تقرير:"لائحة شروط الزواج" تثير جدلا داخل المجتمع الصيني

14 يوليو 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ اثارت "لائحة شروط الزواج" جدلا واسعا داخل المجتمع الصيني مؤخرا. حيث يتجمع الآباء والأمهات في الحدائق العمومية لمساعدة أبنائهم على ايجاد شريك الحياة. لكن هذه الأنشطة لاتخلو من الحسابات المادية. حيث تحدد عدة عائلات شروط على مستوى بطاقة الإقامة المدنية والعقارات والدرجة العلمية والدخل والخلفية العائلية.

يعد الزواج في الصين شأنا أسريا بل قد يتعلق بكامل تفرعات العائلة وليس مجرد شأنا خاصا. وكلما كان الأولياء اكثر ثراء ومكانة اجتماعية، كان مستوى تحكم العائلة في زاوج الأبناء أكبر. لذلك يعتبر الزواج في العائلة الصينية ارتباطا بالأسرة وليس زواجا بين شريكين في الحياة فقط. وعادت ماتحرص العائلات الصينية القديمة على تزويج أبنائها من داخل نفس الطبقة الإجتماعية، وهذه التقاليد لاتزال لها تأثير إلى الآن.

مع تغير تركيب العائلة الصينية المعاصرة، وتقهقر تأثير العائلة، أصبح للأبناء هامشا أكبر في حرية اختيار شريك الحياة. ومع تقدم مستوى انفتاح المجتمع الصيني والتعليم وتحسن الوضع الإقتصادي، تراجع مستوى تدخل العائلة في زواج الأبناء. وفي هذه السنوات، بسبب المكانة الكبيرة التي تحظى بها العقارات في ثروة المجتمع الصيني، وجد الآباء أنفسهم مرة أخرى في موقع قوة، بفضل امتلاكهم للعقارات. ومن ثم عادت "لائحة شروط الزواج " من جديد إلى الوجود، واخذ الآباء من جديد سلطة القرار.

يشبه بعض مستخدمي الإنترنت ارتباط العائلات من خلال زواج الأبناء في المدن الكبرى، بإندماج شركتين تفوق قيمة أصولهما 10 ملايين يوان. وعندما يجد الآباء بأنهم أصبحوا غير قادرين على مراكمة ثروتهم من خلال جهدهم الشخصي، يلجؤون إلى الإحتياط من كل المخاطر التي قد تهدد ضياع ثروتهم.

عندما تتركز لائحة الشروط على العقارات وبطاقة الإقامة وغيرها من الشروط المادية، ينسى الآباء أن أهم شيء في الزواج هو العلاقة الزوجية بين جيل الأبناء. كما القلق المفرط على الثروة الإحساس بالأمن يشوه طبيعة "لائحة شروط الزواج". فأهم شيء في الزواج هو الحب والمسؤولية اللذان يتجاوزان الطبقات الإجتماعية والحدود. وهو مايدفعنا للتفكير في حلول لتجاوز هذه المفاهيم المشوهة للزواج.