تعليق:افاق انفراج ازمة مقاطعة قطر بعد تبادل غصن الزيتون

شهدت أزمة مقاطعة قطر بوادر انفراج خلال الأيام الأخيرة. حيث دعى أمير قطر إلى حل الأزمة من خلال الحوار. قبل ذلك، قامت السعودية وبقية الدول المقاطعة بتعديل قائمة المطالب من 13 مطلبا إلى 6 مطالب. كما أعربت عن رغبتها في حل الأزمة وديا، مايمكن اعتباره تبادل لغصن الزيتون. فهل تشهد أزمة مقاطعة قطر منعرجا ايجابيا خلال الأيام القادمة؟

قطر ترغب في حل الازمة من خلال الحوار

ألقى أمير قطر تميم في 21 يوليو الجاري، خطابا متلفزا اعرب فيه عن استعداد قطر للحوار مع الدول المقاطعة لحل الأزمة. وهو أول موقف لأمير قطر منذ اندلاع الأزمة.

لكن تميم أكد أيضا على أن حل الأزمة يجب أن ينبني على مبدئين اثنين. أولا احترام سيادة وارادة قطر، وثانيا مراعاة تعهدات ومطالب مختلف الأطراف. وحول قضية دعم قطر للإرهاب، اعترف تميم بوجود اختلاف بين الدول ذات الصلة في تعريف الإرهاب. لكنه في ذات الوقت عبر عن معارضته القوية لمختلف الأنشطة الإرهابية.

تنازل سعودي وتعديل في قائمة المطالب

اعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في وقت سابق عن تراجعها في الإلحاح على قائمة المطالب الثلاثة عشرة. وأعرب دبلوماسيون من الدول الأربعة في 18 يوليو الجاري عن رغبة بلدانهم في معالجة الأزمة بشكل ودي.

وتشير المصادر المطلعة إلى ان الدول الأربعة قد خفضت قائمة المطالب إلى 6 مطالب، بما في ذلك مقاومة الإرهاب والتطرف، وعدم تقديم التمويل أو اللجوء للمنظمات الإرهابية، ووقف خطاب الكراهية والعنف، عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، الامتثال للاتفاق الإطاري لمجلس التعاون الخليجي،واحترام مخرجات القمة الإسلامية الأمريكية.

وأبرز ماتم إلغائه من قائمة المطالب الأولى، هي المطالبة بإغلاق شبكة الجزيرة، وطرد الدعاة المتطرفين. كما لم تفرض الدول الأربعة جدولا زمنيا لتنفيذ هذه المطالب، وتميزت مواقفهم بأكثر مرونة.

ورأت مختلف وسائل الإعلام أن تعديل قائمة المطالب يعد مؤشرا ايجابيا لمعالجة أزمة قطع العلاقات. حيث قالت صحيفة "الواشنطن بوست" أن الدول الأربعة المقاطعة قد لجأت إلى هذا الخيار لمعالجة الأزمة في أسرع وقت ممكن. وقال موقع قناة الجزيرة أن تعديل قائمة المطالب يمثل "منعرجا لحل أزمة قطع العلاقات الخليجية".

"ذوبان الجليد" يحتاج مزيدا من الوقت

تعليقا على خطاب الأمير تميم، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أن على قطر الإختيار بين "وقف دعم الأرهاب" أو "الإستمرار" في ذلك.

في المقابل قالت سفيرة قطر بالأمم المتحدة أن تعديل الدول الأربعة لقائمة المطالب جاء تحت ضغط المجتمع الدولي، وليس مؤشرا صادقا.

ويرى محللون أن تعديل قائمة المطالب يعبر عن تلين موقف الدول المقاطعة، وإجراء يهدف لإستئناف المفاوضات. ورأوا بأن معالجة الأزمة تصب في مصلحة مختلف الأطراف.

ويعتقد المحللون بأن أزمة قطع العلاقات مع قطر لن تنتهي بسرعة.حيث شهدت قطر خلال تاريخ عدة انقلابات، وتأزم الوضع في الوقت الحالي من الممكن أن لايخدم مصالحها.أما بالنسبة للدول الأربعة، فإذا لم تلبي قطر مطالبهم، فقد يكون ذلك بذورا لولادة أزمة جديدة.

من جهة أخرى، يرى مدير المعهد الصيني للدراسات العربية بجامعة نينغشيا والخبير في قضايا الشرق الأوسط لي شاوشيان، أن مختلف أطراف الأزمة بصدد البحث عن منزل قدم للتراجع. لذلك من المستبعد أن تتطور الأزمة بإتجاه المواجهة في الوقت الحالي. لكن حتى وان تم معالجة الأزمة، فإن ماحدث قد ترك شرخا داخل مجلس التعاون الخليجي.