إله حرب الفراعنة بوابة الصين للاستكشاف الأثري في مصر

سترسل الصين أول بعثة أثرية علمية إلى أراضي مصر للقيام بأعمال الاستكشاف بشكل مشترك مع الجانب المصري في معبد الإله مِنتو، إله الحرب المصري القديم.

ذلك ما كشف عنه رئيس البعثة المصرية المتواجدة في الصين ورئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار المصرية مؤخرا، قائلا إن الصين ومصر اتفقتا على أن يكون هناك تعاون بحثي وعلمي واستكشافي في قطاع الآثار وإرسال أول بعثة علمية أثرية صينية مصرية تعمل في الأراضي المصرية، مشيرا إلى أن البعثة الاستكشافية ستكون مشتركة بين البلدين.

كان منتو إلها عتيقا ويعني اسمه الهائم على وجهه، وفي الأصل كان مظهرا من مظاهر تأثير الشمس الحارقة، وأكسبته الشمس الحارقة خصائص المحارب، ليصبح في نهاية المطاف إله الحرب وفقا لما ذكره مدونو موقع ويكيبيديا.

وفي الفن المصري القديم، يصور مِنتو على هيئة رجل برأس صقر أو برأس ثور يرتدي قرص الشمس بين عمودين أو ريشتين على رأسه ، ويمثل الصقر السماء أما الثور فيمثل القوة والحرب، كما أنه كان يصور ممسكا بيديه الأسلحة المختلفة، بما في ذلك السيوف والأقواس والسهام والسكاكين.

ويقع معبد مِنتو الذي يستهدفه المشروع المشترك في الجهة الشمالية بجانب معبد الكرنك في مدينة الأقصر بجنوبي مصر، وتم بناؤه في الفترة ما بين عام 1391 وعام 1355 قبل الميلاد ، بالتزامن مع أسرة شانغ الصينية.

بصدد تحديد موقع الاستكشاف ، قال وانغ وي رئيس هيئة علوم الآثار التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن المشروع المشترك بصفته الأول من نوعه بين الصين ومصر، تأمل الصين في أن يكون الموقع مكانا أثريا هاما ضمن الأماكن الأثرية الجوهرية في مصر، ليمكننا من إحراز إنجازات مهمة من خلال أعمال الاستكشاف ، وفي الوقت نفسه، يمكن للصين أن تعرض قدرتها في مجال الاستكشاف الأثري وحماية الحضارة. ومن ناحية أخرى، إن أعمال الاستكشاف ستساعد كثيرا في الدراسة المقارنة.

وأضاف لي شين وي، الباحث من هيئة علوم الآثار وهو يشرف أيضا على تنظيم وتنسيق المشاريع بالتعاون الأجنبي، إنه يتطلع إلى نتائج الاستكشاف لأن معبد إله هام لا شك أنه يحتوي على معلومات حضارة أغنى.

بالنسبة إلى التعاون المصري والصيني، أكد دكتور محمد حسن عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار المصرية ورئيس البعثة التي زارت الصين، على أنها خطوة كبيرة للجانب الصيني بأن يتواجد منه لأول مرة بعثة أثرية للاستكشاف والتنقيب في المواقع الأثرية المصرية، لافتا إلى أن وزارة الآثار المصرية ستشكل فريقا بحثيا على أعلى المستوى لمنح خبراتها للجانب الصيني، واكتساب ما لدى الصين من خبرات خاصة.

وتابع عفيفي أن من ضمن الخبرات التي سيقدمها الخبراء المصريون للباحثين والطلبة المشاركين في البعثة تعليمهم كيفية ترميم الأحجار أو إعادة بناء المباني المتهدمة.

وأوضح عفيفي أنه وجود 250 بعثة دولية تعمل في مصر حاليا في البحث والتنقيب والاستكشاف والترميم وغيرها من القطاعات الأثرية ، وهناك 11 بعثة في منطقة الأقصر.

وكشف وانغ وي إن الفريق الصيني سيتكون من 4 - 5 أعضاء رئيسيين من خبراء متخصصين في مختلف القطاعات من علم الآثار، ومن المتوقع أن يتوجهوا إلى مصر في أكتوبر القادم أو في أسرع وقت بمجرد إنهاء إجراءات الاتفاقيات بين الصين ومصر .