غزة 16 نوفمبر 2017 / اعتبر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي اليوم (الخميس)، أن تهديدات إسرائيل باستهداف قيادات الحركة والتصعيد في قطاع غزة "إرهاب لن ينجح" في تشويش حياة الفلسطينيين.
وقال عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي نافذ عزام في مقابلة خاصة مع تلفزيون ((شينخوا)) جرت في مدينة غزة، إن "هذه التهديدات ليست جديدة وإسرائيل تمارس هذه السياسية باستمرار بحق الشعب الفلسطيني الذي هو مؤمن بحقوقه ويدافع عن نفسه ويريد العيش بكرامة والشعور بالأمن واسترداد ما ضاع منه ومطمئن لموقفه وصواب خياراته".
واعتبر عزام أنه " من الصعب التنبؤ بما سيجري (بشأن تصعيد محتمل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل)، لكن في كل الأحوال الشعب الفلسطيني ، مطالب بمزيد من التماسك والتمسك بحقوقه، وأن لا ترهبه الضغوط أو المتغيرات الحاصلة".
وكانت تصاعدت حدة التهديدات بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي مؤخرا على خلفية الاستهداف الإسرائيلي الأخير لنفق يتبع للحركة في جنوب قطاع غزة ما ينذر بتوتر جديد في القطاع.
وقضى 12 ناشطا فلسطينيا غالبيتهم من الجهاد الإسلامي في 30 أكتوبر الماضي جراء استهداف إسرائيل لنفق يمتد إلى داخل أراضيها، قالت إنه يتبع للحركة وكانت تجهزه لشن عملية هجومية.
وتوعدت إسرائيل برد صارم واستهداف قيادة حركة الجهاد الإسلامي حال أقدمت الحركة على شن هجوم انتقامي لحادثة استهداف النفق.
في سياق آخر اعتبر عزام، أن اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) الذي تم توقيعه في القاهرة في 12 من الشهر الماضي "خطوة أولى جيدة على طريق طويلة".
وقال عزام "نحن بذلنا جهودا كبيرة طوال الوقت من أجل تقريب المواقف الداخلية وتحقيق المصالحة ورحبنا باتفاق القاهرة الأخير بين الأخوة في فتح وحماس ونؤكد أنها خطوة أولى جيدة على طريق طويلة ".
وأضاف "نحتاج إلى المزيد من الجهد لترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، وحل ملفات كثيرة عالقة تحتاج إلى إرادة وتصميم للوصول إلى توافق عليها باعتبار أن التوافق المنشود هو الذي سيحمي الشعب الفلسطيني والدفاع عن نفسه بصورة أفضل".
ووجه عزام الشكر إلى جمهورية مصر العربية على جهودها في دفع تحقيق المصالحة، مشيرا إلى أن لدى الحركة رؤية ستطرحها خلال اجتماع الفصائل الفلسطينية المقرر في القاهرة المقرر يوم الثلاثاء المقبل.
وقال حول ذلك "لدينا رؤية وتصور عن الملفات التي سنناقشها في القاهرة وعلى رأسها المشروع الوطني وإعادة الفاعلية له، وملف منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة إصلاحها وإعادة هيكلتها ".
وأضاف عزام "نحن نسعى على الدوام إلى زيادة التفاهم والتنسيق مع كل القوى الفلسطينية إيمانا منا بأن جبهة فلسطينية واسعة سيكون لها انعكاسا إيجابيا على القضية الفلسطينية ".
ومن المقرر أن يعقد اجتماعا لكافة الفصائل الفلسطينية في القاهرة يوم الثلاثاء المقبل بموجب اتفاق المصالحة الأخير بين فتح وحماس سعيا لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ عشرة أعوام.
في الوقت ذاته شدد عزام، على رفض الجهاد الإسلامي أي نقاش بشأن سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، معتبرا أن ذلك "موضوع خارج السياق تماما ولا يجوز أن يتم طرحه للنقاش أبدا".
وقال إن "سلاح المقاومة هو سلاح كل الشعب الفلسطيني، وسلاح مشروع، وحق مقدس للشعب الفلسطيني في مواجهة تغول الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أنه "لا يجوز طرح موضوع سلاح المقاومة للنقاش في ضوء استمرار الاحتلال، ولا يعقل أن يتم الطلب من الفلسطينيين الاستسلام والتخلي عن سلاحهم بينما الاحتلال مستمر وممارساته القمعية والعدوانية مستمرة".
وفي الشأن السياسي حذر القيادي في الجهاد الإسلامي، من أي تطبيع عربي وإسلامي مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية في ظل الحديث عن خطط أمريكية لسلام إقليمي.
واعتبر أنه "لا يجوز أن تخترق إسرائيل المحيط العربي والإسلامي وهي أصلا لا تريد خيرا لأي عربي أو مسلم وسبق لها أن اعتدت على عدة بلدان عربية مثل لبنان ومصر والعراق".
وحول جهود الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس دونالد ترامب لطرح خطة سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل اعتبر عزام، أن واشنطن "لا تتصرف بشكل متوازن ومنحازة تماما لإسرائيل".
وقال إن أي حل أمريكي سيتم طرحه "لا يمكن أن يكون منصفا وعادلا، وموقفنا أن أي حل للقضية الفلسطينية لن ينجح طالما افتقد للموضوعية والإنصاف ".
ودعا عزام السلطة الفلسطينية، إلى "استخلاص العبر من تجارب السنوات الطويلة في التفاوض وتوقيع الاتفاقيات السابقة التي وصلت إلى طريق مسدودة، وعليها وقف الرهان على التسوية والمواقف الأمريكية".
من جهة أخرى أكد عزام على حرص الجهاد الإسلامي الدائم على تعزيز علاقاتها مع إيران على الرغم من مطالبات إسرائيل المتكررة للفصائل الفلسطينية بقطع أي علاقات مع طهران.
وذكر أن علاقات حركته مع إيران "ليست خافية على أحد، ونحن نعتز بهذه العلاقات لأن إيران وقفت دائما مع الشعب الفلسطيني كله انطلاقا من إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، وأنها القضية الأولى للعرب والمسلمين".