بكين 17 مارس / اختُتمت فعاليات المنتدى الاستثماري السعودي- الصيني في العاصمة الصينية بكين مساء يوم الخميس، والذي نظمته مجموعة التجارة والاستثمار السعودية بالشراكة مع وزارة التجارة الصينية وذلك على هامش زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلي الصين.
وسلط المنتدى الضوء على الفرص الاستثمارية في إطار رؤية المملكة 2030، إلى جانب بحث تعزيز التعاون في مختلف القطاعات ، وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين بحضور ملك السعودية وأكثر من 600 مسؤول حكومي ورجل أعمال من البلدين.
وقدمت مجموعة التجارة والاستثمار ممثلة بالهيئة العامة السعودية للاستثمار للجانب الصيني خلال المنتدى عرضا لأهداف رؤية المملكة 2030، والفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات.
وخلال المنتدى ألقى عبد الرحمن الحربي وكيل التجارة الخارجية بوزارة التجارة والاستثمار السعودية، كلمة أكد فيها التقاء رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 مع مبادرة "الحزام والطريق"، مستعرضا إستراتيجية التعاون الدولي في الطاقة الإنتاجية في عدد من النقاط والتي من أهمها الشراكة الرابحة في المجال التجاري والاستثماري.
وقال الحربي إن السعودية تمتلك موقعا جغرافيا مميزا سوف يكون له الأثر الإيجابي على العلاقات التجارية والخدمات اللوجستية والبنية التحتية بين البلدين، مبينا أهمية تعزيز الشراكة التجارية حيث تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للسعودية في مجال الصادرات والواردات في عام 2016 من بين دول العالم.
وأوضح الحربي أن تشريف الملك سلمان لأعمال هذا المنتدى يأتي في إطار تأكيد سعي السعودية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات النوعية من الدول الشقيقة والصديقة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتطوير بيئة الأعمال والاستثمار وخلق الفرص المواتية لها، إضافة إلى العناية بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال باعتباره أحد أهم القطاعات الواعدة في السعودية.
وعلى هامش المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني، تم توقيع 22 اتفاقية استثمارية بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والبتروكيماويات والاتصالات والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
ومن بينها، وقعت شركة "أرامكو" السعودية مع شركة "نورنكو"الصينية مذكرة تفاهم بشأن استكشاف التعاون الاستراتيجي وفرص الاستثمار في مجال التكرير والبتروكيماويات. وفي الوقت نفسه، وقعت "أرامكو" اتفاقية أخرى مع شركة "ايورسون" الصينية في مجال استكشاف فرص الاستثمار في السعودية في مجالات الهندسة والتصاميم وتصنيع الأنابيب ومجالات الأبحاث والتطوير
كما تم توقيع اتفاقية بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع السعودية وشركة "بان-آسيا" الصينية لتخصيص موقع لمعمل جازان البتروكيماوي بحجم استثمار يقدر بــ2 مليار دولار ، كذلك وقعت الهيئة اتفاقيتين مع شركة "هواوي" الصينية لإنشاء مركز الابتكارات لخدمات المدن الذكية، وإنشاء مركز هواوي للتدريب بمدينة ينبع الصناعية.
وقد شهد المنتدى منح الهيئة العامة السعودية للاستثمار رخصة استثمار لشركة "زي تي آي" الصينية، وستقوم الشركة بممارسة النشاط التجاري في السعودية، حيث من المقرر أن تقوم الشركة بإنشاء مصنع للعدادات الذكية وأجهزة موجات الميكروويف باستثمارات قدرها 200 مليون ريال خلال خمس سنوات، وتعد شركة "زي تي آي" من الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الأجهزة الذكية والتقنية وتبلغ مبيعاتها السنوية 15 مليار دولار لكل عام.
كما منحت الهيئة أيضا ترخيصا تجاريا لشركة "شاندونغ تايجون إليكتريك" الصينية المتخصصة في تنفيذ وصيانة وتشغيل الأعمال الكهربائية والصناعية ، وتعد الشركة من أكبر الشركات في مجالها، فيما يقدر حجم السوق السعودي السنوي في المجال نفسه بحوالي 19 مليار ريال سعودي.
من جهة أخرى، وقعت شركات سعودية اتفاقيات مع شركات صينية في مجالات البناء بتقنية ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات.
وقال وزير التجارة الصيني تشونغ شان في كلمة ألقاها في اختتام المنتدى إن زيارة ملك السعودية للصين تأتي في وقت مهم لتعزيز أواصر العلاقة التاريخية بين البلدين، ورفع مستوى التعاون وخصوصًا في المجال الاقتصادي والتجاري.
وأوضح تشونغ أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وصل في العام الماضي إلى مستويات قياسية تدل على نمو وتطور العلاقات، حيث تستثمر الكثير من الشركات في البلدين في مختلف المجالات ومن أهمها البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والبتروكيماويات.
وأكد تشونغ أن الصين تبذل جهودها كافة لتنمية العلاقات مع السعودية على أساس رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، مضيفا "السعودية والصين تجمعهما علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الصديقين".
بعد ذلك قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي عادل بن محمد فقيه في كلمة ألقاها بالمنتدى إن حضور الملك سلمان المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني هو دليل جلي على دعمه لرجال الأعمال السعوديين وللاقتصاد السعودي.
وأوضح فقيه أن هذا المنتدى الاستثماري يعد خطوة جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي امتد لعقود طويلة بين السعودية والصين.
وقال فقيه إن الصين تعد دائما محط اهتمام السعودية، كما كانت السعودية محط اهتمام الصين، وذلك كونها من أبرز الشركاء التجاريين للسعودية نظرا لأهمية دورها الاقتصادي في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط حيث أصبحت الشريك الاقتصادي الأول للسعودية في عام 2016.
وأشار الوزير إلى أن العلاقات بين البلدين الصديقين شهدت خلال الفترة الماضية حراكا كبيرا على كافة المستويات نتج عنه تشكيل اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى التي يرأسها من الجانب السعودي ولي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مضيفا "اللجنة ستعمل على تحقيق التكامل بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق.
وأكد فقيه أن السعودية تمتلك موقعا جغرافيا مميزا سيكون الأثر المميز على تنمية العلاقات التجارية وتقديم خدمات الدعم اللوجستي والبنية التحتية.
وتمنى فقيه في ختام كلمته أن يسهم هذا المنتدى الاستثماري في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين وإيجاد شراكات جديدة ذات قيمة مضافة تخدم مصالحنا المشتركة.
الجدير بالذكر أن الصين تعد أكبر الشركاء التجاريين مع السعودية، وأما السعودية فهي أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غربي آسيا وإفريقيا، كما أن السعودية أهم مُصدر نفط خام إلى الصين، حيث أظهرت أرقام وزارة التجارة الصينية أن قيمة التجارة الثنائية وصلت إلى 42.36 مليار دولار أمريكي في العام 2016، واستوردت الصين 51 مليون طن نفط خام من السعودية.