تعليق: تحرير الموصل من سيطرة تنظيم " الدولة الاسلامية" .. نقطة تحول وليست نقطة النهاية

أعلن العراق عن استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم " الدولة الاسلامية" الذي سيطر عليها منتصف 2014، بالرغم من مواصلة الاشتباكات المتقطعة في بعض المناطق. وعقدت الحكومة العراقية بعد ظهر يوم 10 يوليو الجاري مراسم إحتفال قصيرة في مقر جهاز مكافحة الارهاب، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة: "أعلن من هنا وللعالم أجمع انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة، التي أعلنها تنظيم " الدولة الاسلامية" من هنا مدينة الموصل قبل 3 سنوات"، كما دعا العبادي الى الوحدة الوطنية ومواصلة مكافحة الارهاب لتحرير باقي المدن التي لا يزال يسيطر عليها المتطرفون.

وضع مكافحة الارهاب لا يزال خطيرا

يعتقد المحللون أن تحرير الموصل هي نقطة تحول هامة في الشرق الأوسط لكسب الحرب على الإرهاب، ولكن ليس نهاية الحرب. وأشار الجبوري خبير عسكري عراقي إلى أن تنظيم " الدولة الأسلامية " قد يعود من جديد بالرغم من الانتكاسات الخطيرة التي عانت منها العراق. حيث لا يزال التنظيم يسيطر على عدة مناطق في الجزء الغربي والشمالي الشرقي من العراق، بما في ذلك كركوك المدينة الغنية بالنفط والقريبة من الحويجة. وفي سوريا، يسيطر تنظيم " الدولةالاسلامية" على أجزاء كبيرة من الشرق والشمال الشرقي ، كما لا يزال فرع التنظيم حيا ونشط في مصر وليبيا واليمن أيضا. ويعتقد العامري المحلل السياسي العراقي أن تنظيم " الدولة الاسلامية " لن يستسلم بسرعة وإنما سيزيد من الهجمات في أوروبا وأماكن أخرى، حتى يبقى يذكر المجتمع الدولي بوجوده.

إعادة الإعمار مهمة شاقة

بعد هزيمة تنظيم " الدولة الإسلامية" وتحرير الموصل،تركز الحكومة العراقية في المرحلة المقبلة على إعادة الاعمار بعد الحرب في العراق. حيث تعاني حكومة العبادي من النقص المالي بسبب تراجع أسعار النفط خلال ثلاث سنوات متتالية. ويحتاج العراق الى 100 مليار دولار أمريكي لإعادة بناء المدن التي دمرتها الحرب، وتقدر قيمة تمويل إعادة بناء البنية التحتية في الموصل إلى مليار دولار أمريكي. وصرحت الامم المتحدة لوسائل الاعلام مؤخرا عن أن إعادة إعمار الموصل سيستمر لعدة سنوات.

الحكومة العراقية تواجه تحديات نزع فتيل الصراعات الطائفية

يعتقد صباح شيخ أستاذ علوم سياسية في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد أن الحكومة العراقية بحاجة إلى اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات مع السكان المحليين، بالاضافة الى التجديد الحضري وعودة المدنيين النازحين. والموصل هي في الغالب منطقة يسكنها أغلبية سنية بالاضافة الى أحياء متعددة الأعراق، وتشهد المنطقة تناقضات متزايدة مع الحكومة المركزية العراقية منذ نشوب الصراع الطائفي.

بعد تحرير الموصل، لا يزال الوضع في العراق يواجه تعقيدا. ويرى العامري أن الاحزاب السياسية ستبدأ الصراع على السلطة في الموصل قريبا، كما سيبرز خلال هذه العملية قضية استقلال المنطقة الكردية، ما قد يؤدي الى نشوب اضطرابات جديدة.

وخلال أيام القتال مع تنظيم " الدولة الاسلامية"، استعادت قوات مسلحة كوجو مناطق واسعة تحت ولاية الحكومة المركزية من سيطرة التنظيم، وأعلنت أنها ستجري استفتاء على الاستقلال في سبتمبر من هذا العام. وقال العامري، انه ينبغي على الحكومة العراقية والتحالف الدولي لمكافحة الارهاب وبعثة الأمم المتحدة مساعدة العراق على وضع استراتيجية طويلة الاجل، ومنح المنطقة الكردية وغيرها من المحافظات الاخرى المزيد من الحقوق والسلطات من أجل تحقيق المصالحة الوطنية في العراق.