النمو الصيني يدعم الاقتصاد البرازيلي

برازيليا 26 يوليو 2017 / إن النمو الاقتصادي الأفضل من المتوقع الذي حققته الصين له تأثير إيجابي على الاقتصاد البرازيلي الضعيف، ولا سيما في قطاع المنتجات الأولية، حسبما قال خبير اقتصادي برازيلي.

وذكر خوسيه لويز أوريرو أستاذ الاقتصاد في جامعة برازيليا أنه يعتقد أن نمو إجمالي الناتج المحلي للصين بواقع 6.9 في المائة في النصف الأول من عام 2017 ساعد على رفع البرازيل من حالة الركود الاقتصادي.

وقال أوريرو "في الربع الأول، كان القطاع الوحيد الذي شهد نموا حقيقيا في البرازيل هو الأعمال التجارية الزراعية حيث سجل زيادة نسبتها 13 في المائة"، مضيفا أن "الصلب سجل أيضا أسعارا معقولة بفضل نمو الصين، لذلك فإن النمو الذي حققته الصين كان نبأ جيدا بالنسبة للاقتصاد البرازيلي".

وفيما يتعلق بالمؤشرت الاقتصادية الصينية التي أعلن عنها في الأسبوع الماضي، قال الخبير الاقتصادي إن "النتيجة ليست مفاجأة بالنسبة لي. فقد توقعنا أن نرى نموا أكثر اعتدلا في الصين مقارنة بالسنوات السابقة (التي شهدت تسجيل نمو يتجاوز تسعة في المائة)، لهذا فإن نموا تتراوح نسبته بين 6 و 7 في المائة كل عام يعد عرفا جديدا".

وذكر أوريرو أن نمو الاقتصاد الصيني ساعد في الحفاظ على أسعار صادرات السلع الأولية البرازيلية، وعوض التباطؤ في قطاعات أخرى بأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، كما كان مؤشرا على انتعاش قادم للاقتصاد العالمي الذي يناضل منذ حدوث الأزمة المالية في عام 2008.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن "الاقتصاد العالمي يدخل على ما يبدو مرحلة نمو أسرع، حيث تشهد الاقتصادات المتقدمة نموا متسارعا. ويعد تزايد نمو الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أمرا مهما في إعطاء قوة دفع أكبر للنمو الاقتصادي العالمي".

ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي أمام الصين سيتمثل في خفض "معدل الأدخار الضخم بها" للحفاظ على نمط نمو جديد يعتمد بصورة أكبر على الاستهلاك المحلي.

وقال إنه سيتعين على الصين تطبيق سياسات ضمان اجتماعي ومعاشات تدفعها الدولة ونظام شامل للصحة العام ...إلخ لخفض معدل الأدخار وتعزيز الإنفاق، حيث لن تصبح الطبقة المتوسطة في الصين بحاجة إلى الإدخار من أجل العلاج الطبي وبالتالي ستشتري المزيد من السلع الاستهلاكية ".

وأشار أوريرو إلى أن "هذا هو الانتقال الذي تحتاجه الصين إلى استكماله، حتى يمثل الاستهلاك حصة أكبر من إجمالي الناتج المحلي. ففي العقود الأخيرة، كان الاقتصاد الصيني مدفعوعا بالاستثمارات والصادرات، والآن بحاجة إلى إفساح دور أكبر للإنفاق".

وذكر أوريرو أن آفاق الاقتصاد البرازيلي مازالت "سيئة جدا" رغم تسجيل نمو طفيف في الربع الأول من عام 2017 بفضل الحصاد الوفير من فول الصويا والحبوب، مضيفا أن "هذا التأثير لن يستمر، فتوقعاتي بالنسبة للاقتصاد البرازيلي في عام 2017 هي نمو نسبته صفر في المائة".