خامساً، العمل بنشاط
ظلت الحكومة الصينية تولي اهتماما بالغا للتعاون البحري مع البلدان المعنية، وتعزز الاتصال الاستراتيجي معها، وتبني منصة للتعاون، وتنفذ مجموعة من مشاريع التعاون، حيث شهد التعاون تقدماً سلساً بشكل عام.
الإرشاد والدفع من قبل القادة الرفيعي المستوى. وقعت الحكومة الصينية اتفاقيات ومذكرات وبيانات مشتركة حكومية للتعاون البحري مع تايلاند وماليزيا وكمبوديا والهند وباكستان ومالديف وجنوب أفريقيا وغيرها بحضور قادة الصين والدول المعنية، وعلاوة على ذلك، عملت الحكومة الصينية أيضاً على الالتحام الاستراتيجي مع كثير من البلدان على طريق الحرير البحري، وأقامت شراكة للتعاون البحري على نطاق واسع.
بناء منصات تعاون. في ظل منظمة الأبيك وسلسلة مؤتمرات القادة لتعاون شرق آسيا وإطار التعاون بين الصين والآسيان وغيرها من الآليات، أسست الحكومة الصينية آليات للتعاون تشمل منتدى الاقتصاد الأزرق وندوة حماية البيئة البحرية ومنتدى التشاور حول الشؤون البحرية والآخر للتعاون البحري ومركز التعاون البحري بين الصين والآسيان ومنصة التعاون البحري بشرق آسيا وغيرها. واستضافت تباعاً سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي موضوعها طريق الحرير البحري للقرن الـ21، بما فيها معرض طريق الحرير البحري للقرن الـ21 والمهرجان الفني الدولي لطريق الحرير البحري والمنتدى العالمي لثقافة مازو البحرية، الأمر الذي أدى دوراً هاماً في تعزيز التفاهم وبلورة التوافق وتعميق التعاون البحري.
زيادة استثمار الأموال. بفضل التخطيط الموحد للموارد الداخلية، أسست الحكومة الصينية صندوقين الأول للتعاون البحري بين الصين والآسيان والآخر للتعاون البحري بين الصين وإندونيسيا، كما نفذت ((البرنامج الإطاري للتعاون الدولي في بحر الصين الجنوبي والبحار المحيطة به((. وجدير بالذكر أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير قد قدما الدعم المالي للمشروعات العملاقة الخاصة بالتعاون البحري.
دفع الالتحام بين الداخل والخارج قدماً. تشجع الحكومة الصينية المناطق الاقتصادية المطلة على بحر بوهاي والواقعة على دلتا نهر اليانغتسي والضفة الغربية لمضيق تايوان ودلتا نهر اللؤلؤ وغيرها والمدن المينائية الساحلية على إظهار مزاياها المحلية وزيادة قوة انفتاحها لتعميق التعاون العملي مع البلدان على طريق الحرير البحري. وتدعم بناء منطقة محورية خاصة بطريق الحرير البحري للقرن الـ21بمقاطعة فوجيان ومنطقة نموذجية لتنمية الاقتصاد البحري بمقاطعة تشجيانغ ومنطقة تجريبية للاقتصاد الأزرق عبر المضيق بمقاطعة فوجيان ومنطقة جديدة بحرية بجزر تشوشان، كما تزيد من قوة تنمية وانفتاح جزيرة السياحة الدولية بمقاطعة هاينان. وتدفع أيضاً عجلة بناء مدن نموذجية للتنمية الابتكارية للاقتصاد البحري، وإطلاق بناء مناطق نموذجية لتنمية الاقتصاد البحري فيها.
إنجاح تنفيذ المشاريع فعلياً. يجرى العمل على قدم وساق في بناء حديقة ملقا الصناعية المطلة على البحر بماليزيا. وأُنجز العمل في رفع القدرة التشغيلية بميناء غوادر في باكستان، إلى جانب دفع أعمال بناء منطقة التجارة الحرة واجتذاب رجال الأعمال إلى الميناء بخطوات ثابتة. وشهد التطوير الشامل والمتكامل بطراز "ميناء + حديقة صناعية + مدينة" في ميناء كياوكبيو بميانمار تقدماً ملحوظاً. ويسير العمل على ما يرام في بناء مدينة كولومبو المينائية والمرحلة الثانية من مشروع ميناء هامبانتوتا بسريلانكا. وأُنجز تشييد سكة حديدية بين أثيوبيا وجيبوتي وبدأ تشغيلها فعلياً، كما ستدخل سكة حديدية بين مدينتي مومباسا ونيروبي في كينيا طور التشغيل عما قريب. وتم بناء ميناء بيرايفث اليوناني لتحويله إلى ميناء محوري هام للعبور. ويُدفَع تنفيذ مشروع تعاون بين الصين وهولندا لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح البحرية، ومشروعات تعاون بين الصين وكل من إندونيسيا وقازاقستان وإيران لتحلية مياه البحر. وارتفع مستوى التواصل والترابط لشبكة الاتصالات تحت البحر إلى حد كبير، ودخلت كابلات الألياف الضوئية المباشرة تحت البحر (APG) التي تغطي منطقة آسيا والباسفيك طور التشغيل الرسمي. وشوهدت إنجازات ملحوظة في بناء حدائق صناعية ومناطق اقتصادية خارج الصين مثل "حديقتين توأمتين بالبلدين" في تشينتشو الصينية وكوانتان الماليزية، ومنطقة ميناء سيهانوك الاقتصادية الخاصة الكمبودية ومنطقة السويس المصرية للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وتطلعاً إلى المستقبل، فإن الحكومة الصينية مستعدة للعمل بثقة وإخلاص مع مختلف البلدان على طول طريق الحرير البحري لدفع التعاون البحري في بناء "الحزام والطريق"، ومشاركتها في اغتنام الفرص ومواجهة التحديات والسعي للتنمية والعمل، والحرص على البحار المشتركة، وحماية الديار الزرقاء، ودفع تحقيقخطة طموحة لطريق الحرير البحري للقرن الـ21 بجهود مشتركة.