نيويورك 18 يوليو 2017 / عندما كان تشارلز لولين يدرس في كليته بولاية مينسوتا في الولايات المتحدة قبل 30 عاما، كانت الصينية تصنف مع اللغة العربية والسواحيلية والإيسلندية كلغة أقل شيوعا" في الولايات المتحدة.
لكن الآن، أصبحت أقدم لغة مكتوبة في العالم هي اللغة الثانية غير الانجليزية الأكثر شيوعا بعد الأسبانية في الولايات المتحدة مع أكثر من 2.1 مليون متحدث، وفقا لأخر استقصاء من قبل 24/7 وول ستريت، لشركة ديلاوار.
--الحمى الصينية تضرب التعليم الابتدائي والثانوي
وقال لولين، رئيس قسم دراسات شرق آسيا بجامعة فيرجينيا، في مقابلة حديثة مع وكالة ((شينخوا))، " الجانب الجديد الأهم في هذه الحمى الصينية أنها ضربت التعليم الابتدائي والثانوي".
وأوضح لولين المتخصص في الأدب الصيني الحديث " لأول مرة في جميع أنحاء العالم، رأيت تعليما صينيا في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.. أعتقد انه ما زال ينمو".
ونشرت أخر مقالة صينية للولين في الطبعة الرابعة من هوانشينغ 2017 أو مدينة الورد وهي مجلة نصف شهرية من أشهر مجلات الأدب في الصين. كانت المقالة تحت عنوان " الجاز والتعليم والثقافة لأمريكية" موقعة باسمه الصيني لوه فولين.
وتكشف الأرقام الحالية أن أكثر من 200 ألف طالب يدرسون بنشاط اللغة الصينية في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، مع توقعات بأن يدرسها المزيد. وقالت مؤسسة سترونغ الأمريكية-الصينية إنها تهدف إلى الوصول بعدد دارسي الصينية من الابتدائي إلى الثانوي إلى مليون بحلول عام 2020.
وعلى المستوى الجامعى، لاحظ لولين زيادة كبيرة في عدد دارسي اللغة الصينية بين الطلبة الأمريكيين غير أن هذا العدد تراجع في السنوات الأربع أو الخمس الماضية.
وقال " هذا ليس بسبب تغير موقفهم، لكنني أعتقد أنه ربما أن بعض الطلاب كانوا مهتمين في البداية بالصينية... ربما بالغوا في تقدير قدرتهم على تعلم هذه اللغة".
وتابع لولين " من المهم أن نتذكر أن الزيادة على المستوى الجامعي لا تزال أعلى بكثير مما كان قبل 20 عاما. بعبارة أخرى، الصينية الآن في معظم الجامعات، رقم 3 وأحيانا رقم 2 من حيث اللغات الأكثر استخداما بشكل واسع بعد الأسبانية والفرنسية. هذا الأمر غير مسبوق، لم يكن ذلك موجودا أثناء أيامي في الكلية".
مع ذلك، قال لولين إن دراسات اللغة الصينية في الولايات المتحدة لم تبدأ فجأة قبل 10 أو 20 عاما فقد كان هناك أساتذة للصينية في الجامعات الأمريكية منذ أواخر القرن التاسع عشر.
وبدأ تعليم اللغة الصينية في الولايات المتحدة في الخمسينات والستينات وأصبح الأقبال كبيرا على تعلم اللغة بعد أن بدأت الصين سياسة الاصلاح والانفتاح في أواخر السبعينات.
وقال لولين" مع نهاية القرن العشرين، برزت انجازات الصين بشكل لا يصدق وتطور نفوذها العالمي بشكل سريع. هذا بالطبع رفع من مستوى اللغة الصينية بشدة".
--تطبيقات تعليم الصينية تكمل التعليم التقليدي في الفصول الدراسية
ماري هوفمان، معلمة من بروكلين في نيويورك، شعرت ذات مرة بأن تعلم اللغة الصينية كان صعبا نظرا لعدم وجود متحدثين أصليين تمارس معهم اللهجة.
وقالت هوفمان لوكالة ((شينخوا)) مؤخرا في أعقاب انتهاء أول حصة لها في معهد الصين بمانهاتن السفلي بنيويورك " درست الأسبانية لأنني كنت أعمل في حي أسباني، واستطيع أن أجرى محادثة أساسية مع الوالدين الآن حول وظيفتهما، ومتأكدة إنني سأستغرق وقتا أطول مع اللغة الصينية، بسبب النغمات... هذا هو التحدي بالنسبة للأمريكيين".
وأضافت أن " الأمر سيكون أصعب إذا لم يكن لديك قدرة على الاستماع إليها مرات ومرات عندما تعود إلى منزلك، إنها ليست لغة يمكن أن تدرسها من كتاب بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الأسبانية أو أي لغة أخرى".
وأكدت هوفمان " الآن بمساعدة الكمبيوتر أصبح الأمر أسهل قليلا".
كانت تشير إلى موارد على الانترنت بما في ذلك تطبيقات الهاتف الذكي لتعليم الصينية التي ازدهرت على مر السنين. فالبحث بعبارة " تطبيقات تعليم اللغة الصينية" في محرك غوغل يثمر عن أكثر من 31مليون و700 ألف نتيجة.
وكتب سبورتو تشو، وهو محرر درس اللغة الصينية أكثر من 5 سنوات، في مقالة له بعنوان "أفضل 12 تطبيقا لتعليم اللغة الصينية على هاتفك الذكي أو حاسوبك اللوحي أن " تطبيقات الهاتف الذكي أداة مفيدة حقا ساعدتني على تعلم اللغة الصينية في المترو والمقهي".
وبرأيه، فإن أفضل التطبيقات لتعليم اللغة الصينية على سبيل المثال لا الحصر هي سكرتير " تعلم كيف تكتب الرموز الصينية"، وفليونت يو " حسن مستوى لغتك من خلال الانغماس في اللغة" والرئيس باو " صحيفة إلكترونية تم تبسيطها لاولئك الذين يتعلمون اللغة الصينية".
ويعتبر ويتشات، وهو تطبيق يحظى بشعبية كبيرة في الصين، واحدا من أفضل المنصات لمتعلمي اللغة الصينية للتفاعل مع متحدثين صينيين أصليين حيث يسمح للمستخدم بأن يتعرف على أشخاص جدد.
وقال تشين جين قوه، وهو معلم بمعهد الصين منذ أكثر من 20 عاما، " كل هذه موارد بسيطة ومتاحة أحدثت ثورة في التعليم التقليدي للصينية". وأضاف " مع تضمينها بمناهج، ستصبح فصولي أكثر إثارة للاهتمام وتفاعلا وانخراطا مع الطلاب المحليين".