أنقرة 8 مارس 2017 / في أعقاب تصاعد التوتر بين ألمانيا وتركيا بسبب إصرار الأخيرة على مواصلة حملة سياسية لإقناع الأتراك في الخارج بالتصويت "بنعم" في استفتاء 16 إبريل، دخلت الحكومة التركية في الوقت ذاته في توتر دبلوماسي مع هولندا.
وأجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش اتصالا هاتفيا بنظيره الهولندي بيرت كويندرز يوم الأربعاء بشأن زيارته المزمعة لروتردام حيث يريد إلقاء كلمة على الناخبين الأتراك في 11 مارس في عرض سياسي يرمى إلى إقناع حوالي 240 ألف ناخب تركي مؤهل، على عكس رغبات الحكومة الهولندية.
وقال عمدة روتردام أحمد ابو طالب يوم الأربعاء إن صاحب المكان، الذي يعتزم الوزير التركي إقامة المسيرة فيه، قد ألغى التصريح الذي يسمح بإقامتها.
وذكر في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الهولندية أن "الزيارة تمثل خطرا على السلام والأمن العام لأن الاستقطاب قد يؤدى إلى تصعيد التوتر".
وأعلنت وكالة الأنباء الهولندية في وقت متأخر من يوم الأربعاء أن زيارة الوزير قد ألغيت.
وفي الأسبوع الماضي، ذكرت الحكومة الهولندية أنها تعارض خطط الساسة الأتراك الرامية إلى إقامة مسيرة في روتردام في إطار حملة الاستفتاء وأخطرت تركيا بموقفها.
وأشار رئيس الوزراء الهولندي مارك روت إلى أن زيارة الوزير التركي، التي كان يعتزم القيام بها قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات العامة الهولندية، "غير مرغوب فيها".
وسوف يتوجه الهولنديون إلى صناديق الاقتراع في 15 مارس للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة ينظر لها على نطاق واسع بأنها مؤشر للاتجاهات الأعرض في أوروبا وذلك قبل انتخابات من المقرر أن تجري في فرنسا وألمانيا في وقت لاحق من العام الجاري، حيث قد تعطى الانتخابات الهولندية دفعة للأحزاب الشعبوية المناهضة للمؤسسة في أنحاء أوروبا.
ويقوم الزعيم اليميني المتطرف خيرت فيلدرز من حزب الحرية بحملة ضد عزم الساسة الأتراك إقامة مسيرات في بلاده، قائلا إن "الأماكن العامة الهولندية ليست المكان المناسب لذلك".
وصرح للصحفيين قائلا "لا يمكننا السماح للوزراء الأتراك بالمجيء إلى هولندا لحشد التأييد في وطننا من أجل نظام كهذا".
وقال فيلدرز إنه يرغب في أن يتم بشكل مؤقت إعلان الوزراء الأتراك "أشخاصا غير مرغوب فيهم" حتى موعد الاستفتاء في تركيا.
وذكر وزير الخارجية التركي جاويش في وقت سابق أن الحكومة الهولندية أبلغته بأن الوضع "معقد" بالنسبة لهم وسيكون من الأفضل إذا ما ألغيت الزيارة.
وواجه الوزير نهجا مماثلا في ألمانيا ولكنه وجد طريقة لمخاطبة الأتراك في هامبورج وذلك بالقنصلية العامة التركية بعدما ألغيت تصريحات بعقد تجمعات في قاعتين بالمدينة، وهو رابع إلغاء من نوعه في الأسابيع الماضية لدبلوماسيين أتراك يسعون لتنظيم تجمعات في ألمانيا.
وأدى الحظر الذي لم يذكر له مسمى على الساسة الأتراك إلى أكبر توترات سياسية بين ألمانيا وتركيا في السنوات الأخيرة.
وألقى جاويش مساء يوم الثلاثاء كلمة من شرفة مقر القنصلية التركية في هامبورغ ، قال فيها إن "ألمانيا تكن عداء منهجيا تجاه تركيا".
والتقى الوزير التركي بعد ذلك نظيره الألماني سيجمار جابرييل في محاولة لتهدئة الخلاف. وأبدى وزيرا الخارجية علامات على التهدئة عقب اجتماعهما الأول في العاصمة برلين.
وفي معرض حديثهما إلى الصحفيين، أكد غابرييل وجاويش أنهما يريدان الحفاظ على علاقات طيبة.
ولكن الحكومة التركية ترى "مشاعر رهاب الإسلام" في ألمانيا، حيث اتهم جاويش هذا البلد بالسعي للقيام بحملة تشوية منهجية ضد تركيا، ولا سيما ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.
هناك حدود "لا يمكن تجاوزها ومن بينها إجراء مقارنات مع ألمانيا النازية"، هكذا قال الوزير الألماني في معرض إشارته إلى تصريحات سابقة لأردوغان قام فيها الرئيس التركي بتشبيه الحظر الأخير على الساسة الأتراك بأنه ممارسات من "عهد النازية".
ويعتزم الرئيس أردوغان إقامة مسيرة في ألمانيا خلال الأيام المقبلة لحشد التأييد بين حوالي 1.4 مليون ناخب تركي مؤهل.