاوز حالات التطاحن والحروب إلى عالم يسوده التعاون وتقاسم المنافع ، عالم السلم، عالم يشتغل بآليات قانونية تساهم في إدارة الاختلافات، عالم لكل فيه فرصة ، عالم التضامن بين الغني والفقير بين القوي والضعيف".

وتولى سمير العبيدي عدة مناصب وزارية ودبلوماسية، منها وزارة الشباب والرياضة (2008 - 2010)، ووزارة الإتصال (2010)، كما عمل سفيرا تونس لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ومنظمة التجارة العالمية، ومؤتمر نزع السلاح (2005-2008)، وترأس خلال تلك الفترة مجموعة سفراء دول الجامعة العربية (2006)، ومجموعة السفراء الأفارقة لدى منظمة الهجرة الدولية (2007).

ووصف مؤتمر الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية بأنه مبادرة فريدة من قبل الأصدقاء في الصين تستحق كل التقدير، وسنعمل من جانبنا على المساهمة في إنجاحها خدمة للبشرية المتضمنة تحت شعار "العالم الجميل".

وبحسب سمير العبيدي، فإن أهمية مؤتمر الحوار الرفيع المستوى بين والأحزاب السياسية العالمية " تكمن في أنه يأتي تنظيمه بعد أيام من إنتهاء أعمال المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني الصديق الذي كلل بالنجاح ورسم طريق المستقبل الزاهر لشعب الصين الكبير".

ويولي الحزب الشيوعي الصيني أهمية بالغة لهذا المؤتمر الذي يُنتظر أن يُشارك فيه زعماء ينتمون إلى أكثر من 200 حزب ومنظمة سياسية في أكثر من 120 دولة من القارات الخمس.

ويتجلى هذا الإهتمام من خلال الإعلان أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحضر أعمال مؤتمر الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية، حيث سيُلقي كلمة رئيسية خلال مراسم الإفتتاح.

وقال قوه يه تشو، نائب رئيس الإدارة الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في تصريحات سابقة، إن "هذا هو الحوار الأول رفيع المستوى الذي يعقده الحزب الشيوعي الصيني مع أحزاب أخرى حول العالم"، ويمثل الحوار أهمية كبيرة لكل من الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الأخرى."

وأضاف أن هذا المؤتمر "يُعقد استجابة لطلب أحزاب على مستوى العالم من أجل التزود بمعرفة عميقة عن المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، وأفكار الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ومفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ولعالم أفضل."

ورأت النائبة البرلمانية التونسية خولة بن عائشة، عضو المكتب التنفيذي لحركة مشروع تونس، مُكلفة بالعلاقات الخارجية، أن توقيت عقد هذا المؤتمر له دلالات سياسية بالغة، لا سيما وانه يأتي مباشرة بعد إختتام أعمال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، الذي شكلت قراراته ومخرجاته منعطفا مهما ليس فقط بالنسبة إلى الصين، وإنما بالنسبة لمختلف دول العالم.

وقالت خولة لوكالة أنباء (شينخوا)، إنها ستُشارك في وفد حركة مشروع تونس إلى أعمال هذا المؤتمر، وذلك في مسعى لمزيد تدعيم علاقات حركتها بالحزب الشيوعي الصيني، إلى جانب توطيد العلاقات التونسية - الصينية لا سيما في هذه الفترة الحاسمة، خاصة وان الصين أصبحت قوة إقتصادية فاعلة ومؤثرة على الصعيد العالمي.

وشددت على أن وفد حركتها "مشروع تونس"، سيعمل خلال حضور أعمال هذا المؤتمر، على الإستفادة من تجارب الحزب الشيوعي الصيني الذي يُعتبر واحدا من الأحزاب العريقة الناجحة في العالم، في مختلف المجالات، وخاصة منها مجالات الحوكمة، والتكوين، وبناء التحالفات.

يشار إلى أن مؤتمر الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية، " يهدف إلى توفير فرصة للتواصل المتساوي بين الأحزاب العالمية ومشاركة هذه الأحزاب بحكمتها في التعامل مع صعوبات التنمية والتحديات الأخرى التي يواجهها المجتمع البشري"، وذلك بحسب التصريحات السابقة لنائب رئيس الإدارة الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قوه يه تشو.

وأعرب قوه في تلك التصريحات عن امله في أن " تتعلم الأحزاب من بعضها البعض فيما يخص الخبرات الحزبية وحوكمة الدولة، وأن تتوصل الأحزاب إلى توافق حول القضايا الكبرى بشأن مستقبل البشرية."