بيروت 19 يناير 2017 /أطلق رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريري اليوم (الخميس) خطة بلاده للاستجابة للأزمة السورية للفترة "2017 -2020" ، مناشدا المجتمع الدولى مساعدة لبنان في معالجة أزمة النازحين السوريين.
وتهدف الخطة الى تحديد ما يجب القيام به للمرحلة المقبلة لمواجهة تأثيرات الأزمة السلبية وتلبية احتياجات النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة بالتعاون بين الوزارات المعنية ومؤسسات الأمم المتحدة وشركاء محليين ودوليين.
وناشد الحريري في كلمة خلال حفل اطلاق الخطة ، المجتمع الدولي مساعدة بلاده في تحمل أعباء أزمة اللاجئين السوريين مشددا على أن "لبنان لم يعد باستطاعته تحمل أعباء هذه الأزمة من دون الدعم الدولي المهم لمؤسساته".
وقال ان "النمو البطيء في السنوات السابقة اعاق قدرتنا على التعاطي مع ملف النازحين".
وأشار إلى أن "عدد سكان لبنان ازداد نحو الثلث في السنوات الاخيرة بسبب النزوح بما يتخطى قدرة لبنان على الاستيعاب".
ولفت الحريري إلى ان 250 الف تلميذ سوري انتسبوا الى المدارس الرسمية كما ان القطاع الصحي يعاني من ضغط كبير لم يعد بإستطاعته تحمله نتيجة هذه الأزمة.
وأكد أن "لبنان بحاجة الى استثمارات تتراوح بين 8 و10 مليارات دولار لتعويض تداعيات أزمة اللاجئين" ، مشيرا الى أن "المساعدات التي قدمت حتى اليوم كانت انسانية فقط ولا تتطابق مع الاحتياجات للمجتمعات المضيفة".
وأشار إلى أن الحكومة أولت أهمية قصوى لأزمة النازحين "وأننا قمنا بتعيين وزير لشؤون النازحين وتشكيل لجنة لتنسيق الامور المتعلقة بالازمة وتحديد المشاريع ذات الاولية وأن تشكيل الخطة سينتهي في غضون شهر".
وفي كلمة مماثلة ، أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ان "الامم المتحدة تعمل من اجل مساعدة لبنان وشعبه في تحمل عبء ازمة النازحين" لافتة الى ان "تعزيز اقتصاد لبنان هو ضرورة بالنسبة للامم المتحدة".
من جهته دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني وفق بيان صدر عن مكتبه إلى "تواصل التضامن الدولي وتقاسم المسؤوليات في تمويل الأنشطة الإنسانية وتعزيز التنمية".
كما دعا الى "تشجيع الاستثمارات لتحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل اضافة الى وضع خطة للتنمية الوطنية".
وأشار الى أن الحكومة اللبنانية وشركاءها الوطنيين والدوليين يطالبون المانحين بمبلغ قدره 2.8 مليار دولار من أجل تقديم المساعدة الإنسانية وكذلك الاستثمار في البنى التحتية وقطاعي الخدمات والاقتصاد المحلي خلال عام 2017.
وأوضح أن فريق عمل خطة لبنان للاستجابة للأزمة يضم أكثر من 104 شركاء يعملون لمساعدة 2.8 مليون شخص مستضعف يعيشون في لبنان.
وذكر ان الخطة تهدف إلى توفير الحماية والمساعدة الفورية إلى 1.9 مليون من لاجئين سوريين وفلسطينيين ولبنانيين مستضعفين وتقديم الخدمات الأساسية إلى 2.2 مليون شخص فضلا عن الاستثمار في البنى التحتية والقطاع الاقتصادي والمؤسسات العامة.
وأشار الى أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين و 10 بالمائة من اللبنانيين و 6 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا يعيشون على أقل من 2.5 دولار أمريكي في اليوم.
وأشار الى انه في اطار خطة الاستجابة للأزمة للعام 2016 كان ورد إلى الشركاء مبلغ 1.2 مليار دولار كتلبية للنداء المشترك الذين أطلقوه مما ساهم في تجنب تدهور الأوضاع الإنسانية والبنى التحتية في البلاد بشكل حاد.
ويقيم في لبنان بحسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من مليون و200 ألف نازح سوري مسجل فيما تشير السلطات اللبنانية الى ان العدد الاجمالي يصل الى أكثر من مليون ونصف المليون نازح.