رام الله 19 يناير 2017 /تظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية اليوم (الخميس) للاحتجاج على نية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وجرت المظاهرات في مدن رام الله ونابلس والخليل بدعوة من لجنة القوى الوطنية والإسلامية، بالتزامن مع حملة وضع شعارات في الساحات العامة والطرقات الرئيسة ضد خطوة ترامب المحتملة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة، بينها "لا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس"، و"القدس هي مفتاح السلام والحرب"، و"نقل السفارة يعتبر إنهاء لعملية السلام الفلسطيني- الإسرائيلي".
كما رفع متظاهرون صورا لترامب كتب عليها باللغة الإنجليزية "توقف".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول خلال مظاهرة نابلس، إن الاحتجاجات تمثل "رسالة تمسك من الشعب الفلسطيني برفض أي خطوة أمريكية لنقل سفارتها إلى القدس".
وشدد العالول على أن الجزء الشرقي من القدس "مدينة محتلة بموجب كل القانون الدولي وكل قرارات الشرعية الدولية وأي خطوة أمريكية للعبث بمصيرها مرفوضة فلسطينيا ولا يمكن قبولها".
وأضاف أن مظاهرات الضفة الغربية "رسالة تأكيد من الشعب الفلسطيني بأنه جاهز من أجل الدفاع عن القدس والتضحية من أجلها، وأن على الإدارة الأمريكية الجديدة تحمل مسؤولياتها لتجنب إشعال المنطقة".
ودعا العالول إلى دور عربي وإسلامي مساند للموقف الفلسطيني "لأن مسألة نقل السفارة الأمريكية قضية سياسية هامة لا يوجد بها أي إمكانية للاجتهاد ولا يمكن على الإطلاق أن نسمح بها".
وحذر القيادي في فتح من أن نقل السفارة الأمريكية للقدس "يعني اغتيال لجميع المعاهدات، وضرب لأي أمل لإقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين وتكريس للاحتلال الإسرائيلي".
وجاءت المظاهرات الفلسطينية قبل يوم واحد من تنصيب ترامب رسميا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية علما أنه كان تعهد في حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس.
وأعلن عدد من مساعدي ترامب أخيرا، بأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لديه، في وقت أطلق فيه الفلسطينيون حملة دبلوماسية لمنع تنفيذ الخطوة.
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء، من أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيدمر عملية السلام المتعثرة أصلا مع إسرائيل.
كما سبق أن هدد مسؤولون فلسطينيون بإعادة النظر في الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل حال نفذ ترامب الخطوة.
يأتي ذلك فيما رجحت مصادر سياسية إسرائيلية بأن يتم الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الأسبوع المقبل، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
ونقلت الإذاعة عن المصادر أن طاقما أمريكيا تفقد مؤخرا الموقع المخصص لإقامة مبنى السفارة في القدس.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.