12 مارس 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد السفير السعودي لدى بكين ، السيد تركي بن محمد الماضي أن الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الصين تأتي في اطار توثيق العلاقات والشراكة الاستراتيجية الشاملة وفتح الآفاق لتحقيق المكاسب المشتركة والفوز المشترك بين البلدين وتعكس عمق العلاقات بين البلدين على ضوء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية الى المملكة العربية السعودية في يناير الماضي.
قال السفير في لقاء مع صحيفة الشعب اليومية يوم 10 مارس الجاري بمناسبة الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين خلال الفترة ما بين 15 إلى 18 من مارس الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن التعاون العملي بين المملكة العربية السعودية والصين بلغ مستوى لا مثيل له على جميع الاصعدة بالرغم من قصر فترة تاسيس العلاقات التي تعود لعام 1990، وأن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين نموذجية صحية وعلى النحو التصاعدي محققة قفزات من التطور الخاص بعد إقامة العلاقات الصداقة الاستراتيجية عام 2008، مستعرضا تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين السعودي والصيني ، قائلا:" التبادلات الودية بين الشعبين تعود الى أزمنة بعيدة ، وأن القوافل السعودية شقت طريق الحرير القديم الذي يربط الجانبين ببعضهما البعض قبل آلاف السنين. وقد ساهمت هذه القوافل في التواصل بين الحضارتين السعودية والصينية اللتان تركتا بصمات عميقة على مسيرة التواصل للحضارة الانسانية." مضيفا، اليوم، يستوطن في المملكة العربية السعودية عدد لا بأس به من الصينيين. وهناك حاليا اكثر من 150ألف صيني يعملون في المملكة العربية السعودية في المجالات المتنوعة.
وأشار السفير ، أن زيارة الملك للصين تأتي لتضيف لمسار العلاقات السعودية الصينية زخما كبيراً يعكس الرغبة الحقيقية للدولتين في التواصل والتعاون المشترك، لا سيما في ظل الرؤية التنموية والاقتصادية «رؤية المملكة 2030» والمبادرة الصينية «الحزام والطريق» ، وهو الطريق الذي رحبت به السعودية باعتبارها حجر الزاوية الجغرافي الاستراتيجي الرابط بين قارات العالم الثلاث، ويعكس مدى اهتمام المملكة في ان تكون شريك في الطريق الحرير الغربي. كما نوه السفير بالمشاريع التي قدمتها المملكة العربية السعودية للصين عن طريق الصندوق السعودي للتنمية ، حيث مول الاخير 13 مشروع انساني بحوالي 400 مليون دولار شملت العديد من المقاطعات الصينية منها تشييد المناطق المتضررة من الزلزال في منطقة منطقة لوشان بأقليم سيشوان، انشاء وتجهيز ثلاث مستشفيات في أقليم قانسو، وطريق و تحسين البنيتين التحتية والبيئية لمدينة اكسبو وغيرها.
كما أكد السفير أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين ليست علاقة طارئة ولا علاقة دولة مانحة واخرى مستقبلة ،وأنما علاقة دولتين قويتين متكافأتين يستطيعان العمل في اطار الاقليمي والدولي في محاربة الارهاب والتطرف و التعاون في مجال الطاقة و استقرار سوق الطاقة. مؤكدا ايضا أن المملكة تتطلع للصين كشريك اساسي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة ، ومن منطلق افاق مبشرة ايجابية ننطلق من مرحلة الى مرحلة قد تتجاوز مرحلة استراتيجية الشاملة.
عقد اجتماع اللجنة السعودية-الصينية العليا في دورتها الأولى في العاصمة الصينية بكين العام الماضي برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع و نائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ قاو لي. وحول اللجنة، قال السفير:"تسعى المملكة العربية السعودية والصين من خلال اللجنة تحقيق الاهداف التي يطمح لها البلدين في مختلف المجالات."
وعبر السفير عن تفاؤله بأن تحقق الزيارة المرتقبة للملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين دفعة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بما يصب في صالح خدمة البلدين وشعبيهما.مضيفا: أنه لا تزال هناك فرصا وأفاق واسعة للتنمية والازدهار المشترك للبلدين، لا تقتصر فقط في التبادلات التجارية والنفطية ،وأنما تشمل اتفاقات اخرى في مجالات أخرى تسير بطريقة أيجابية وحسب الاحتياجات والتفاهمات بين البلدين. حيث افتتح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في نهاية العام الماضي ، معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في المتحف الوطني بالعاصمة الصينية بكين، ويعد المعرض ترسيخا للعلاقة الممتدة بين الصين والجزيرة العربية التي تتجاوز الاف السنين، كما اتفق البلدين على تنقيب على الآثار ايضا. كما دعا السفير الصينيين لزيارة المملكة والتعرف عليها وعلى مناطقها الساحلية وجبلية وصحراوية الجذابة.
وأشار السفير إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز سيقوم خلال زيارته الى الصين ، بافتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين رسميا، وتمثل المكتبة رمزاً للصداقة بين الشعبين السعودي والصيني وصرحاً للتبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين. مؤكداً أن المكتبة تعد جسر التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين ،ونموذجا لجهود المملكة العربية السعودية في تعزيز التواصل الحضاري والمعرفي مع الثقافة الصينية ونافذة للتعريف بالثقافة العربية الإسلامية للشعب الصيني. وحول التبادل التعليمي بين المملكة والصين ، قال السفير:" أن السعودية أوفدت ألفين طالب وطالبة للدراسة في الجامعات الصينية، وحاليا هناك 700 طالب سعودي في الصين ، كما يوجد بالمملكة السعودية 500 طالب صيني في مختلف جامعات المملكة. وقد أسست شركة ارامكوا مركز للبحوث مهم في بكين ، كما اسست شركة هواواي مركزا للابتكار في المملكة ايضا."