تحليل إخباري: طريق وعرة أمام إصلاحات ترامب بمجال الرعاية الصحية

واشنطن 26 يوليو 2017 / بات الطريق نحو تحقيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدفه في إلغاء واستبدال نظام الرعاية الصحية محاطا بالشكوك، بعدما أضحى هناك الكثير من الانحرافات والانعطافات فيه.

وفاز ترامب يوم الثلاثاء بفارق ضئيل عندما صوت مجلس الشيوخ لصالح المضي قدما في مناقشة تشريع جديد للرعاية الصحية، حيث كان الرئيس قد وعد بإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الحالي، المعروف باسم "أوباما كير". ولكن يوم الأربعاء، تم التغلب على تعديل طُرح في مجلس الشيوخ لوقف "أوباما كير" دون تأمين بديل.

ولطالما مثلت الرعاية الصحية قضية ساخنة منذ عدة سنوات، مع محاولة الحزب الجمهوري إلغاء قانون "أوباماكير" المثير للجدل. ويقول منتقدون إن "أوباماكير" غالبا ما يكون لا يمكن تحمله بالنسبة لكثير من الأمريكيين، ويعاقب الأمريكيين بفرض غرامات على عدم الاشتراك في هذه الخطة التي غالبا ما تكون مكلفة وتدعم شركات التأمين بأموال دافعي الضرائب. فيما يقول مؤيدون إن الخطة منحت ملايين الأمريكيين إمكانية الحصول على التأمين الصحي الذي لم يكن يحظون به في السابق.

وقال داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الأمر سيستغرق وقتا للعمل عبر مختلف القضايا، وليس من الواضح ما إذا كان هناك ائتلاف فائز لإلغاء أوباماكير".

وأضاف ويست "أننا نواجه وضعا مفتوحا مع مشروع القانون وسوف يشهد سلسلة من عمليات التصويت لتحديد ما سيبدو عليه القانون"، مشيرا إلى أن "السياسة ستكون معقدة للغاية لأن هذه قضية استقطابية وهناك مشاعر قوية على كل جانب من هذه القضية".

وتابع أن "الشيء الوحيد المؤكد هو أن الرعاية الصحية ستظل قضية كبيرة في انتخابات الكونغرس لعام 2018".

من جهته، قال دان ماهافي، نائب رئيس مركز دراسات الكونغرس والرئاسة ومدير السياسات فيه، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه "من المؤكد أن الحزب الجمهوري أزال عقبة كبيرة من خلال طرحه للنقاش، ولكن فقط من خلال أضيق الهوامش"، مشيرا إلى التصويت الذي جرى يوم الثلاثاء وكانت نتيجته تعادلا بين المؤيدين والمعارضين بواقع 50 صوتا لكل طرف، قبل أن يستخدم نائب الرئيس حقه الدستوري لكسر التعادل.

فيما انتهى التصويت الذي جرى يوم الأربعاء بشأن الإلغاء الكامل لـ "أوباماكير" دون بديل بالرفض بواقع 55 صوتا مقابل 45 صوتا في مجلس الشيوخ، الأمر الذي جعل من المناقشة القادمة وعملية التعديل هي ما سيحدد مستقبل قانون الرعاية الصحية.

وأفاد ماهافي أن "على الجمهوريين أن يصيغوا بعناية تدبيرا يتجنبون فيه فقدان عضوين من مجلس الشيوخ، في حين ما يزال هناك قدرا كبيرا من الأخذ والرد فيما يتعلق بالخطط التي سيتم تقديمها".

وشدد أنه "فيما إذا لم يتمكنوا من التقدم في مجال الرعاية الصحية، فإن من المعتقد أن كل من إدارة ترامب والحزب الجمهوري سوف يحاولان التحول بسرعة نحو الإصلاح الضريبي والبنية التحتية، ولكن نظرا لضيق الوقت على الجدول الزمني واستمرار الاهتمام بالتحقيق حول روسيا، فإن ذلك التحول سيصبح أكثر صعوبة مع كل يوم".