تقرير اخباري : المحررون والمتحررون يحتفلون بعودة الموصل لحضن العراق

الموصل ، العراق 10 يوليو 2017 / احتفل افراد القوات العراقية الذين حرروا مدينة الموصل من سيطرة التنظيم المتطرف بعد قتال شرس وخاصة في الجانب الغربي للمدينة، كما احتفل اهالي الموصل بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم.

وبعد اعلان رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي تحرير مدينة الموصل وعودتها الى حضن الوطن، من المقر المتقدم لقوات جهاز مكافحة الارهاب بالمدينة القديمة وسط الجانب الغربي، تعالت اصوات الجنود بهتافات وطنية وهم يرفعون العلم العراقي ويرقصون ويتغنون بهذا النصر.

ورقص الجنود وهم يحملون بنادقهم ويرددون الاشعار الشعبية التي تمجد بطولات القوات العراقية بكل صنوفها ، فيما كانت الياتهم العسكرية مزينة بالعلم العراقي.

وقال العريف هيثم موحان عناد احد مقاتلي الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي "فرحتنا كبيرة بهذا الانتصار العظيم ، انا حاليا اشعر باني اطير من الفرحة"، مضيفا "انه لنصر كبير جدا كما وصفه رئيس الوزراء حيدر العبادي، انه يوم الخلاص من تنظيم داعش الارهابي الذي اجرم بحق العراقيين".

اما المقاتل حيدر جليب صيوان من قوات مكافحة الارهاب فقال وهو يلوح بالعلم العراقي فوق عجلته الهمفي ذات اللون الاسود "اليوم فرحة لكل العراقيين بصورة عامة، ولاهل الموصل بصورة خاصة، لانهم اصبحوا احرارا في مدينتهم وعادت الحياة الى طبيعتها في هذه المدينة المهمة لكل العراقيين".

واعرب عن فخره واعتزازه بمشاركته بمعارك استعادة الموصل في جانبيها الشرقي والغربي قائلا "انا فخور جدا لكوني شاركت بجميع معارك تحرير الموصل في الجانبين الشرقي والغربي، واشعر بالسعادة لاني ساهمت في اعادة الحرية لابناء مدينة الموصل العزيزة، وفرحتى الكبرى هي بعودة الموصل الى العراق وشعبه".

بدوره قال النقيب امجد حسين من قوات الشرطة الاتحادية "انها فرحة لاتوصف ، شعوري بالفخر لاني شاركت بمعارك استعادة الموصل، وكمواطن اشعر بالسرور بتحرير ارض عراقية مغتصبة من قبل تنظيم متطرف قتل العراقيين وقيد حرياتهم".

واشار الى ان الفرحة العراقية ستكتمل خلال الاسابيع المقبلة عندما تبدا القوات العراقية عملياتها لاستعادة ما تبقى من مدن تحت سيطرة التنظيم المتطرف وخاصة تلعفر والحويجة والقائم وعنه وراوه

الى ذلك قال الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي ابرز قادة قوات جهاز مكافحة الارهاب "كنت واثقا من النصر ، كما كان تنظيم داعش واثقا من الهزيمة وقد عملنا من اجل الحفاظ على ارواح المدنيين"، مضيفا "النصر تحقق منذ فترة زمينة لكن اعلانه تم اليوم".

وأضاف القائد العسكري الذي اكتسب شهرة بين العراقيين كونه يتواجد دائما مع الجنود على خطوط المواجهة"ان القوات العراقية كانت الخط الامامي ضد التنظيم المتطرف، وانتصارها عليه سوف ينعكس بصورة ايجابية على كل دول العالم ، وعلى العالم ان يقدر التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة العراقية".

بدورها اعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة القاء ثلاثة ملايين علم عراقي مطرز على خارطة مدينة الموصل، فوق احياء المدينة بجانبيها الشرقي الغربي، احتفالا بالنصر الذي تحقق على تنظيم داعش الارهابي.

وقالت في بيان لها "في مشهد وطني بدت فيه ان سماء الموصل أمطرت اعلاما عراقية ابتهاجا بعودتها كاملة الى حضن العراق، وبمناسبة اعلان بيان تحرير مدينة الموصل الحدباء العزيزة، وتزامنا مع خطاب النصر، باشرت مفرزة العمليات النفسية الجوية بإلقاء ثلاثة ملايين علم عراقي مطرز على خارطة الموصل التي تحررت بالكامل".

ودعت القوات المشتركة ابناء الشعب العراقي الى الاحتفال بهذا النصر بطريقة حضارية وكل حسب ما يراه ، وعدم اطلاق النار في الهواء لان ذلك قد يؤدي الى سقوط قتلى وجرحى

من جهة اخرى قال الدكتور محمد احسان من اهالي الموصل "اليوم هو يوم عظيم في تاريخ الموصل، لاننا تخلصنا من اعتى تنظيم ارهابي ، انا اصف هذا اليوم بانه افضل من يوم الخروج من سجن الباستيل ، فالثلاث سنوات التي قضاها اهالي الموصل تحت سيطرة التنظيم الارهابي اصعب واقسى من العشرين سنة في سجن الباستيل".

وتابع "الموصل مدينة عريقة واهلها يحبون الحياة وفرحتهم اليوم كبيرة وسوف ينطلقون سريعا لازالة مخلفات الحرب التي تسبب بها هذا التنظيم المتطرف، علينا ان نتعاون جميعا مع القوات الامنية حتى لاتعود هذه الفترة المظلة والقاسية مرة اخرى".

اما انس الموصلي فقال "ابارك لكل عراقي شريف غيور هذا الانتصار العظيم الذي سيخلده التاريخ وسيكتب بماء الذهب عن بطولات ابطالنا الشجعان بكل الصنوف وكافة التشكيلات".

واوضح انه قرر مع مجموعة من اصدقائه مواصلة الاحتفالات بهذه المناسبة لمدة اسبوع ، مبينا ان مجموعته بدأت منذ اليوم وخاصة في المساء الذهاب الى ساحة الاحتفالات وهم يرفعون العلم العراقي ويرددون الاغاني الوطنية، مشيرا الى انهم سوف يقدمون الزهور للقوات الامنية بهذه المناسبة.

يذكر ان تنظيم داعش الارهابي سيطر على مدينة الموصل لمدة 1124 يوما واستغرقت معارك استعادة المدينة بالكامل ما يقارب تسعة اشهر.

وتشير الارقام التقريبة التي نشرتها بعض المنظمات المختصة الى ان نحو 20الف مدني قتلوا في مدينة الموصل واصيب اكثر من 60 الف بجروح 30 بالمائة منهم فقدوا اطرافهم، فضلا عن تدمير 63 مسجدا وكنسية اغلبها تاريخية، وتدمير 212 معملا وورشة و29 فندقا وتسع مستشفيات و76 مركزا صحيا وتدمير جسور المدينة الخمسة، و تدمير 308 مدارس و12 معهدا وجامعة الموصل وكلياتها، وادت الحرب الى نزوح نحو مليون مواطن من الموصل.

يشار الى ان الامم المتحدة اعلنت ان اكثر من 5500 منزل في المدينة القديمة لوحدها دمرت، مبينة ان اعادة الاعمار في الموصل تحتاج الى مليارات الدولارات.

وكان العبادي أعلن عصر اليوم تحرير مدينة الموصل بالكامل على يد القوات العراقية من قبضة تنظيم "داعش" وقال في كلمة للشعب العراقي "إن النصر في الموصل تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي، ومن حق العراقيين الافتخار بهذا الإنجاز" مضيفا "أعلن من هنا وللعالم أجمع انتهاء وفشل وانهيار دويلة الخرافة، التي أعلنها الداعش ، من هنا قبل ثلاث سنوات".

وقررت الحكومة العراقية اعتبار يوم غد الثلاثاء عطلة رسمية لجميع الموظفين بمناسبة النصر والقضاء على تنظيم داعش الارهابي .