ظهر مبني رائع على نهر ساساندرا غربي كوت ديفوار على بعد 400 كم من العاصمة الاقتصادية أبيدجان.
وأقيمت قبل نحو أسبوع مراسم بمناسبة بدء توليد الكهرباء بمحطة سوبري للطاقة الكهرومائية التي بنتها شركة صينية بسعة 275 ميغا وات.
وانتهت عملية البناء التي بدأت في عام 2013 قبل الموعد المحدد بـ8 أشهر في " معجزة صينية" جديدة.
وقال كواديو ألفونسي وهو طوبوغرافي يبلغ من العمر 31 عاما ولديه 3 أطفال، " هذه هي السنة الرابعة لي في مشروع المحطة الكهرومائية وإنني أقدر بالفعل فرصة العمل هذه".
وأضاف " زملائي الصينيون علموني مهارات عملية وتعلمت منهم روح الاجتهاد في العمل. هذا درس مهم جدا سيفيدني طوال حياتي".
وكما يقول القول الصيني المأثور الماء البعيد لا يطفئ النار والجار القريب خير من ابن العم البعيد. والآن يفهم ألفونسي ذلك أكثر من أي وقت مضى.
وفي يوليو من العام الماضي، اندلعت النيران في منزل ألفونسي وحوصر جميع أفراد أسرته في بحر من اللهب. ويتذكر قائلا " زملائي الصينيون ساعدوني على سحبهم من الحريق وإخماد النيران".
وأضاف والدموع تنهمر من عينيه " نظمت الشركة حدثا لجمع الأموال لي. هذه المساعدة ساعدتني على تجاوز المحنة وبدء حياة جديدة".
وعلى بعد 20 كم من وسط مدينة سوبري تقع قرية إعادة التوطين كومايكرو التي تستوعب نحو 500 ساكن من منطقة المحمية.
وقال القروي مارتن كاوكو " الحكومة المحلية أعطتنا منزلا وبدل سكن. وقد انتقلنا إلى هناك في بداية هذا العام".
وأضاف " منزلي مكون من 3 حجرات نوم وغرفة معيشة. لم أكن أتخيل أنني سأعيش في مثل هذا المكان الكبير والجميل".
وقال عمدة سوبري تراوري لاسنا إن ما يقرب من 3 آلاف شخص أعيد توطينهم بسبب بناء محطة سوبري للطاقة الكرومائية كومايكرو أحدهم.
وتابع العمدة قوله إنها مهمة مهمة وملحة أن تساعد المهاجرين على تعزيز قدراتهم على المعيشة بالإضافة إلى الدعم من الحكومة.
وقال كواكو "إنني أخطط لشراء البذور وآلات الزراعة ببدل السكن لأبدأ الزراعة".
وأضاف " أود أن أشكر الصين على تعاونها مع كوت ديفوار ببناء محطة الطاقة الكهرومائية لبلدتي، وبناء هذا المكان الجميل لنا".
وجاءت سكرتيرة قسم التكنولوجيا لمشروع مارلين كواديو إلى سوبري في عام 2014 فور تخرجها من جامعة بويجني الايفوارية.
وتذكرت " عندما وصلت إلى هنا لأول مرة شعرت بالإحباط قليلا بسبب حاجز اللغة بيني وبين العمال الصينيين".
لكن مع مرور الوقت بدأت تكتشف أن جميع زملائها يتمتعون باللطف وسعداء بصداقتها. وقالت " في عام 2015، دعوني للاحتفال معهم بالعام القمري الصيني الجديد. وتناولت الدمبلينغ الصيني وكان طعمه رائعا".
وبعد اكتمال بناء المشروع وبدء التشغيل سيعود العديد من زملاء كواديو إلي الصين في خلال شهرين.
وقالت " أشعر بالحزن لأنهم سيذهبون". واستطردت " سوف ندير محطة سوبري للطاقة الكهرومائية كمالك جديد وسنخدم الأعمال ونفيد الناس بالتكنولوجيا والروح التي تعلمناها من الصينيين خلال السنوات الثلاث الماضية".