تحقيق: شبان وشابات يتدربون على ممارسة البيسبول لأول مرة في قطاع غزة

غزة 6 مارس 2017 /بدأ 40 شابا وشابة حديثا بالانخراط في تلقي تدريبات خاصة بممارسة رياضة كرة القاعدة الشهيرة عالميا باسم (البيسبول) لأول مرة في قطاع غزة المنهك اقتصاديا واجتماعيا.

ويمثل دخول رياضة البيسبول ذات الشعبية الهائلة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تحديا في قطاع غزة في ظل افتقاده للبنية التحتية والمعدات اللازمة للعبة.

لكن ذلك لا يقلل من عزيمة الشابة إيمان المغير (23 عاما) وهي تتدرب مع زميلاتها في أحد ملاعب كرة القدم الصغيرة المعشبة في مدينة غزة منذ ساعات الصباح.

وتقول المغير لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها سعيدة جدا بالبدء منذ أسبوعين في تلقي تدريبات خاصة برياضة البيسبول بعد أن حازت على إعجابها الشديد في فقراتها وقوانينها.

وتشرح المغير، أن أكثر ما جذبها لهذا النوع من الرياضة اعتمادها بالدرجة الأساسية على السرعة والتركيز واللياقة البدنية العالية كما أنها تعد مفيدة لكامل عضلات الجسم في وقت واحد.

وتتدرب المغير وزميلاتها بوسائل بدائية جدا مقارنة مع مستلزمات رياضة البيسبول التي تتضمن خوذ للرأس ومضارب وقفازات خاصة والكرات الأصلية للعبة.

إلا أن التدريبات في غزة تقتصر على استخدام كرات التنس وقفازين بدائيين ومضرب خشبي واحد فقط.

وتقول ولاء حسين (21 عاما) المشاركة في التدريبات، إنهن يتمنين أن تتوفر لهن المعدات اللازمة لممارسة رياضة البيسبول لتمكينهن من تطوير قدراتهن في هذا المجال بما في ذلك ملعب متخصص للعبة.

ويفتقد قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد على مليوني نسمة، الى بنية تحتية رياضية متأثرا بتعرضه لحصار مشدد تفرضه عليه إسرائيل منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه.

كما أن إسرائيل شنت ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014

وبادر إلى البدء في نشر رياضة البيسبول في قطاع غزة لأول مرة محمود طافش وهو لاعب كرة قدم سابق وحاصل على دورة في تدريب اللعبة بجمهورية مصر العربية.

ويتولى طافش (35 عاما) وهو أصبح أول رئيس للاتحاد الفلسطيني لرياضة البيسبول بنفسه تدريب الشبان والشابات المنخرطين في التدريب على ممارسة اللعبة.

ويقول طافش ل((شينخوا))، إنه حصل على موافقة خمسة أندية محلية في قطاع غزة للبدء بنشر رياضة البيسبول ومن ثم حصل على اعتماد من وزارة الشباب والرياضة لتأسيس اتحاد خاص باللعبة مطلع العام الجاري.

ويشير إلى أن فلسطين باتت رابع دولة عربية يتم فيها ممارسة رياضة البيسبول رسميا بعد كل من تونس والعراق ومصر، مبرزا أهمية نشر اللعبة لفتح المجال لمشاركات خارجية سواء للأندية أو المنتخبات المحلية.

وتتراوح أعمار الشبان والشابات المنخرطين في تدريبات رياضة البيسبول بين 18 إلى 25 عاما، ويطمح طافش أن يشكل هؤلاء نواة لممارسة اللعبة ونشر تدريبها على نطاق أوسع مستقبلا.

كما أنه يعمل على التجهيز لإطلاق أول دوري لرياضة البيسبول صيف العام الجاري على أن تشارك فيه الأندية الخمسة المنضمة للاتحاد للعبة، مشيرا إلى أن الإقبال على الانخراط في التدريبات في ازدياد.

ومن شأن التقدم في ممارسة رياضة البيسبول في قطاع غزة أن يمهد لمشاركة منتخب فلسطين عند إدراج اللعبة لأول مرة في الأولمبياد العالمية المقررة في اليابان صيف عام 2020 كما يطمح طافش.

ويعود الذكر الأول عن رياضة البيسبول في الولايات المتحدة عام 1791 في مدينة بيتسفيلد، ثم في عام 1845 كتب اليكساندر كارتريت بعض قوانين اللعبة التي تستخدم الآن، وفي عام 1875 أنشئت رابطة نادي البيسبول الحرفي الأمريكي.

وتعتمد اللعبة على قيام اللاعبين بضرب كرة صغيرة بمضرب خشبي ويركضون في الملعب لإحراز النقاط، ويسعى كل فريق لإيقاف الآخر عن طريق التقاط الكرة وإعادتها قبل إكمال اللاعب الركض إلى منطقة معينة.