لا تنتج بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين أية منتجات سماد بوتاسيوم بنفسها، ولكنها ستصبح مركزا لمبيعاته بفضل خطوط السكك الحديد التي تربط المدينة بأوروبا.
وتقول لجنة الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات بالمدينة: "في أواخر مارس الجاري، سيصل أول قطار محمل ب500 طن من سماد البوتاسيوم المنتج في قازاقستان إلى تشونغتشينغ قادما من ألمانيا."
وتخطط المدينة لاستيراد 3 ملايين طن من السماد من قازاقستان كل عام عن طريق خط السكك الحديد تشونغتشينغ-شينجيانغ- أوروبا بحلول 2020 من أجل توزيعه محليا وتوصيله إلى اليابان وجنوب شرق آسيا.
وقال تشانغ جيون رئيس مجلس إدارة شركة لإنتاج البوتاسيوم في قازاقستان "توفر مبادرة الحزام والطريق فرصا هائلة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين".
وسافر 420 قطار شحن من تشونغتشينغ إلى أوروبا وبالعكس خلال العام الماضي.
وتعد المدينة من أكثر المناطق على مستوى المقاطعة نشاطا في تنفيذ المبادرة التي اقترحتها الصين بهدف بناء شبكة تجارة وبنية أساسية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا عبر طرق الحرير القديمة.
ومنذ عام 2013، عززت المبادرة المؤثرة حركة التجارة والاستثمار بين الصين والدول الواقعة على طول الطرق وقدمت حلا للصعوبات الاقتصادية العالمية.
وبلغ حجم صادرات وواردات الصين مجمعة مع الدول على طول طريق المبادرة 6.3 تريليون يوان (نحو 912 مليار دولار) في 2016، بزيادة 0.6 بالمائة مقارنة بـ2015، وذلك بحسب وزارة التجارة الصينية.
وساعدت الشركات الصينية على بناء 56 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في 20 دولة على طول المبادرة بإجمالي حجم استثمارات 18.5 مليار دولار، ما ساعد في تحقيق عائدات ضريبية بقيمة نحو 1.1 مليار دولار وتوفير 180 ألف فرصة عمل في تلك الدول.
فعلى سبيل المثال، جذبت منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة التي تديرها الصين في كمبوديا 102 شركة من الصين واليابان والولايات المتحدة وأوروبا.
وقال تشو هاي جيانغ، رئيس مجموعة (هودو) ومقرها مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، وهي الشركة التي طورت المنطقة المقامة على مساحة 5 كم مربع، "عملت المنطقة الاقتصادية كمنصة للشركات الصينية للمشاركة في مبادرة الحزام والطريق."
وقال ليو تشي بياو، المستشار السياسي الوطني وأستاذ الاقتصاد بجامعة نانجينغ "وصلت الشركات الصينية للعالمية وعززت التنمية المحلية في الدول الواقعة على طريق مبادرة الحزام والطريق على أساس الفوز المشترك."
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الأربعاء على هامش الدورة التشريعية السنوية "أصبحت مبادرة الحزام والطريق أكبر منصة خدمات شهرة بين الدول ومنصة للتعاون الدولي بآفاق أكثر إشراقا في العالم."
وسيشارك في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو في بكين أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 50 رئيس منظمة دولية وأكثر من 100 مسؤول على المستوى الوزاري وكذلك أكثر من 1200 ممثل من دول ومناطق مختلفة.
ويقول سيرجي لوزيانين مدير معهد دراسات الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية "مبادرة الحزام والطريق ضد سياسة الحمائية والانعزالية ضيقة الأفق."
وأضاف "لم يكن أمامنا سوى الخيار الأوروبي-الأمريكي الغربي للتكامل والتنمية الاقتصادية في التسعينيات، ولكن هناك خيار جديد الآن من الصين."