تقرير: المشاعر الايجابية المتبادلة .. جذور شجرة الصداقة الصينية ـ العربية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  16:45, January 25, 2017

نظمت جمعية الصداقة الصينية مع الدول الاجنبية حفل توزيع "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية" على عشر شخصيات عربية على هامش الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ الى ثلاث دول في الشرق الاوسط قبل عام. والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالفائزين العرب العشرة وشجعهم على مواصلة التعلم المتبادل بين الحضارة الصينية والحضارة العربية وتعزيز الاسهامات البارزة للصداقة الصينية العربية. وأكد الفائزون بـ"جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية" عدم نسيان مشهد تقليدهم من قبل أكبر قادة الصين، معربين عن أنه أعلى وسام تلقوه مدى حياتهم، وبأنه سيفتح فصلا جديدا للصداقة الصينية ـ العربية.

20 يناير 2016، الفائزون بـ "جائزة المساهمة المتميزة للصداقة الصينية العربية" في حفل توزيع الجوائز

مشاعر عميقة منقوشة على القلوب

الشخصيات العربية العشر الفائزة بـ"جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية" تحتل مكانة كبيرة وتأثيرا واسعا في بلدانهم والعالم العربي، وقد عملت عقود عديدة من أجل تعزيز التبادلات مع الصين، وتشعر بعاطفة كبيرة بداخلها تجاه الصين. وتضم قائمة الفائزين، الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، الرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصّار، رئيس جمعية الصداقة السعودية الصينية عبد الرحمن بن علي الجريسي، رجل الاعمال الاردني طلال أبو غزالة مؤسس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، وزير الطاقة والتعدين السوداني السابق عوض أحمد محمد الجاز، رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية خليل محمد، رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الصينية اسماعيل دبش، رئيس مجلس الإدارة لجمعية الصداقة العمانية الصينية محسن بن حيدر بن درويش، وكبير المترجمين المصري محسن فرجانى.

تعد "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية" آخر جائزة فاز بها بطرس بطرس غالي قبل وفاته المنية. وقد أصر بطرس بطرس غالي حضور شخصيا الحفل وتسلم الجائزة، بالرغم من أن قدميه لم تكونا قادرتين على الحركة عشية الحفل. وقبل بدء حفل توزيع الجوائز، اقترب الرئيس شي جين بينغ من بطرس بطرس غالي وانحنى لمصافحته قائلا بمودة:" الصين لم تكرمك لانك حافظت على السلام العالمي وتعزيز التنمية فقط ، وأنما لما بذلت من جهود كبيرة لتعزيز العلاقات الودية بين الصين والعالم أيضا. ونكن لكم جل احترامنا وتقديرنا ." وحركت هذه الكلمات المعبرة مشاعر العجوز وقتا طويلا. " إن حبه للصين قيادة وشعبا جعله يلبي دعوة حضور حفل تسليم الجائزة ، بالرغم من أنه كان يعاني من كسر في الحوض، لقد كان صديقا للشعب الصيني ويعتبره صديق للشعوب العربية". وبالاشارة إلى الماضي، قالت ليا نادلر زوجة بطرس بطرس غالي للصحفي، بعد عودته الى البيت لم يتوقف غالي عن مدح الصين وعن المعجزة التي حققتها الصين في المجال الاقتصادي والتكنولوجي، مشيرا مرار وتكرارا الى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يلقي رعاية خاصة إزاء حالته الصحية. وأضافت: " زار غالي الصين 22 مرة، وكلما يعود من الزيارة يتحدث عن التقدم المستمر للصين، وأنها ستلعب دورا هاما في صنع القرارات الدولية والنظام العالمي مستقبلا."

تبرز في مكتب رئيس مجموعة طلال أبو غزاله الدولية طلال أبو غزالة صورته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حفل توزيع "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية". وقال طلال أبو غزالة: " أن تسلمي الجائزة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصيا حدث بارز في مسيرتي الشخصية والمهنية. وأنا فخور جدا بهذا التكريم، وهي أعلى جائزة دولية أتسلمها من القوى العظمى وشخص بارز في العالم." وقد أسّس طلال غزالة معهد طلال أبوغزاله كونفوشيوس، والمنتدى الصيني العربي للأعمال والثقافة، وعمل على نشر اللغة الصينية والثقافة الصينية. وقال أبو غزاله:" الصين تسكن قلبي وتحتل جزءا كبيرا منه، وقد استفدت الكثير من الثقافة والحكمة الصينية. وأنا فخور جدا بأن يتكلم أحفادي اللغة الصينية، وحتى طاولتنا للاستقبال بأسلوب صيني أيضا (الطاولة الدائرية عليها القرص الدوار دائري) ".

قال عدنان القصار: " إنه أعظم شرف في حياتي أن أتسلم الجائزة شخصيا من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالرغم من أنني تقلدت بالعديد من الجوائز على مدى السنين الماضية، وعليه فإنني سأحافظ عليها في قلبي وليس في بيتي." وبدأت قصة عدنان القصار مع الصين عبر الاقتصاد والتجارة منذ عام 1954، وعمره هذا العام يناهز 87 عاما. وقال لرئيس الصيني شي جين بينغ :" اليوم، تحصلت مشاعري تجاه الصين على اعترافكم، وأنا جد متحمس، وهذا الشعور يشبه شعوري عندما قدمت الصين لاول مرة للعالم العربي قبل 60 عاما. وخلال أكثر من نصف قرن، لم يتلاشى حماسي تجاه الصين بغض النظر عن المكان الذي أعيش فيه." وأكد عدنان القصار للرئيس الصيني شي جين بينغ أن مبادرة " الحزام والطريق لن تعود بالفائدة الاقتصادية على البلدان الواقعة على طول الطريق فحسب، وأنما قادرة على ترقية الصداقة الصينية العربية الى مستوى جديد أيضا." كما أكد أنه لن يتوقف عن بذل الجهود من أجل تعزيز وتوسيع التعاون الودي بين الدول العربية والصين ما دام على قيد الحياة."

شغل عوض الجاز منصب وزير الطاقة والمناجم السوداني في تسعينيات القرن الماضي، عمل بنشاط لتعزيز التعاون بين الصين والسودان في مجال النفط، وحقق قفزة كبيرة في العلاقات الثنائية. وقد تركت الزيارات 57 التي قام بها الجاز للصين انطباعا جميلا، كما كان له فرص عديدة لاجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال :" الرئيس شي جين بينغ صديق جدير بالثقة، وأنا جد متحمس للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ مرة أخرى. وإن الجائزة حافز مهم وقوة دافعة للعمل أكثر، واعطاء المزيد من الوقت والجهد لتعزيز العلاقات الودية مع الصين، وثمار هذا الجهد سيشهده الناس في المستقبل."