غزة 14 مايو 2017 /يتلقى الشاب مهند عامر دورة متخصصة في تعليم طهي وجبات الطعام الشرقية والغربية هذه الأيام سعيا لأن تتوفر له فرصة عمل في أحد مطاعم قطاع غزة المنهك اقتصاديا.
ويقول عامر في منتصف العشرينيات من عمره لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه لجأ إلى التسجيل لدى مركز (سمايل كتشن) المحلي في غزة لتعلم أساسيات الطهي ومهاراته لإتقان هذا المجال.
ويشير عامر إلى أنه فضل الالتحاق بالمركز المذكور بديلا عن التدريب العملي الذي سيستغرق منه وقتا وجهدا أطول، وحتى يضمن الحصول على عائد مالي جيد يناسب إمكانياته فور الالتحاق بوظيفة عمل.
ويعد مركز (سمايل كتشن) الذي افتتح قبل نحو عام في غزة، المشروع الأول من نوعه لتعليم فنون الطهي في القطاع متيحا المجال أمام العاطلين عن العمل لافتتاح مشاريع طعام خاصة بهم، أو للعثور على فرصة عمل في المطاعم المحلية.
كما أن المركز يحظى بإقبال ربات منازل يستهدفن تطوير إمكانياتهن في مجال طهي وجبات الطعام.
وتقول إحدى هؤلاء واسمها فاطمة لـ ((شينخوا))، إنها تزوجت حديثا واستهدفت من التحاقها بالمركز تطوير قدراتها في مجال إعداد الحلويات على أنواعها المختلفة كونها مفضلة كثيرا لدى زوجها.
وبادر إلى إطلاق فكرة المركز التدريبي الشابة نور ناجي (27 عاما) التي تقول إن الفكرة راودتها منذ ثلاثة أعوام عندما فتشت عن مركز تحصل من خلاله على دورة في مجال طهي الطعام في قطاع غزة ولم تجد.
وتوضح نور لـ((شينخوا))، أنها افتتحت مشروعها بأدوات وإمكانيات بسيطة وعملت تدريجيا على تطويره مستفيدة من إقبال وصفته بالجيد جدا من الراغبين في تلقي دورات متخصصة في أسس طهي الطعام.
وتشير إلى أن المركز حصل لاحقا على ترخيص من وزارة العمل في قطاع غزة كأول مركز متخصص في مجال دورات تدريب في طهي الطعام وأعداد الحلويات بأنواعها المختلفة.
وتوضح أن المتقدمين للدورات يتوزعون بين نحو 30 في المائة ربات منازل، والباقي من فئة الشباب سواء ذكور أو إناث من الراغبين بإطلاق مشاريع طهي وجبات طعام صغيرة خاصة بهم أو للعمل في مطاعم.
ويشهد قطاع غزة نموا مستمرا لأعداد المطاعم فيه، الأمر الذي يجعل من تعلم أساسيات الطهي وإتقانه ضرورة من أجل الحصول على فرصة عمل في أحد تلك المطاعم.
ويقول رئيس هيئة الفنادق والمطاعم السياحية في قطاع غزة صلاح أبو حصيرة لـ ((شينخوا))، إن الاستثمار في مشاريع المطاعم يعد رائجا في القطاع كونه يعتمد على الطابع الاستهلاكي بشكل رئيسي، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في غزة.
ويوضح أبو حصيرة، أن أكثر من 220 مطعما في قطاع غزة مسجلين لدى الهيئة بشكل رسمي، إضافة إلى نحو 150 مطعما آخرين غير مسجلة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن اثنين مليون نسمة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.
ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحيث تصل إلى حوالي 43.7 في المائة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.
كما يعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة وعدم بسط حكومة الوفاق التي تشكلت في يونيو 2014 سيطرتها على الأوضاع فيه مع استمرار خلافاتها مع حماس.
وتقول نور، إن عدد الطباخين المهرة في قطاع غزة محدود للغاية بسبب عدم مقدرة السكان هنا على السفر إلى الخارج للالتحاق بكليات ومعاهد فندقية لتطوير مهاراتهم في الطهي جراء الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
وتضيف إن هذا الواقع أدى إلى توفر العديد من الشواغر الوظيفية لدى المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية في غزة، وهو ما يعمل المركز على استغلاله في تطوير إمكانيات الملتحقين لديه.
وتشير نور، إلى أن دورات المركز لا تقوم فقط على إعداد المأكولات والحلويات، بل تتضمن كذلك صناعة بعض المواد الغذائية الخام التي تستخدم في الطعام.
وأغلب دورات مركز (سمايل كتشن) تشتمل على 30 ساعة تدريب موزعة على 10 لقاءات واستفاد منها بحسب نور 150 متدربا ومتدربة.
ويخضع المتدربون في نهاية الدورات لاختبارات عملية للحصول على شهادة معتمدة من وزارة العمل.
وتبرز نور أنها تطمح إلى تحويل المركز مستقبلا إلى أكاديمية تكون الأولى من نوعها في تعليم فنون الطهي على مستوى فلسطين وتكون حاصلة على اعتماد رسمي من وزارة التربية والتعليم.