دمشق 18 مايو 2017 / لقي ما لا يقل عن 59 شخصا مصرعهم اليوم (الخميس) في ارياف حماة (وسط سوريا) ودرعا (جنوب سوريا) ودير الزور (شرقا) في هجوم شنه تنظيمي (داعش) و (جبهة النصرة) المرتبط بتنظيم القاعدة، بالتزامن مع بدء خروج أخر دفعة من مسلحي حي الوعر بمدينة حمص (وسط سوريا) ، بحسب الاعلام الرسمي السوري.
وقتل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اليوم أكثر من 52 شخصا بينهم 15 طفلا، من أهالي قرية عقارب الصافية شرق مدينة سلمية بريف محافظة حماة (وسط سوريا) ، بنحو 17 كلم، بحسب وكالة الانباء السورية (سانا).
وأفادت وكالة (سانا) بأن " تنظيم (داعش) الإرهابي ارتكب مجزرة بحق الأهالي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى في قرية عقارب الصافية شرق مدينة سلمية بنحو 17 كلم ".
وذكرت الوكالة أن مجموعات إرهابية من تنظيم (داعش) هاجمت بأعداد كبيرة الأهالي في قرية عقارب الصافية فجر اليوم واقتحمت عددا من المنازل المنتشرة على الأطراف الجنوبية للقرية قبل أن تتدخل وحدات الجيش والقوات المسلحة ومجموعات الدفاع الشعبية وتمنعهم من الدخول إلى وسط القرية.
من جانبه، أكد مدير مستشفى سلمية الوطني الدكتور نوفل سفر " وصول المزيد من جثامين الشهداء بعد ظهر اليوم إلى المستشفى" ، مبينا أن " عدد الجثامين بلغ 52 بينهم 15 طفلا من 3 سنوات إلى 13 سنة " ، مشيرا إلى أن عدد الجرحى الذين استقبلهم المستشفى من قرية عقارب الصافية زاد على 100 جريح أغلبهم من الأطفال والنساء.
وكان مصدر طبي في مديرية صحة حماة ذكر في وقت سابق إنه وصلت إلى مستشفى سلمية الوطني جثامين 20 قتلا بين نساء وأطفال تم نقلهم من قرية عقارب الصافية ، مبينا أن أغلبية الجثث مقطعة الرؤوس والأطراف حيث قام إرهابيو تنظيم (داعش) بالتنكيل بجثثهم.
ولفت المصدر إلى أنه تم إسعاف 40 جريحا إلى مستشفى سلمية الوطني و5 جرحى إلى مستشفيات مدينة حماة من القرية حيث يتم تقديم الخدمات العلاجية والصحية اللازمة لهم.
ويشار إلى أن تنظيم (داعش) شن فجر اليوم (الخميس) هجوما عنيفا على قرية عقارب من جهة قرى قليب الثور وأبو حنايا والحردانة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع حامية البلدة، والتي تمكن من خلالها عدد من قناصي "داعش" التسلل إلى مدرسة في الحي الشرقي بالقرية، والذي سهّل دخول عدد من مسلحي التنظيم وارتكاب مجزرة بحق المدنيين لم يعرف عدد ضحاياها حتى الآن نتيجة استمرار الاشتباكات.
وأفاد مصدر ميداني لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق بأن الجيش السوري تمكن من استيعاب الهجوم بعد وصول المؤازرات إلى قرية عقارب والتي بدأت عملية استعادة الحي الذي تسلل إليه مسلحو داعش، حيث مازالت قوات الجيش والدفاع الوطني تخوض أعنف الاشتباكات مع التنظيم الذي استقدم تعزيزات من قرية عقيربات أحد أكبر معاقله في ريف حماة الشرقي.
وتقع قرية عقارب الصافية على أطراف بادية مدينة سلمية حيث تنتشر في القرى المجاورة لها مجموعات إرهابية من تنظيم (داعش) تهاجم الأهالي وتسطو على منازلهم وترتكب المجازر بحقهم.
وفي سياق متصل، لقي 3 اشخاص مصرعهم نتيجة قصف تنظيم (داعش) بالقذائف الصاروخية حي القصور السكني في مدينة دير الزور (شرق البلاد ) وفقا لوكالة (سانا).
وأوضح مدير الصحة بدير الزور الدكتور عبد النجم العبيد أن اثنين من الجرحى أطفال بحالة حرجة حيث تم إجراء تدخل جراحي لهما في البطن فيما تم تقديم الإسعاف اللازم للمصاب الثالث.
وفي خرق جديد لمذكرة مناطق تخفيف التوتر في سوريا لقي 4 أطفال وإصابة عدد من المواطنين بينهم 13 طفلا نتيجة اعتداء مجموعات مسلحة بقذيفتين على حي الكاشف بمدينة درعا ( جنوب سوريا ) .
وذكر مصدر طبى في مشفى درعا الوطني في تصريح لوكالة (سانا) أن " من بين الجرحى الذين نقلتهم سيارات الاسعاف إلى المشفى 13 طفلا مصابا بجروح متنوعة في حين استشهد 4 أطفال متأثرين بإصاباتهم البليغة " ، لافتا إلى أن الطواقم الطبية تعمل بكل طاقتها لتقديم العلاجات اللازمة للجرحى " .
وفي سياق آخر، بدأت مساء اليوم عملية خروج الدفعة الأخيرة من مسلحي حي الوعر وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة تمهيدا لإنهاء المظاهر المسلحة في الحي وإعلان مدنية حمص خالية من السلاح والمسلحين.
ونقلت وكالة (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إن " عملية إخلاء الدفعة الأخيرة من المسلحين في حي الوعر مستمرة وهي في أيامها الأخيرة ومن المتوقع اليوم خروج 300 شخص بينهم نحو 70 مسلحا إلى الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي".
وبين المحافظ أن عملية الإخلاء " ستستمر يومي الجمعة والسبت القادمين حيث من المتوقع خروج نحو 600 مسلح بعدد إجمالي مع عائلاتهم يصل إلى 2500 شخص عبر قافلتين إلى جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي وإدلب (شمال غرب سوريا ) " .
ولفت محافظ حمص إلى أن " يوم السبت القادم هو الموعد النهائي لتنفيذ اتفاق الوعر حيث ستدخل وحدات قوى الأمن الداخلي يوم الأحد لحفظ الأمن داخل الحي وبالتوازي تدخل ورشات الصيانة للمباشرة بعملية التأهيل والإصلاح داخل الحي علما انها بدأت منذ أيام بعملية تأهيل الطرق المؤدية إلى الحي " .
وأشار المحافظ إلى " وجود تواصل منذ أكثر من عام مع لجان في ريف حمص الشمالي من أجل عملية المصالحة والتسوية والاتصالات والحوارات كثفت بالفترة الأخيرة ومن المتوقع حصول خطوات جديدة بهذا المجال بعد انتهاء تنفيذ اتفاق حي الوعر " .
وخرج من حي الوعر 2613 شخصا من بينهم أكثر من 460 مسلحا يوم (الثلاثاء) باتجاه إدلب وذلك بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري والشرطة العسكرية الروسية وقوى الأمن الداخلي وبالتوازي مع خروج المسلحين قامت الجهات المعنية بتسوية أوضاع 428 شخصا من الحي في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة.
يذكر أن حي الوعر غرب مدينة حمص ، هو حي مترامي الأطراف ، وتشير الاحصاءات السابقة الى ان حي الوعر كان موطنا لـ 300 الف شخص قبل اندلاع الحرب التي دامت ست سنوات في سوريا وانخفض العدد الى 75 الفا الذين بقوا في تلك المنطقة التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2014.