الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحليل إخباري: تركيا وروسيا تتعهدان بتوطيد العلاقات ولكن الأزمة السورية لا تزال تمثل عقبة

2017:03:14.17:18    حجم الخط    اطبع

أنقرة 14 مارس 2017 / قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة استغرقت يوما واحدا يوم الجمعة لموسكو حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن الزعيمان أنهما على استعداد لتوطيد العلاقات في العديد من المجالات والتغلب على الخلافات ولكنهما لا يزالا منقسمين بشدة حول الأزمة الأكثر حدة في منطقة الشرق الأوسط، ألا وهي الأزمة السورية، حسبما قال خبراء محليون.

وخلال مؤتمر صحفي عقد عقب الاجتماع ، ذكر فلاديمير بوتين "لقد أجرينا حوارا فعالا جدا ومفعما بالثقة للغاية" فيما أعرب الرئيس التركي بدوره عن ثقته في استمرارية التعاون التركي - الروسي.

وتابع بقوله إنه "فيما يتعلق بالأمور الأمنية في منطقتنا، فإنني اؤمن بأن وضع حد لعمليات إرقة الدماء في سوريا يتطلب جهودا مشتركة".

وكان الطريق لبلوغ هذه النقطة طويلا حيث اشتبك الزعيمان مرارا بشان الصراع السوري واختلفا في وجهات النظر حول مصير حليف موسكو، الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي البداية، وقع حادث إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في نوفمبر 2015 وسط تدخل موسكو في سوريا، جار تركيا العضو في الناتو.

وردا على ذلك، فرض بوتين عقوبات تتعلق بالسفر والتجارة على تركيا. بيد أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في يونيو 2016 غيرت الأمور بشكل كبير، إذ أعرب الرئيس الروسي عن تضامنه مع النظام التركي. وعقب اعتذار قدمه أردوغان على حادث الطائرة، بدأت الأمور تعود إلى مسارها.

وقال المعلق السياسي والصحفي دنيز زيريك لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يتم في الواقع سوى رفع جزء صغير من القيود العقابية الروسية. والباقى مازال قائما".

وأضاف زيريك أن مئات الآلاف من السائحين الروس، الذين يمثلون دخلا رئيسيا بالنسبة لقطاع السياحة ومنعوا من زيارة الريفيرا التركية في أعقاب حادث الطائرة، لم يعودوا بعد.

وكمثال آخر، مازال الحظر المفروض على أكبر البنود مثل الفواكه الطازجة قائما.

وفي هذا السياق، ذكر أردوغان، الذي يريد استعادة الخسائر، ذكر في موسكو أنه يتعين على روسيا العمل بسرعة على رفع جميع القيود المتعلقة بالمواطنين الأتراك والشركات التركية العاملة هناك.

ورغم أنهما على خلاف حول الصراع السوري، إلا أن موسكو وأنقرة بدأتا تنسيق بعض العمليات العسكرية في سوريا بما في ذلك عمليات ضد تنظيم الدولة (داعش) ومقاتلي المعارضة السورية المتحصنين في حلب.

غير أن العلاقات الروسية - التركية وضعت على المحك مرة أخرى في ديسمبر الماضي، عندما اغتيل السفير الروسي لدى تركيا علنا على يد قاتل تركي، وهو ضابط شرطة كان يرتدى ملابس مدنية وقال إنه فعل ذلك انتقاما من الحملة الجوية الشرسة لروسيا في الحرب السورية.

واتفق الجانبان على أن حادث الاغتيال المأساوي لن يؤثر على تحسين علاقاتهما.

وفي خطوة غير مسبوقة، اجتمع رؤساء القوات المسلحة الروسية والتركية والأمريكية في الأسبوع الماضي جنوبي تركيا سعيا لتسوية التوترات بين الفصائل المتناحرة ضد داعش في سوريا.

وجاء الاجتماع وسط توترات حول بلدة منبج بشمال سوريا حيث تشارك قوات من الدول الثلاث الآن في مواجهة.

وتحظى قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يقوده الأكراد ويدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، بدعم من حوالي 500 مستشار من القوات الخاصة الأمريكية.

بيد أن تركيا تعتبر وحدات الحماية الشعبية، وهي الجماعة الكردية السورية التي تسيطر على قوات سوريا الديمقراطية، تعتبرها فرعا من حركة تمرد كردية محلية تقاتلها في الداخل وتسميها جماعة إرهابية

وشنت أنقرة في العام الماضي عملياتها الخاصة لدفع كل من داعش والميلشيا الكردية بعيدا عن حدودها.

وتعتبر موسكو وواشنطن وحدات الحماية الشعبية شريكا موثوقا به في مكافحة داعش، وهو موقف يجعل تركيا في وضع صعب.

ويوضح الأستاذ توجرول إسماعيل من جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا بأنقرة قائلا إن "تركيا وروسيا مازالتا منقسمتين حول مستقبل سوريا. فموسكو تريد بقاء بشار الأسد فيما تريد أنقرة رحيله".

وفتحت وحدات الحماية الشعبية مكتبا منذ العام الماضي في موسكو وطلبت تركيا من موسكو إغلاقه دون الوصول إلى أي نتائج على الإطلاق .

ولكن رغم الخلافات، فإن البلدين لديهما الكثير لتقدماه للآخر.

و"هذا التعاون لن يحطم أساسات حلف الناتو. فتركيا تريد أن تكون براغماتيه وتحاول الحصول على الدعم الذي تريده في مختلف الميادين"، هكذا يرى الأستاذ إسماعيل.

ففي طريق عودته من موسكو، أكد الرئيس أردوغان أن المحادثات جارية لشراء صواريخ روسية الصنع طراز أس-400 لبرامج بلاده من أجل بناء أول نظام دفاع جوي طويل المدى ومضاد للصواريخ، فيما يمكن أن يكون تجاهلا لحلف الناتو.

"إن لم نستطع الاعتماد على الناتو في هذا الأمر، فسوف نأخذ بالطبع التدابير اللازمة. فقد أدخلت روسيا تحسينات على سعر النظام. ونهدف إلى التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".

بيد أن هذا قد يكون وسيلة يعترف بها الرئيس التركي بأن احتياج تركيا لروسيا أكبر من احتياج روسيا لتركيا، حسبما يقول زيريك.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تم توقيع عدة اتفاقات خلال زيارة أردوغان، أبرزها تأسيس صندوق استثماري مشترك قيمته مليار دولار أمريكي بين البلدين.

وذكر مصدر دبلوماسي تركي لـ((شينخوا)) دون ذكر اسمه "الطريقة الناضجة التي تعاملت بها روسيا وتركيا مع حادث الاغتيال الوحشي للسفير (في أنقرة) برهنت على أنهما ترغبان في زيادة التعاون في كل مجال ممكن وإقامة قناة دبلوماسية يمكنها الصمود أمام أي أزمة".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×