عمان 19 يناير 2017 /حذر المجلس الوطني الفلسطيني اليوم (الخميس) من أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس سيفتح الباب لسحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل.
ورفض المجلس، وهو بمثابة برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان بعد اجتماع عقده أعضاؤه برئاسة رئيس المجلس سليم الزعنون، في مقره بالعاصمة الأردنية عمان موقف الإدارة الأمريكية الجديدة وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب من مدينة القدس المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية ومن التهديدات بنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة.
وطالب البيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالتنفيذ الفوري لقرارات المجلس المركزي، الذي أصدرها في مارس 2015 بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ومقاطعة اقتصادها، وتفعيل سلاح المقاومة الشعبية، والتسريع في متابعة محكمة الجنايات الدولية بملفات الاستيطان والأسرى والعدوان على غزة، في حال نقلت الإدارة الأمريكية الجديدة سفارتها إلى القدس.
كما طالب بشكل خاص منظمة التعاون الإسلامي وكل المؤسسات والجهات واللجان التي أنشئت من أجل الدفاع عن القدس بتحمل مسؤولياتها تجاه ما تنوي الإدارة الأمريكية تنفيذه بنقل سفارتها إلى القدس، وزيادة دعمها المادي لأهل القدس لتثبيت صمودهم في مدينتهم المقدسة.
ودعا إلى ضرورة استخدام كافة أوراق الضغط السياسية والدبلوماسية والشعبية، والطلب من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ومؤسساته بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بالضغط على الإدارة الأمريكية لعدم تنفيذ خطتها بنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة.
ونقل البيان عن الزعنون تأكيده على الموقف الفلسطيني بأن "خطوة كهذه إنْ تمت ستكون لها تداعيات ليس على الاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل على المنطقة والعالم أجمع، ونعتبرها اعتداء صارخا على حقوقنا الوطنية في عاصمتنا القدس، وعدوانا فاضحا على القانون الدولي، وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية، التي كفلت حقوقنا الوطنية المشروعة".
ودعا إلى مواجهة هذه التهديدات الخطيرة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مطالبا العالمين الإسلامي والعربي بتحمل المسؤولية وعدم إعطاء أي مبررات لعدم تحركهما لمنع تنفيذ هذه الخطوة المدمرة على المنطقة.
ويأتي تحذير المجلس الوطني الفلسطيني عشية تنصيب ترامب رسميا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، علما بأنه كان تعهد في حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس.
وأعلن عدد من مساعدي ترامب أخيرا، بأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لديه، في وقت أطلق فيه الفلسطينيون حملة دبلوماسية لمنع تنفيذ الخطوة.
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء، من أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيدمر عملية السلام المتعثرة أصلا مع إسرائيل.
كما سبق أن هدد مسؤولون فلسطينيون بإعادة النظر في الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل حال نفذ ترامب الخطوة.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.