人民网 2017:11:21.17:12:21
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: لبنان في "عين العاصفة" لا يمكن تحمل صدمة أخرى

2017:11:21.17:07    حجم الخط    اطبع
تعليق: لبنان في
تظهر الصورة الملتقطة يوم 11 نوفمبر الحالي، امرأة وابنتها ينظران الى صورة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الملصقة على جدار في شوارع لبنان

وفقا لما ذكرته فرانس برس، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 18 نوفمبر الجاري رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في قصر الإليزيه، وذلك بعد أسبوعين من إعلان الحريري استقالته، في خطاب تلفزيوني من المملكة العربية السعودية. وبعد الاجتماع مع ماكرون، أعلن الحريري لوسائل الاعلام عن انه سيعود الى لبنان في يوم الاستقلال 22 نوفمبر. 

وبالرغم من أن تحديد الحريري تاريخ عودته الى لبنان ستنهي معضلة عودة رئيس الوزراء اللبناني تدريجيا، إلا أن منطقة الشرق الاوسط قد أصبحت أكثر فوضوية واضطرابات.

شبح صراع الدول الإقليمية الكبرى 

يرى دوني بوشار خبير في شؤون الشرق الاوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن تدخل فرنسا في الازمة له تأثير قوي، حيث يمكن لفرنسا أن تلعب دورا مهما في اجراء الحوار بين السنة اللبنانية والشيعة والمسيحيين والقوى السياسية الاخرى في لبنان، وأن تدخلها سيكون نقطة تحول ايجابية في الازمة السياسية في لبنان.

يسكن لبنان 18 طائفة دينية معترف بها رسميا، ولديها نظام "تقاسم السلطة" فريد جدا. ووفقا للدستور اللبناني، يجب أن يكون رئيس لبنان مسيحيا مارونيا، ورئيس الوزراء مسلما سنيا، ورئيس البرلمان مسلما شيعيا. وقد تكثفت الصراعات الداخلية في لبنان، ولم يتعاضد السنة والشيعة منذ اغتيال رفيق الحريري والد رئيس الوزراء سعد الحريري في عام 2005. وفي الوقت نفسه، تأثرت الصراعات الطائفية في لبنان بشكل مستمر من لعبة تدعمها القوى الاقليمية الكبرى. 

قال يو قوه تشينغ، باحث في شؤون الشرق الاوسط بمعهد غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية خلال مقابلته الصحفية، أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في بلد أجنبي هو الملاذ الاخير. مضيفا، أن طريقة معالجة الحريري لعلاقته مع حزب الله اللبناني في البرلمان أثارت استياء المملكة العربية السعودية، مما أدى الى اجبار الاخيرة للحريري على الاعلان عن استقالته. وفي الآونة الاخيرة، أعلن وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي عن أن المملكة تريد مساعدة الشعب اللبناني على الخروج من سيطرة حزب الله. 

لقد نجحت استقالة الحريري في السعودية في لمس الاعصاب الحساسة لإيران. حيث أوردت رويترز في مقال تحليلي نشرته مؤخرا، أن استقالة الحريري دفعت لبنان الى جبهة الصراع بين الملكة العربية السعودية وإيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي:" هذا يظهر أن الحريري يسير بعيدا على الطريق الذي يزيد من حدة التوتر في المنطقة."

وقال سون ده قانغ، نائب مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، ان وضع التوازن بين المملكة العربية السعودية وإيران في شرق البحر الأبيض المتوسط تغير في حقبة ما بعد " الدولة الإسلامية". حيث تحولت إيران وحزب الله وحكومة بشار السورية تدريجيا من الدفاع الاستراتيجي إلى الهجوم الاستراتيجي، واصبحت المملكة العربية السعودية ممثل السنة في الدفاع الاستراتيجي، مضطرة الى تدويل ما يسمى بالتهديدات التي تشكلها إيران وحزب الله، في محاولة لتغيير الوضع السلبي.

بعد فتح " صندوق باندورا"

قال الرئيس اللبناني ميشال عون على الشبكات الاجتماعية، أن زيارة الحريري لفرنسا دليل على بدء حل الازمة السياسية الناجمة عن استقالة الحريري. ومع ذلك، فإن حل الأزمة السياسية لا يعني أن لبنان يستطيع أن يعيد ماضيه بسهولة. وعلى الرغم من أن الفصائل اللبنانية تظهر بمظهر الموقف الموحد النادر بشأن استقالة الحريري في الوقت الحاضر، غير أن الاضطرابات السياسية التي اثارتها استقالة الحريري قد تكسر الاتفاق السياسي القائم في لبنان، وسيثير مرة اخرى صراعا بين السنة والشيعة في لبنان.

في الوقت الحالي، يحاول زعماء مختلف البلدان في العالم تخفيف حدة التوتر في الشرق الاوسط. ووفقا لتقرير رويترز، قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قبل أيام قليلة أن الولايات المتحدة تؤيد بقوة استقلال سيادة لبنان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف ان الجانب الروسي يعتقد ان الأزمة الحالية يجب حلها من خلال الحوار بين جميع الاطراف اللبنانية.

ويعتقد يو قوه تشينغ، أن الشرق الاوسط يشكل معسكرين، الأول هو معسكر روسيا وإيران والعراق وسوريا، والثاني هو معسكر الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر واسرائيل، وأن لبنان هدف كلا الفصيلين. مضيفا، نظرا للموقع الاستراتيجي المهم، يمكن أن يكون لأي صدمة في لبنان تأثير كبير على الوضع الجيوسياسي في جميع أنحاء الشرق الأوسط. 

وهكذا قيمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الوضع في المنطقة بأنه خطير حاليا، وقد يكون كل شيء خارج السيطرة تماما، طالما الطرف الأول يستفز والثاني يرد.

ويعتقد سون ده قانغ، أن استقالة الحريري قد تضعف مرة أخرى الثقة المتبادلة بين مختلف القوى السياسية. مضيفا، لقد حدثت تغيرات في ميزان القوى المختلفة في المنطقة مع دخول الحرب السورية مرحلة جديدة، وعلى وجه الخصوص، زيادة خطر الاصطدام بين القوى التي تدعمها إيران والمملكة العربية السعودية في ظل غياب تنظيم " الدولة الإسلامية". ومن المحتمل أن تنتشر هذه اللعبة الجيوسياسية من سوريا الى لبنان، إذا تم كسر مرة أخرى التوازن الهش في لبنان بتدخل القوى الخارجية. ويرفض الراي العام في لبنان أن يصبح مرة أخرى " سيف " الدول الكبرى، بسبب ما انتجته سنوات من الصراع والحرب الاهلية. لكن الشجرة تريد أن تكون هادئة، والرياح لا تريد أن تهدئ، وفي ظل المقامرة الجيوسياسية بين القوى الكبرى، فإن تحول لبنان لساحة معركة جديدة أم لا، لا يزال غير عروف.  

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×