إن مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين تعد آلية ذات رؤية للتنمية والتعاون عبر القارات تركز على تقديم خدمات عامة إقليمية، وليست أداة جيوسياسية كما يقلق البعض.
ويعد التقدم السريع الذي تحرزه المبادرة، التي انضمت إليها أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية خلال السنوات الثلاث الماضية، يعد نتيجة تعكس رغبة المناطق في تحقيق تعاون عادل وتأتي متماشية مع قواعد اقتصاد السوق.
فالتكهنات والشكوك المبكرة بأن المبادرة تأتي مدفوعة بإرادة حكومية أو يجري تسييسها لا ترتكز الآن على أي أساس.
وفي ظل مبادرة "الحزام والطريق"، تعمل الصين والدول الإقليمية بشكل مطرد على بناء منصة متعددة الأطراف استنادا إلى مبدأ التشاور المشترك، والبناء المشترك، والمنافع المشتركة.
وأصبحت مبادرة"الحزام والطريق"، التي تعمل على تلاحم الإستراتيجيات التنموية للمشاركين فيها مع بعضها البعض لتشكل نظاما إقليميا متكاملا من الخدمات العامة، أصبحت أكثر توافقا متكاملا مع الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي الذي تقوده روسيا، وخطة "ممران ودائرة اقتصادية واحدة" في فيتنام، وطريق امبر في بولندا، وغيرها.
ومن جانبه، قال أجريس بريمانيس كبير خبراء الاقتصاد لمنطقة آسيا الوسطي بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إن الناس يغيرون انطباعهم الأول عن المبادرة الصينية، إذ وصل الحد بأن البعض وصفها بأنها "عمل إمبريالي".
وأشار بريمانيس في مقابلة أجريت معه في سبتمبر إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" يجرى دفعها بسلاسة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد ما إلى النهج الخاص الذي وضعه الجانب الصيني وسط الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وتكمن أهم قاعدة في عملية بناء "الحزام والطريق" في إتباع مبادئ السوق والمعايير الدولية، حيث تهدف المبادرة إلى توفير الدعم المالي والتأمين ضد المخاطر إلى جانب العمل ببساطة على إنشاء نظام للبنية التحتية للنقل والأمن.
ومع قيادة الحكومة لهذا الاتجاه، سيلعب السوق دوره الحاسم في تخصيص الموارد وسيأتي الأداء الرئيسي من الشركات.
إن أية أفعال تتعارض مع قواعد السوق ستقوض الثقة في مبادرة"الحزام والطريق" من جذورها، وستحبط الشركات المعنية، وستفسد في نهاية المطاف إمكانية تحقيق تنمية مستدامة.
وذكر جين تشي، مدير صندوق طريق الحرير الذي تبلغ قيمته 40 مليار دولار أمريكي وأسسته الحكومة الصينية في أواخر عام 2014، أن "الحزام والطريق" يجرى بناؤه بموجب الشروط الثلاثة الرئيسية المتمثلة في الارتكاز على السوق، والتدويل، والاحترافية.
وانطلاقا من مشروع يهدف إلى ترتيب التمويل على مستوى الهندسة أو التشغيل أو الإدارة، فإن كل جزء من تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" سيتم تفعيله من قبل السوق.
إن مبادرة "الحزام والطريق"، المنحدرة من طرق الحرير التجارية البحرية الشامخة القديمة، ترث وتوسع من رغبة الإنسان الفطرية في السعي وراء المنافع، وأيضا أساسيات اقتصاد السوق.