فيينا 13 مايو 2017 /قال رئيس منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، لي يونغ، إن مبادرة الحزام والطريق هي أكثر مشروع تنموي إثارة للإعجاب في هذا القرن، حيث يتضمن إمكانيات كبيرة للتعاون المشترك بين الصين والمنظمة.
وأفاد يونغ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة جرت مؤخرا، إن المبادرة "تهدف إلى بناء مجتمعات من الثقة السياسية المتبادلة والتكامل الاقتصادي والتعلم عبر الثقافات من خلال التنمية السلمية والفعالة والشراكات الاقتصادية التعاونية على طول الحزام والطريق".
ولفت لي إلى أن المبادرة تعكس ركائز التنمية الشاملة والمستدامة وتلعب دورا هاما في تعزيز بناء البنية التحتية.
وتهدف المبادرة، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكة من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول الطرق التجارية القديمة.
وقال لي إن "هذه هي تحديدا مهمة منظمة يونيدو كما أنها متمثلة في الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة"، مضيفا أنها "تتضمن إمكانات كبيرة ومستقبلا مشرقا للتعاون المشترك".
وفي سبتمبر عام 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي كان الهدف التاسع فيها يهدف إلى "بناء بنية تحتية مرنة وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام وتشجيع الابتكار".
وأصبحت منظمة يونيدو، التي أنشئت في عام 1966، وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بتعزيز التنمية الصناعية في البلدان النامية.
وقال لي إن المنظمة تعمل بالتعاون مع الصين في العديد من المجالات فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق، وقد أطلقت وعقدت وشاركت في مختلف المنتديات العالمية.
وأشار إلى أن "يونيدو" أعدت، بالتعاون مع وزارة التجارة الصينية، "خطة عمل البرنامج القطري لفترة 2016-2020"، والتي تشمل محتوياتها الرئيسية التنمية الصناعية الخضراء وسلامة الأغذية.
وأضاف لي أنه تم اقتراح مبادرة الحزام والطريق كوسيلة لتشجيع التصنيع في الدول النامية والدول الأقل نموا من خلال التعاون الدولي في مجال القدرات الصناعية.
وتابع في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تعاون يونيدو مع المؤسسات الحكومية والشركات الكبيرة الأخرى في الصين خلال السنوات الأخيرة تناول تغير المناخ وكفاءة الطاقة والتمويل الأخضر وخاصة فيما يتعلق بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول النامية".
كما أشاد لي بمبادرة الحزام والطريق لميزتين رئيسيتين فيها -- وهما حل مشكلة تمويل البنية التحتية وعكس روح التنمية الشاملة والمستدامة.
وقال إنه من خلال تعزيز الإنتاجية الإجمالية لعوامل الإنتاج والنمو الاقتصادي الداخلي وبناء البنية التحتية، فإنه يمكن رفع نصيب الفرد من الدخل وتحسين نوعية المعيشة للمجتمع بأكمله والحد من الفقر على نحو فعال، فضلا عن خلق فرص للتعليم والرعاية الصحية وتوفير العمل للمعوزين.
ويتطلب بناء البنية التحتية استثمارات رأسمالية ضخمة. ولفت لي إلى أنه بالتعاون مع البنك الآسيوي للاستثمار وصندوق طريق الحرير وبنك "بريكس" للتنمية، فإن مبادرة الحزام والطريق تتمتع بميزة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالشبكات والتمويل.
وأوضح أن بوسع هذا أن يساعد الدول، الواقعة على طول مسار الحزام والطريق، على بناء البنى التحتية عن طريق التمويل الفعال والاستفادة من الموارد الحكومية والقطاع الخاص.
كما شدد لي على ضرورة "تعزيز التعاون بين الدول والمناطق ذات المستويات التنموية المختلفة والخلفيات الثقافية المختلفة والسعي إلى إقامة شراكات واسعة النطاق".