بكين 20 يونيو 2017 /ساد جو من التفاؤل بعد الجولة الأولى من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) التي عقدت أمس الاثنين، حيث وضع الجانبان جدولا زمنيا مبدئيا وخريطة المفاوضات المستقبلية.
غير أن الشكوك مازالت باقية بسبب الخلافات بين الجانبين والموعد النهائي الضاغط.
ثلاث أولويات للتفاوض من اجل انسحاب ملائم
بعد جولة الاثنين التي دامت سبع ساعات، وصف كبير مفاوضي الاتحاد ميشال بارنييه اللقاء بالمفيد لانطلاق مفاوضات إيجابية في ظل ضيق الوقت."
وصرح بارنييه في مؤتمر صحفي الاثنين " إن اتفاقية عادلة أمر ممكن وأفضل بكثير من لا اتفاقية".
وعلى نحو مشابه، قال وزير بريكست البريطاني ديفيد ديفيس إنه "المنهج البناء الذي اتخذه كلا الجانبين كان مشجعا."
واتفق الجانبان على التركيز أولا على ثلاث أولويات رئيسية هي قضية حقوق مواطني الاتحاد في بريطانيا واتفاقيات ترسيم الحدود بين بريطانيا وأيرلندا والثمن الذي ستدفعه بريطانيا للخروج من الاتحاد بعد 44 عاما من العضوية.
وسيعقد الجانبان جولة مفاوضات تستمر أسبوعا كل شهر، ستراجع خلالها مجموعتي التفاوض المباديء الخاصة بكل منها. وستستخدم الزمن الفاصل بينها للعمل على مقترحات وتبادل الآراء بشأنها.
كما حدد بارنييه إطارا زمنيا للمفاوضات من مرحلتين لضمان الانسحاب المنظم لبريطانيا ما سيحدد معالم مستقبل العلاقات بين الجانبين وبخاصة التجارية في المرحلة الثانية.
وفي المرحلة الأولى، سيتعامل الجانبان مع القضايا الأكثر إلحاحا لتبديد الشكوك الناتجة عن بريكست ومنها حقوق المواطنين والتسوية المالية والقضايا الأخرى الناجمة عن الخروج."
وفي المرحلة الثانية، قال بارنييه " عازمون على بناء شراكة مستقبلية. كما نتفق على كيفية بناء أدواتنا."
الخلافات تصعب التوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي
لكن بريطانيا رفضت إجراء المفاوضات على مرحلتين وأصرت على أن المحادثات بشأن العلاقات التجارية ينبغي أن تتم "بالتوازي." ومن غير المعلوم حتى الآن ما اذا كانت مفاوضات الخروج المستقبلية ستجرى وفقا للجدول الزمني الأولى أم لا.
وفيما يتعلق بالعلاقة المستقبلية مع الاتحاد، قال ديفيس إن بريطانيا لم تغير موقفها مؤكدا على ان بلادها ستنسحب من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي وهو السبيل الوحيد للسماح لبريطانيا لتطوير اتفاقيات تجارة حرة مع الدول غير الأعضاء بالاتحاد.
تأتي جولة المفاوضات الاولى بعد ثلاثة أشهر من إطلاق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي العد التنازلي الذي يستمر عامين لانسحاب بلادها من الاتحاد في 29 مارس.
وانطلقت محادثات بريكست في النهاية بمقر المفوضية الاوروبية ببروكسل بعد نحو عام على الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا في 23 يونيو 2016 على الخروج من الاتحاد.
وذلك يعني أن 29 مارس 2019 ربما يكون موعدا نهائي ضيقا للجانبين لاختتام مفاوضات الانفصال. نظرا لأن كل مفاوضات الخروج ستجرى بحلول أكتوبر 2018 لضمان الانتقال فيما يتعلق بالخروج.
وعلاوة على تعقد موقف بريطانيا السياسي حاليا في ظل خسارة ماي لأغلبية حزبها المحافظين في البرلمان بعد انتخابات مبكرة، ما أثار انتقادات واسعة لقيادتها ومخاوف بشأن بقاء ماي وحكومتها في السلطة.
وشدد دافيس على أن بريطانيا ستمنح اليقين في أقرب وقت ممكن لمواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا وللبريطانيين في الاتحاد، كأساس مشترك للجانبين.
وقال إن ماي ستنشر وثيقة مفصلة تحدد إطار منهج بريطانيا فيما يتعلق بحماية حقوق المواطنين خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد يومي الخميس والجمعة، وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك "سيضع أساسا صائبا يمكن عن طريقه التوصل لاتفاق."