واشنطن 24 إبريل 2017 / في خضم التوترات المتصاعدة بشبه الجزيرة الكورية، يتبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة أشبه إلى حد ما بسياسة سلفه باراك أوباما إن لم تكن أكثر مباشرة، هكذا يرى خبراء أمريكيون.
فقد أمر ترامب في الأيام الأخيرة بإعادة توجه مجموعة سفن حربية على رأسها حاملة طائرات إلى المنطقة في محاولة لإرسال إشارة لكل من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وحلفائها في المنطقة بعد تجربة إطلاق الصاروخ التي قامت بها كوريا الديمقراطية مؤخرا وتزايد حدة الخطاب بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وقال مايكل أوسلين مدير الدراسات اليابانية والباحث بمعهد ((أمريكا إنتربرايس)) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في الوقت الحالي، يبدو أن إدارة ترامب تتبع إستراتيجية مشابهة لتلك التي انتهجها أوباما وتكمن في إتباع نفس الأسلوب المتمثل في طمأنة الحلفاء والحفاظ على الأصول العسكرية في المنطقة ولكن مع تصعيد حدة الخطاب وتوجيه تهديدات أكثر مباشرة".
"ولا توجد مؤشرات حقيقية حتى الآن على أنها (إدارة ترامب) تفكر في جولة جديدة من المفاوضات، ولكن إذا كانت تفكر في ذلك، فإن إتباعها لخط أشد صرامة وإعلانها عن نهاية (الصبر الإستراتيجي) يمنحها بداية أقوى"، هكذا قال أوسلين الذي قام بتأليف كتاب جديد يحمل اسم "نهاية القرن الآسيوي".
وأضاف أوسلين إن "إرسال مجموعة سفن حربية على رأسها حاملة طائرات يعد الخطوة الأولى في التحضير للرد على أي عمل تتخذه (كوريا الديمقراطية). إنه تحضير لا يتعلق بمجرد تجربة نووية محتملة، وإنما بعمليات إطلاق صواريخ مستقبلا أو أي إجراء استفزازي آخر ضد جمهورية كوريا أو اليابان".
وذكر "أنها إشارة التزام تجاه حلفائنا، وتمنح الرئيس أيضا مرونة النظر في القيام برد مباشر، إذا ما رأي أنه ضروري".
ولكن، مازال هناك خطر بأن يضع ترامب خطا أحمر من جانبه بشأن كوريا الديمقراطية، على حد قول أوسلين.
وأضاف قائلا "وإذا لم يتصرف بطريقة ما، فقد تتأثر حينئذ مصداقية الإدارة".
ومع ذلك، يدرك الجميع أنه لا توجد الآن خيارات جيدة للتعامل مع كوريا الديمقراطية، بل هي خيارات سيئة فحسب. ولكن ظهور رغبة في استخدام الضغط العسكري والتعهد بإرسال مجموعة ثانية من سفن حربية على رأسها حاملة طائرات إلى المنطقة خصيصا لكوريا الديمقراطية يعد محاولة للإشارة إلى الجدية والقدرة على التصرف إذا ما لزم الأمر، حسبما قال أوسلين.
ومن جانبه، قال تروي ستانغارون كبير مديري المعهد الاقتصادي الكوري لـ((شينخوا)) إن تحرك مجموعة سفن حربية على رأسها حاملة طائرات يهدف إلى طمأنة جمهورية كوريا ويبعث بإشارة إلى كوريا الديمقراطية مفادها أن هناك حدودا لما تعتبره واشنطن استفزازات.
بيد أن الارتباك حول توقيت نشرها آثار تساؤلات حول الالتزام الأمريكي في كوريا الجنوبية، حسبما ذكر ستانغارون.
وأشار ستانغارون إلى أنه في الوقت الذي لا تزال فيه الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة في غياب تهديد وشيك واضح، لا يملك ترامب سوى خيارات قليلة تتجاوز الخيارات التي كانت متاحة لإدارة أوباما.
وأضاف ستانغارون أن ترامب سوف يتبع سياسة زيادة الضغط على كوريا الديمقراطية من خلال العقوبات والعزل الدبلوماسي.
وقال إن خيارات زيادة الضغط تشمل قطع الصادرات النفطية إلى كوريا الديمقراطية، وفرض عقوبات على صادرات كورية ديمقراطية أخرى مثل المنسوجات، ومواصلة توقيع عقوبات مالية ضد دخول كوريا الديمقراطية للنظام المالي الأمريكي.
وحذر من أنه مع تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، فإن سوء التقدير من أي جانب من الجانبين يثير خطر نشوب صراع مسلح في شبه الجزيرة.
وقال ستانغارون إن إدارة ترامب أصبحت حذرة نسبيا في تعليقاتها على كوريا الديمقراطية وهذا يقع خارج نطاق رغبتها في عدم السماح لبيونغ يانغ بتجربة صاروخ باليستي عابر للقارات وإنها قد تكون مستعدة لاتخاذ إجراء من تلقاء نفسها.
ولكن مع تصاعد حدة الخطاب بشأن كوريا الديمقراطية، فثمة خطر متأصل من التصعيد ومن الاخفاق في دعم الخطاب، حسبما ذكر ستانغارون، مضيفا "لهذا، لابد للإدارة من أن تدرك جيدا الطريقة التي تستخدم بها الخطاب".