رام الله 5 أبريل 2017 /قال مسؤول في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اليوم (الأربعاء)، إن القيادة الفلسطينية تنتظر الإطلاع مباشرة من الإدارة الأمريكية على توجهاتها بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط.
وذكر عضو اللجنة المركزية لفتح والعضو السابق في الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أن الفلسطينيين منفتحون على التعامل مع الإدارة الأمريكية "من أجل صنع وتحقيق السلام بموجب قرارات الشرعية الدولية".
وأضاف اشتية "ننتظر إتمام زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن وبناء عليه سنسمع بشكل مباشر من الإدارة الأمريكية ما هي توجهاتها وتحضيراتها" بشأن مستقبل عملية السلام في المنطقة.
وأردف أن "الموقف الفلسطيني واضح وهو متعلق بالثوابت الوطنية الفلسطينية والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 وإقامة دولة مستقلة وعاصتها القدس وحق العودة للاجئين، ونحن مع أي صيغة دولية يمكن أن تأتي بذلك".
وأشار إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد نهائي ورسمي بشأن زيارة عباس إلى واشنطن " لكن الرئيس مدعو لزيارة البيت الأبيض خلال الشهر الجاري والترتيبات الرسمية تجرى لذلك".
وكان اشتية يعلق على ما أوردته صحيفة ((الحياة)) اللندنية يوم الثلاثاء نقلا عن مصادر مصرية بأن اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض يوم الاثنين تناول فكرة عقد مؤتمر دولي حول عملية السلام تعد له الولايات المتحدة وتشارك فيه مصر خلال الصيف المقبل.
من جهتها أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات تحدث عن هذا التوجه مع جهات عربية، وأنه يتوقع أن تقوم كل من مصر والأردن ودول الخليج بحث الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات.
ورد اشتية بالقول، إن "أرضية النقاش العربي كما أقرتها قمة جامعة الدول التي انعقدت مؤخرا في الأردن هي مبادرة السلام العربية" التي أطلقت في العام 2002 وتقوم على انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 مقابل التطبيع العربي معها.
واعتبر أن إسرائيل "تريد للمبادرة العربية أن تبدأ بالتطبيع من دون أن تدفع ثمنا سياسيا بإنهاء الاحتلال، لكن العرب قالوا بشكل واضح أنهم يريدون للمبادرة العربية أن تنفذ من بدايتها إلى نهايتها وليس العكس بمعني أن تنهي إسرائيل احتلالها كاستحقاق سياسي ومن ثم يمكن للعرب أن يتعاملوا معها".
إلى ذلك استغرب اشتية تصريح السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي للإذاعة الإسرائيلية بأن واشنطن لن تسمح للأمم المتحدة أن تتخذ قرارات بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ما لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات.
وقال عن ذلك "نحن لسنا ضد العودة لمفاوضات السلام، لكننا نريد لهذه المفاوضات أن تنجح بوقف الاستيطان والإفراج عن قدامى الأسرى كاستحقاقات لذلك، وأن تجرى المفاوضات بمرجعية دولية وإطار زمني ووسيط نزيه وبعد توفير مناخ جاذب لذلك".
واعتبر أن إسرائيل "لا توجد لديها أي نوايا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بل توسيع الاستيطان وتكريس استمرار الاحتلال على حساب الحل السلمي وهو ما يتناقض مع أي جهد دولي لاستئناف عملية السلام".
ولفت اشتية، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "رد على الجهد الدولي والأمريكي الحاصل بتكثيف الاستيطان عبر إعلان بناء تسعة آلاف وحدة استيطانية جديدة منذ بداية العام الجاري، كما أطلق العنان لعنف المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن المطلوب من المجتمع الدولي "إذا أراد التحرك السياسي، لجم نتنياهو ووقف هجمته الاستيطانية، واتخاذ إجراءات تعزز فرص قيام الدولة الفلسطينية في مقابل البرنامج الإسرائيلي الواضح القائم على تدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية بموجب حل الدولتين".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
وأكد الفلسطينيون مرارا استعدادهم للعودة للمفاوضات مع إسرائيل مع مطالبتهم بوقف الاستيطان والالتزام بحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 وأن لا تكون المفاوضات مفتوحة الوقت والأجندة ودون مرجعية.
في المقابل فإن إسرائيل ترفض بشدة مطالب وقف الاستيطان وتشترط موافقة الفلسطينيين على يهودية الدولة، وعلى أن تحظى بالسيادة الأمنية الكاملة على الأراضي الفلسطينية.