4 يوليو 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تمتلك أشهر لعبة إلكترونية هاتفية صينية "ملك المجد" (《王者荣耀》King of Glory)التابعة لشركة تنسنت 200 مليون مستخدم، وأكثر من 50 مليون مستخدم نشط يوميا. ويصنفها جهاز مستقل على أنها "أضخم لعبة الكترونية هاتفية ايراداتا في العالم"، ويرى المهنيون بأن هذه اللعبة قد سجلت رقما قياسيا في تاريخ الألعاب الإلكترونية الهاتفية في الصين.
في الوقت الذي حققت فيه "ملك المجد" أرقاما قياسية غير مسبوقة في تاريخ الألعاب الهاتفية، صاحب ذلك جدلا لم ينته. حيث تحولت إلى مصدر ادمان كبير لغير البالغين، الذين يستنفذون الكثير من الوقت والأموال في اللعب، مايؤثر بشكل خطير على نتائجهم الدراسية. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن قرابة 57% من عدد المسجلين هم غير البالغين، مايمثل 114 مليون شخص.
في هذا الصدد، أعلنت شركة تنسنت أمس عن عزمها تطبيق التدابير الأكثر صرامة في مكافحة الإدمان في تاريخ الألعاب الإلكترونية في الصين، بدءا من 4 يوليو الجاري. وقالت بأن "ملك المجد" ستكون أول الألعاب التي سيطبق عليها هذه التدابير. حيث ستضح قيودا على مدة اللعب اليومية بالنسبة لغير البالغين، وتعزز نظام التسجيل الحقيقي.
وحسب ما ورد، ستسمح تنسنت للأطفال الذين لم يبلغوا سن الـ12 بعد، بساعة واحدة من اللعب يوميا. كما تستعد لإيقاف عمليات التسجيل والدخول بعد الساعة التاسعة ليلا؛ وستسمح الشركة لغير البالغين الذين تزيد أعمارهم عن سن الـ12 عاما، بساعتين يوميا فقط، وكل من يتجاوز الوقت المحدد، تقوم اللعبة بإجباره على الخروج.
من جهة أخرى، تعتزم لعبة "ملك المجد" وضع سقف انفاقي لغير البالغين، للحد من الإنفاق غير العقلاني. وفتح نافذة للأولياء لمراقبة أبنائهم، حيث تتيح هذه النافذة للأولياء تتبع عمليات الدخول والشحن التي يقوم بها أبنائهم.
"حظيت لعبة "ملك المجد" بإقبال واسع منذ طرحها. لكننا إنتبهنا إلى أن ضعف التحكم الذاتي وعدم عقلانية توزيع أوقات اللعب عند غير البالغين، يمكن أن تؤثر على دراستهم وحياتهم." يقول المسؤول على لعبة "ملك المجد" بشركة تنسنت، ويضيف "ان الإدمان على الألعاب ليس أمرا جيدا، سواءا بالنسبة للأبناء أو الآباء. ولذلك أردنا أن نطرح جملة من التدابير الصارمة."
يرى الأستاذ المساعد بجامعة السياسة والقانون ببكين تشو واي، ان إدمان غير البالغين على الألعاب بات يمثل مشكلة اجتماعية كبيرة، وان تنسنت بصفتها شركة كبرى، تتحمل مسؤولية اخلاقية تجاه هذه الظاهرة.
يرى خبير الإنترنت وانغ يوي، ان بيئة نمو الأطفال تحتاج إلى تضامن مختلف الجهود، ولايمكن أن نرمي المسؤولية على الشركات وحدها. بل على الأولياء تحمل مسؤولية الإرشاد والتوجيه لضمان حياة صحية لأبنائهم.
أما استاذ الإعلام بجامعة بكين هويونغ زي، فيرى بأن هذه الإجراءات لن تعالج المشكلة من جذورها. وأشار إلى ضرورة الإنتباه إلى تساوي أهمية اللعب والتواصل والدراسة في حياة الأطفال. وقال أن الألعاب رغم أنها تحمل أضرارا واقعية للعديد من الأطفال، لكن يجب عدم المبالغة في "تشويهها". وأضاف بأنه من الواجب الإهتمام بالواقع الإجتماعي والتعليمي الذي يكمن في خلفية هذه الظاهرة.