بكين 14 مايو 2017 / أبرز الرئيس الصيني شي جين بينغ روح طريق الحرير، قائلا إنها أصبحت إرثا نفيسا للحضارة الإنسانية.
وأضاف الرئيس شي خلال إلقائه كلمة هامة في مراسم افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي بدأ اليوم الأحد في بكين، ان خطوط طريق الحرير التي تمتد لآلاف الأميال والسنين، تجسد روح "السلام والتعاون، والانفتاح والشمولية، والتعلم والمنافع المتبادلة".
وفي معرض شرحه لروح السلام والتعاون، أشار الرئيس شي إلى رحلة تشانغ تشيان المعروفة إلى المناطق الغربية. حيث في عهد أسرة هان الصينية حوالي عام 140 قبل الميلاد غادر تشانغ، وهو مبعوث ملكي، تشانغآن (شيآن في الوقت الحالي)، وسافر غربا في مهمة سلام ، وفتح طريقا بريا يربط بين الشرق والغرب.
وبعد قرون، وخلال فترات حكم أسر تانغ و سونغ و يوان، ازدهرت طرق الحرير سواء في البر أو البحر. وترك المغامرون العظماء آثارهم على طول هذه الطرق القديمة ومن ضمنهم دو هوان من الصين وماركو بولو من ايطاليا حاليا وابن بطوطة من المغرب.
وفي أوائل القرن الخامس عشر، قام تشنغ خه، الملاح الصيني الشهير في عهد أسرة مينغ، بـ7 رحلات بحرية إلى البحار الغربية، وهو ما أشاد به الرئيس شي واصفا إياه بـ : "الانجاز الذي لا يزال يذكر حتى اليوم".
وتابع الرئيس شي: "إن هؤلاء الرواد حصلوا على مكانتهم في التاريخ ليس باعتبارهم غزاة بالسفن الحربية أو البنادق أو السيوف، بل لأنهم يُتذكرون كمبعوثين ودودين قادوا قوافل الإبل والسفن المحملة بالكنوز"، وأضاف : "جيلا بعد جيل، بنى المسافرون على طرق الحرير جسرا للسلام والتعاون بين الشرق والغرب".
وتعتبر طرق الحرير القديمة، التي تمتد في وديان أنهار النيل ودجلة والفرات والسند والغانج والنهر الأصفر ونهر اليانغتسي، شعارا للانفتاح والشمول.
وقال الرئيس شي إن تلك الطرق ربطت بين مهود الحضارات القديمة ومنها المصرية والبابلية والهندية والصينية، فضلا عن الأراضي البوذية والمسيحية والإسلامية ومنازل الناس من مختلف الأعراق والأجناس.
وأضاف الرئيس شي أن تلك الطرق كانت سببا في تمكين الناس من مختلف الحضارات والأديان والأجناس من "التفاعل مع بعضهم بعضا بعقل متفتح" وعززت روح الاحترام المتبادل.
وشدد الرئيس شي قائلا: "إن هذا الجزء من التاريخ يظهر أن الحضارة تنمو بالانفتاح وان الدول تزدهر من خلال التبادل"، مضيفا أن تلك الطرق لم تكن للتجارة فقط، لأن طرق الحرير القديمة عززت أيضا من تدفق المعرفة، مشيدا بروح التعلم المتبادل.
ومن خلال هذه الطرق تم شحن الحرير الصيني والخزف والطلاء والحديد إلى الغرب، في حين جلبت الفلفل والكتان والتوابل والعنب والرمان إلى الصين.
وبالإضافة إلى ذلك وجدت أديان كالبوذية والإسلام وكذلك علوم كالطب والفلك والتقويم العربي، وجدت طريقها إلى الصين، في حين انتشرت اختراعات الصين الأربعة الكبرى وتربية دود القز إلى أماكن أخرى في العالم.
وأضاف الرئيس شي: "الأهم من ذلك هو أن تبادل السلع والمعرفة الفنية حفزت أفكارا جديدة". على سبيل المثال نشأت البوذية في الهند وازدهرت في الصين وتم إثرائها في جنوب شرق آسيا. أما الكونفوشيوسية، فقد ولدت في الصين واكتسبت تقديرا من قبل المفكرين الأوروبيين مثل ليبنيز و فولتير، قائلا : "هنا تكمن جاذبية التعلم المتبادل".
وأشار الرئيس شي إلى أن طرق الحرير القديمة التي شهدت صخب الزيارات والتجارة في البر وازدحام السفن في الموانئ كانت تحمل روح المنفعة المتبادلة.
وقال: "على طول هذه الشرايين الرئيسية للتفاعل تدفق بحرية رأس المال والتكنولوجيا والناس والسلع والموارد لتحقيق الفوائد المشتركة على نطاق واسع".
وسرد الرئيس شي المدن القديمة مثل ألمآتا و سمرقند و تشانغآن وموانئ صور و قوانغتشو والإمبراطورية الرومانية وممالك بارثيا و كوشان، فضلا عن أسرتي هان و تانغ الصينيتين الملكيتين، كدلائل بارزة على الرخاء الذي تحقق بفعل الطرق.
وتابع الرئيس شي قائلا : "إن التاريخ هو أفضل معلم لنا، كما إن مجد طرق الحرير القديمة يبين أن المسافة الجغرافية ليست غير قادرة على التذليل".