شهدت مدينة سان بطرسبرغ الروسية مؤخرا تفجيراً في محطة المترو اسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل فيما أصيب العشرات بجراح متفاوتة، وقد اعربت العديد من دول العالم عن تأييدها لروسيا بما في ذلك الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية التي كانت تتبنى "موقفا غامضا" تجاه الهجمات الارهابية التي ضربت روسيا سابقا. وأعرب الرئيس الامريكي ترامب في مكالمة هاتفية مع بوتين عن استعداده لمساعدة روسيا في الرد على الهجوم. ومع ذلك، لم نشاهد أضواء تمثل الوان علم روسيا على معالم الدول الاوروبية والولايات المتحدة تضامنا مع ضحايا الهجمات، كما ينتقد مستخدمو الانترنت بشدة ازدواجية المعايير التي يستخدمها العديد من وسائل الإعلام الغربية.
أضاءت العديد من دول العالم أبرز معالمها بألوان علم لندن ونيس وبروكسل أو اسطنبول وأماكن أخرى بعد تعرضهم لهجوم ارهابي لاظهار دعمهم وتعاطفهم، ولكن المعالم التي اضيئت هذه المرة تضامنا مع ضحايا مدينة سان بطرسبرغ معدودة. وقال المتحدة باسم حكومة برلين أن الاخيرة ليست مدينة شقيقة لسان بطرسبرغ. لكن نيس وبوردو وليون ولوهافر بفرنسا، مدن شقيقة لسان بطرسبرغ، ومع ذلك ، لم تعرب أيا من المدن الاربعة عن تعازيها وتضامنها مع ضحايا الانفجار الارهابي. ويقول بعض مستخدمي الانترنت بهجاء:" اوروبا اليوم تظهر ألوان" التعاطف والتسامح والرحمة".
كما تستمر بعض وسائل الاعلام الغربية في ربط الهجمات الارهابية في الدول غير الغربية مع " نظرية المؤامرة" وعوامل أخرى. وذكرت "روسيا اليوم" يوم 4 ابريل الجاري أن عددا من وسائل الاعلام الغربية تستخدم ازدواجية المعايير: ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن التفجيرات يمكن أن تكون محاولة لنقل مركز الانتباه عن مطالب الجمهور بتنحي بوتين والتحقيق معه بتهمة الفساد. وذكرت وسيلة اعلامية بريطانية اخرى "سكاي نيوز" الإخبارية أيضا أنه من المرجح أن تتخذ الحكومة الروسية المسألة مبررا لتقييد مجموعات من المتظاهرين. كما نشرت صحيفة " واشنطن تايمز " الأمريكية مباشرة بعد الانفجار الارهابي في سان بطرسبرغ صور احتجاجات في روسيا ضد الفساد. وردا على ذلك، قالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، أنه يتم بحث الامر مع الصحيفة ، " نأمل أن لا يتم التضليل العمدي لعامة الناس."
كما لا يمكن لبعض وسائل الاعلام الغربية الصمود أمام مواجهة مثل هذه " المعايير المزدوجة". وذكرت صحيفة "أوسنابروك الجديدة" الألمانية يوم 4 ابريل الجاري، "الشيء الوحيد المؤكد هو عدم أمكانية أي دولة في العالم أن تضمن أمنها الوطني "، مضيفا أن بروكسل وموسكو ولندن وباريس غدت هدفا للهجمات الأرهابية، وأن الهجمات الإرهابية في سان بطرسبرغ لن تكون الأخيرة. وهدف الارهابيين هو نشر اقصى قدر من الرعب بين الناس، وأن لا توجد أي دولة في مأمن سواء في الغرب أو روسيا. كما أفادت أن آفاق مكافحة الارهاب العالمي لا يزال قاتما، لان العديد من الدول في العالم لم تحل الصراع، بما في ذلك في القوقاز والشرق الأوسط. ولمنع تهديم الحضارات سواء شرق او غرب المعمورة، هناك فرصة واحدة: التعاون عن كثب.